28 مارس، 2024 12:10 م
Search
Close this search box.

“هجوم منبج” يكشف .. القوات الأميركية “قُبلة الحياة” لتنظيم “داعش” في سوريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قال الجنرال السابق بالقوات البحرية، “غيمس ماتيس”، وزير الخارجية الأميركي المستقيل: “لا تنتهي أي حرب؛ طالما لم يعترف الطرف المقابل بإنتهاءها. ولعلنا نعتقد إنتهاءها، لعلنا نُعلن إنتهاءها، لكن في الحقيقة للعدو الحق في التعبير عن رأيه”.

أطلق “ماتيس” هذه التصريحات، عام 2012، وقبل فترة أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في تغريدة غير متوقعة على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، النصر على تنظيم (داعش) في “سوريا” و”العراق”.

وكتب “ترامب”: “هزمنا تنظيم (داعش) في سوريا، وهذا كان السبب الوحيد للوجود الأميركي في سوريا” إبان فترة رئاسة “ترامب”. وبعد ذلك قال؛ في رسالة مصورة: “أبناءنا، وشبابنا من الرجال والنساء نعيدهم الآن إلى المنزل. لقد انتصرنا”.

لكن الهجوم الأخير على القوات الأميركية في “سوريا”، التي إدعت الفوز على (داعش)، أثار موجة انتقادات شديدة من قرار “ترامب”، المتسرع، بشأن الانسحاب من “سوريا”. وتعليقًا على الهجوم كتب السيناتور، “مارکو روبیو”، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “لو يكون صحيحًا، فسوف يكون ذكرى مريرة على مسألة أن (داعش) لم يُهزم، وإنما إستحال تنظيم متمرد خطير. هذا ليس وقت الانسحاب عن مكافحة تنظيم (داعش)، لأن هذا العمل سوف يؤدي فقط إلى تقوية وجرأة التنظيم”. بحسب ما نقله موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ عن موقع (راشا اينسايدر) الإيراني.

أهداف “هجوم منبج”..

تصريحات “ماتيس”؛ كانت بمثابة تحذير سريع من الاحتفال قبل الموعد، وفي التعبير عن مشاعر “روبيو”، وغيره من النقاد من أصحاب الموقف المشابه، تم التغاضي تمامًا عن الهدف الكلي من هجوم (داعش).

فـ”الولايات المتحدة” على وشك مغادرة “سوريا”، وهو ما يعني، من منظور “روبيو” والآخرين، الانتصار على تنظيم (داعش). لكن السؤال: لماذا يهاجم تنظيم (داعش)، (في ظل هذه الأوضاع)، القوات الأميركية ويهيء الأجواء للتراجع عن قرار “ترامب” وبقاء الجيش الأميركي في “سوريا” ؟!.. وإذا كانت المشكلة تتعلق بالدوريات العسكرية، فقد كانت آخر دورية للقوات المشتركة، في 16 كانون ثان/يناير 2019، بمدينة “منبج”، شمال “سوريا”، عادية تمامًا.

بينما “للتهديدات”؛ وجهان.. الأول: حيث ينشط، من جهة، الجيش التركي والعناصر المدعومة من “أنقرة” في ضواحي “منبج”، ومازالت التهديدات قائمة بشأن احتلال هذه القوات، (حال خروج القوات الأميركية)، مدينة “منبج” السورية؛ في إطار مساعيها للقضاء على العناصر الكُردية المتحالفة مع “وحدات حماية الشعب”.

الثاني: سيطر تنظيم (داعش)، حتى العام 2016، على مدينة “منبج”؛ وما تزال “خلاياه السرية” موجودة في هذه المنطقة.

ولقد كان هذا التهديد قائمًا حتى آخر دورية للقوات المشتركة.

سر المطعم المشهور !

لكن لا يبدو تنظيم (داعش) عنصر جدير بالاهتمام في الخطط الأمنية لعناصر الدوريات العسكرية. وكان الاجتماع الخاص بالموضوع قد عُقد بأحد المطاعم المشهورة في الشارع الرئيس بمدينة “منبج” السورية، والذي هرب صاحبه إثر هجوم التنظيم على المدينة، ثم عاد بعد تحرير المدينة.

ويعتبر هذا المطعم، بشكل أساس، محل التنسيق بين عناصر العمليات المشتركة ومركز القوات الأميركية. والحدث الذي وقع، هذا الأسبوع، هو أن انتحارى (داعش) المفخخ انتظر دخول القوات الأميركية للمطعم؛ ثم قام بتفجير سترته المفخخة في مدخل المطعم. وكنتيجة للتفجير لقي الخبير بوكالة الاستخبارات ووزارة الدفاع الأميركية، ومترجمه الأميركي، وجنديين أميركيين مصرعهم، فيما اُصيب ثلاثة جنود أميركيين آخرين. كذلك فقد أحد عشر سوري، بينهم خمسة من العناصر الأمنية بمدينة “منبج”، حياتهم في التفجير.

وقد وجهت انتقادات حادة للقرار، الذي ينص على انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”، وأثار موجة من معارضة المسؤولين رفيعي المستوى؛ وأدى إلى استقالة “غيمس ماتيس”، وزير الدفاع الأميركي، و”روبرت ماك غورك”، المبعوث الأميركي الخاص لـ”التحالف العالمي للقضاء على تنظيم داعش”.

ووصف السيناتور، “ليندزي غراهام”، القرار بـ”الخاطيء”؛ والمشابه لخطأ الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، بشأن سحب القوات الأميركية من “العراق”، في كانون أول/ديسمبر 2011، وقال: “انسحاب أميركا من سوريا؛ سوف يحقق نصرًا مؤزرًا بالنسبة لـ (داعش)، وإيران وبشار الأسد، وروسيا”.

وقد رحبت “إيران وسوريا وروسيا” بالقرار الأميركي، لكن تنظيم (داعش) إلتزم الصمت حتى، 16 كانون ثان/يناير الجاري، قبل أن يعلن عن موقفه، بتاريخ 16 كانون ثان/يناير 2019، لكن ليس الموقف الذي كان ينتظره “ليندزي غراهام” و”ماركو روبيو”.

القوات الأميركية.. “قُبلة الحياة” لتنظيم الدولة..

لقد كان هجوم (داعش)، على “منبج”، مُعد سلفًا ويهدف إلى خلق حالة من الفوضى في عملية انسحاب القوات الأميركية.

و”منبج”، هي مدينة سورية ذات أغلبية عربية. وكانت “الولايات المتحدة” تستخدم المدن ذات المجالس المحلية، التي تخضع للقيادة العربية، كأداة للحد من الصورة الكُردية في شمال شرق “سوريا”، والحيلولة دون تقدم المزيد من الأتراك، وتعتقد أن مثل هذه المؤسسات السياسية، ذات الأسس العربية، قد تستطيع المقاومة بشكل مؤثر ضد تنظيم (داعش). لكن هذه الرؤية ليست عملية؛ إذ تتسم مجالس البلدية بالضعيف والعجز، ولذلك إستحالت مكانًا مناسبًا لتثبيت وجود (داعش).

والسبيل الوحيد، بالنسبة لمجلس بلدية، كالذي في “منبج”، ليتمكن من المحافظة على وجوده، هو بقاء القوات الأميركية في “سوريا”.

وقيادة (داعش) تعلم أنه بمجرد ما إن تتمكن الحكومة السورية من التركيز على إقتلاع جذور هذا التنظيم، فسوف تكون أيام استمرار التنظيم معدودة. لأن التنظيم يستغل فراغ القوة؛ الذي نتج عن سقوط الحكومة المركزية بـ”العراق”، نتيجة الغزو الأميركي، عام 2003، وإضعاف السلطة المركزية في “سوريا”، جراء الاضطرابات الداخلية في هذا البلد.

وتسيطر الحكومة العراقية، بدعم إيراني كامل، على عموم “العراق”، بينما لا تزال تخضع مناطق سورية محدودة لسيطرة تنظيم (داعش). وبالتالي لا يمكن تجاهل العلاقة بين وجود القوات الأميركية العسكرية وبقاء (داعش)، فالتنظيم يحتاج إلى “الولايات المتحدة” للمحافظة على حياته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب