“باتريك” المستقيل في اليمن .. محاولة لتدارك أخطاء الأمم المتحدة وإنقاذ “اتفاق السويد” !

“باتريك” المستقيل في اليمن .. محاولة لتدارك أخطاء الأمم المتحدة وإنقاذ “اتفاق السويد” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة لإنقاذ “اتفاق السويد”، الذي يحاول “الحوثيين” إفشاله بشتى الطرق عبر خرق الهدنة الخاصة بوقف إطلاق النار، فرغم تقديمه استقالته، وصل إلى “صنعاء” كبير مراقبي الأمم المتحدة، “باتريك كاميرت”، وأعضاء فريقه من المراقبين في اللجنة المشتركة المكلّفة بمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة “الحديدة”.

دبلوماسيون في “الأمم المتحدة” قالوا إن المنظمة الدولية تعتزم، الشهر المقبل، تعيين الجنرال الدنماركي، “مايكل أنكر لوليزغارد”، لقيادة فريق مراقبة وقف إطلاق النار؛ وإعادة انتشار القوات الذي جرى الاتفاق عليه بين جماعة “أنصار الله”، (الحوثيين)، والحكومة اليمنية.

وأعلن رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار، اللواء الركن “صغير حمود بن عزيز”، استعداد قوات الأمن التابعة للحكومة الشرعية على الانتشار الآمن وفق ما نصت عليه بنود “اتفاقيات السويد”، داعيًا إلى سرعة البت في فتح الطرق والممرات بغرض تسهيل تنفيذ الأعمال الإنسانية ووصول الإغاثة للكثير من المناطق التي تعاني من ويلات الحرب والحصار الذي فرضته الميليشيات الحوثية.

من جانبه؛ استعرض “باتريك”، جملة من المقترحات حول إمكانية إنعقاد لقاء مشترك، مستقبلاً، يجمع الفريق الحكومي مع المتمردين “الحوثيين”، وكيفية التنسيق وتحديد زمان ومكان إنعقاد اللقاء، متطرقًا إلى ملامح وآلية إعادة الانتشار في “الحديدة”، وكيفية إدارة موانيء البحر الأحمر وغيرها من المرافق والمؤسسات.

إنتهاكات حوثية لإجهاض “اتفاق السويد”..

وصعّدت ميليشيا “الحوثي” الإيرانية من إنتهاكاتها ومواقفها، الهادفة لإجهاض “اتفاق السويد”، القاضي بانسحابها من مدينة وموانيء “الحديدة”.

ليس هذا فقط؛ إنما وبالتزامن مع زيارة “باتريك”، قالت مصادر عسكرية إن الميليشيا هاجمت مواقع القوات المشتركة في جنوب وشرق “مدينة الحديدة” بمختلف أنواع الأسلحة.

وتحدثت مصادر محلية عن أن القصف المدفعي للميليشيا؛ تسبب في اندلاع حريق بمخازن الغذاء العالمي شرق “الحديدة”، في وقت واصلت الميليشيا استهداف المناطق السكنية في مديريتي “حيس” و”التحيتا” جنوب المحافظة.

فشل الاتفاق يُفشل عملية السلام برمتها..

خلال لقائه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، “مارتن غريفث”، ورئيس لجنة المراقبين، “باتريك كاميرت”، دعا الرئيس اليمني، “عبدربه منصور هادي”، المجتمع الدولي إلى تحديد الأولويات وإنجاح المهام وفق خطواتها وآليتها الزمنية، محذرًا من أن تعثر وفشل “اتفاق السويد” يُعد فشلاً لعملية السلام برمتها، مطالبًا بوضع النقاط على الحروف وإحاطة المجتمع الدولي بمكامن القصور ومن يضع العراقيل أمام خطوات السلام وفرص نجاحها.

وأكد الرئيس اليمني – وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية – على إلتزام الحكومة الشرعية بمسارات السلام وفقًا لمرجعياتها المحددة والمرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار (2216).

تراخي الأمم المتحدة يدفع الأمور نحو الفشل..

في السياق؛ أكدت الرئاسة اليمنية أن تراخي “الأمم المتحدة”، وعدم تسمية الطرف المعرقل لتنفيذ “اتفاق السويد”، بشأن الانسحاب وإعادة الانتشار في موانيء ومدينة “الحديدة”، يدفع بالأمور نحو الفشل.

وقال “عبدالله العليمي”، مدير مكتب الرئيس اليمني، في سلسلة تغريدات على (تويتر)، إنه ورغم مضيّ أكثر من شهر على تسلم الجنرال “باترك كاميرت”، كبير المراقبين الأمميين، مهامه في “الحديدة”؛ فإن الحكومة لم تتسلم حتى الآن آلية مزامنة لتنفيذ الاتفاق، ولا تقريرًا يوضح من الذي تسبب في عرقلة تنفيذ الاتفاق.

وضع إنساني مؤسف..

كما طالب رئيس الحكومة اليمنية، “معين عبدالملك”، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بإلزام “ميليشيات الحوثي”، المدعومة من “إيران”، بإظهار جديتها وإلتزامها بتنفيذ “اتفاق ستوكهولم”، حول “الحديدة”، والإلتزام بوقف إطلاق النار، وإزالة المظاهر المسلحة، ووقف عمليات التحصين والدفاعات العسكرية.

وشدد “عبدالملك”، على ضرورة التركيز على آلية إعادة الانتشار في “الحديدة”، وأن تنصاع الميليشيات، إلى كافة بنود “اتفاقات ستوكهولم”، بانسحاب الميليشيات، من موانيء “الحديدة والصليف ورأس عيسى”.

وأشار رئيس الوزراء اليمني، إلى حجم الوضع الإنساني المؤسف، الذي يعانيه السكان في المناطق المتضررة في “الحديدة”، من نتائج الحرب التي فرضتها “ميليشيات الحوثي”.

مؤكدًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق حقيقي، لفتح الطرق والممرات، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية، خاصة للمناطق الأكثر تضررًا.

لتدارك أخطاء الأمم المتحدة..

تعليقًا على زيارة “باتريك”، قال الدكتور “فارس البيل”، الأكاديمي والمحلل السياسي اليمني، إن هناك تحركات لإنقاذ “اتفاق الحديدة”، لرفع الأخطاء التي إرتكبتها “الأمم المتحدة”، مضيفًا أن “اتفاق السويد” لم يتضمن أي حيثيات وضمانات حقيقية يمكن الركون إليها، فهذا الاتفاق جاء في وقت الكل يعرف فيه أن “ميليشيات الحوثي” دائمة الهروب من الاتفاقات.

مؤكدًا أنه نتيجة لذلك؛ جعل المبعوث الأممي يتوجه إلى “صنعاء” لإنقاذ الاتفاق الذي إنتهت هدنته ولم يتحقق منه 1%، مشيرًا إلى أن “ميليشيات الحوثي” أرادت أن تناور في مساحة أخرى لتبعد المجتمع الدولي عنها عن طريق رفضها حضور الاجتماعات والحديث عن تغيير الجنرال، “باتريك كاميرت”، رئيس لجنة المراقبين الأممية، ثم استهدافه بالرصاص.

استقال لعدم رضا “الحوثيين” عنه..

فيما قال الدكتور “عبدالرحمن راجح”، الباحث اليمني في العلاقات الدولية، إن سبب استقالة “باتريك كاميرت”؛ يعود إلى عدم رضا جماعة “أنصار الله” عنه وعن أدائه الضعيف في تطبيق “اتفاق السويد”، ونقطة الخلاف معه جاءت عند الانسحاب من “ميناء الحديدة”، حيث فوجيء “أنصار الله” بأن الرجل يتخطى مهامه الفنية ويتحدث في أمور سياسية ليست من اختصاصه عن مفاوضات جديدة؛ وما إلى ذلك.

وأضاف “راجح”؛ بأن ما قيل من أن هناك خلافًا بين “غريفيث” و”باتريك” كلام غير صحيح ومحض شائعات يطلقها من يطلق عليهم “أنصار الشرعية”.

استغلت الهدنة في زيادة التحصينات العسكرية..

وفي تقرير بعنوان: (حماية اتفاق السويد من إنتهاكات الميليشيا الحوثية)؛ قال “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، إنه لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وصفه بـ”الهش”، يجب على “الولايات المتحدة” أن تبعث رسالة أقوى إلى الميليشيا مفادها: “أن الوقت قصير، وأن المجتمع الدولي سيعتبرهم المتخلفين عن حفظ السلام إذا إنهار الاتفاق”.

وذكر التقرير أن الميليشيا الانقلابية استغلت فترة وقف إطلاق النار لزيادة تحصيناتها العسكرية بشكل كبير في “الحديدة”؛ على عكس مقتضيات “ستوكهولم”. وأن الميليشيا قامت بحفر 30 خندقًا جديدًا منذ 2 كانون ثان/يناير الجاري، “وهو إدعاء تدعمه صورًا جوية تم تقديمها إلى الأمم المتحدة وشاهدها المعهد”.

ويكشف التقرير أن الميليشيا الانقلابية لم تتحد متطلبات “الأمم المتحدة” لإزالة أي مظاهر عسكرية من “الحديدة” فحسب، بل عرقلت كذلك جهود “التحالف العربي” للتخلص من العوائق في المناطق المحررة؛ “إذ تواصل وبشكل دوري استهداف مركبات هندسية للتحالف تحاول إزالة ألغام الميليشيا”.

إستهتار بالقرارات الأممية..

ووصف المعهد إنتهاكات الميليشيا الانقلابية؛ بأنها “إستهتار متعجرف بالقرارات الأممية، وأن ذلك ينبع من واقع سماح المجتمع الدولي والكونغرس الأميركي للميليشيا بالإلتزام بمعايير سلوك أدنى مستوى بكثير من تلك التي يلتزم بها التحالف والحكومة”.

كما يشير التقرير إلى أن فشل انسحاب الميليشيا من موانيء “الحديدة” يشكل تهديدًا خطيرًا آخر لمصداقية عملية السلام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة