“المنطقة الخضراء” ببغداد .. تستعد لدخول المواطنين بلا أسلاك شائكة أو جدران عازلة !

“المنطقة الخضراء” ببغداد .. تستعد لدخول المواطنين بلا أسلاك شائكة أو جدران عازلة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعد مرور 15 عامًا، بات ممكنًا للمواطنين العراقيين دخول “حي التشريع” أو المعروف، بـ”المنطقة الخضراء”، الواقعة بالعاصمة العراقية، “بغداد”، التي أغلقت أمام المدنيين منذ الاحتلال الأميركي لـ”العراق”، في 2003، وأمر رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، في 3 كانون ثان/يناير 2019، بفتحها بشكل جزئي خلال ساعات معينة من اليوم.

وعقب قرار “عبدالمهدي”؛ بدأت الحكومة في إزالة الأسلاك الشائكة والحوائط الخرسانية التي كانت تفصل “المنطقة الخضراء”، لمدة 15 عامًا، عما يسمى، بـ”المنطقة الحمراء”، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى باقي المدينة التي يقيم بها حوالي 8 ملايين شخص.

وسوف تتاح المنطقة لدخول المدنيين بعد إنتهاء مرحلة الافتتاح التجريبي التي تستمر لأسبوعين، ولأول مرة، منذ 2003، بات ممكنًا أن تشهد المنطقة التي كانت تسمى، قديمًا، بـ”كرادة مريم”، مرور العربات منذ الساعة الخامسة عصرًا وحتى الواحدة من صباح اليوم التالي، من خلال شارع “14 تموز” والجسر المعلق أعلى “نهر دجلة”، وخلال نفس الفترة سيكون مسموحًا للمواطنين بدخول عدد من المقرات الرئيسة لمؤسسات حكومية؛ مثل البرلمان والوزارات المختلقة والسفارات، ومن بينها “السفارة الأميركية” و”البريطانية”، بينما سوف تبقى الشوارع التي توجد بها منازل المسؤولين مغلقة.

ويربط الشارع الرئيس، في “المنطقة الخضراء”، شرق وغرب العاصمة، وقد خضعت لحصار خانق من قِبل القوات الخاصة المكلفة بحمايتها؛ خلال 8 سنوات من حكم رئيس الوزراء الأسبق، “نور المالكي”، ولكن مع تقدم تنظيم (داعش) الإرهابي؛ كانت المنطقة تمثل خط أحمر لا يمكن المساس بها.

قلق أميركي من فتح المنطقة..

صرح النائب الشيوعي، “رائد جاهد فهمي”، لصحيفة (الموندو) الإسبانية، بأنه: “يقال أن الولايات المتحدة تخشى من افتتاح المنطقة أمام المدنيين، لكن رئيس الوزراء تلقى اتصالاً هاتفيًا من واشنطن أخبرهم فيه بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق”.

وأضاف أن: “قرار، عبدالمهدي، جيدًا للغاية، ودليل على الاستقرار وتحسن الأوضاع الأمنية، لقد كانت منطقة محظورة على المواطنين وحاجزًا بين السياسيين والناخبين”.

وأشار “فهمي” إلى أن “قرار فتح المنطقة أمام المواطنين جاء متأخرًا، لكن أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا”.

لم تطالها الحرب..

منذ حوالي أسبوع؛ كانت لدى “شروق”، (58 عامًا)، الكثير من الذكريات الغامضة تربطها بشوارع وحدائق “المنطقة الخضراء”، وقالت “شروق”، للصحيفة الإسبانية: “لقد زرتها للتو، إنها منطقة منظمة وجميلة للغاية، كما أن المنازل بها معتنى بها ونظيفة وواسعة، وعلى عكس باقي المدينة توجد نباتات وأشجار في كل الأركان”.

وأضافت: “في المنطقة الخضراء؛ لا توجد منازل غير رسمية، وبالكاد بها حركة مرور، إنها المكان الوحيد في العراق الذي لم يتعرض للتدمير خلال الحرب، وحتى الآن نشعر بأن النواب والسياسيين الذين كانوا يعيشون به أقاموا في عزلة عن باقي الشعب، كما لو كانوا يقيمون في بلد مختلف عن بلدنا”.

وتتميز المنطقة، التي تبلغ مساحتها 10 كيلومتر مربع، بطبيعتها الخلابة وتنتشر بها النوافير والمساحات الواسعة المفتوحة، كما يوجد بها تمثال “الجندي المجهول” الذي نُحت، خلال الثمانينيات من القرن الماضي، ليصبح رمزًا للحرب بين “العراق” و”إيران”، وشهدت عمليتين انتحاريتين عام 2004، بالإضافة إلى قصر الديكتاتور، “صدام حسين”، وعائلته، الذي تعرض للقصف عام 2003، ثم تحول إلى معقل لـ”القوات الأميركية”.

وكانت المرة الأولى التي يدخل فيها المواطنون العاديون إلى “المنطقة الخضراء”؛ عندما قاد رجل الدين الشيعي، “مقتدى الصدر”، اعتصامًا بداخله، في آذار/مارس 2016، وسط ترحيبًا من الضباط، اعتراضَا على الفساد وإنهيار البلاد على أيدي المسؤولين.

وبإفتتاح المنطقة، التي أرادات “واشنطن” تسميتها، “المنطقة الدولية”، في “بغداد”، يتم تخفيض مراكز التحكم المنتشرة في أرجاء المنطقة، والتي يمكن عبورها فقط من خلال كروت الاعتماد “البيومترية”.

دليل على الاختلاف بين المسؤولين والشعب..

قال أحد العاملين في “المنطقة الخضراء” منذ فترة، “أسامة مجاهد”، إن: “الوصول إلى المنطقة كان يشبه الكابوس، لكن كُنا نضطر إلى الانتظار لأيام عدة حتى نحصل على رخصة الدخول، وحتى في وجود الرخصة كان على المار أن يعبُر كل أنواع العراقيل الأمنية”، إذ كانت تخضع المنطقة إلى حراسة مشددة، وطبقت فيها سياسات أمنية شديدة الدقة على حركة السكان منها وإليها.

وأضاف أن: “المنطقة كانت مثالاً على الاختلاف الساحق، فبينما كانت البلاد غارقة في الفوضى، كانت المنطقة الخضراء تنُعم بالأمان، لقد كانت مخصصة من أجل حماية النخبة، ويرغب العراقيون في الشعور بأننا يمكننا التجول في كل أرجاء البلاد بكل حرية”.

وأشار إلى أن قرار فتح المنطقة سوف يخفف الضغط المرور في باقي المدينة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة