في محاولة منها لزيادة حدة الاحتقان الطائفي في العراق ومسعى لاشعال فتنة طائفية مقيتة فقد اعلن تنظيم القاعدة في بيان ملئ بالعبارات والشعارات الغريبة عن توجهات العراقيين انه منفذ التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد الخميس الماضي وادت الى مقتل واصابة حوالي 270 مواطنا.
وحاول التنظيم الظهور وكأنه الممثل لسنة العراق والمدافع عنهم فيما تطال تفجيراته الدامية العراقيين كلهم من دون تفريق بين شيعي وسني وذلك تنفيذا لاهداف درج عليها خلال السنوات الاخيرة لشق وحدة الصف العراقي والتحريض على اقتتال الاخوة.
فقد تبنى تنظيم “دولة العراق الاسلامية”، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، تفجيرات استهدفت بغداد الاسبوع الماضي وراح ضحيتها العشرات، في بيان نقله موقع “سايت” الاميركي لرصد المواقع الاسلامية الثلاثاء.
واعلنت الجماعة في بيان بعنوان “غزوة الخميس في ولاية بغداد” نشر على مواقع جهادية عدة بينها “شبكة الجهاد العالمي” انه “استمرارا لسلسة الغزوات النوعية نصرة لمستضعفي اهل السنة قامت المفارز الامنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب اهداف منتخبة تم استطلاعها وتشخيصها بدقة”. وتابع البيان ان العمليات “توزعت بين استهداف لمقار امنية ودوريات عسكرية وتجمعات لاقذار جيش الدجال وتصفية لرؤوس الكفر من القيادات الامنية والعسكرية والادارية لحكومة المنطقة الخضراء”.
وذكر انه “كان من ضمن هذه الاهداف مبنى مديرية التحقيقات الجنائية في رصافة بغداد الملحق بمقر ما يسمى زورا ب+هيئة النزاهة+”، موضحا ان “احد ابطال اهل السنة تمكن من اختراق الاطواق الامنية المشددة المحيطة بهذا المقر في حي الكرادة” وسط العاصمة قبل ان يفجر نفسه.
واشار التنظيم الى انه “سيتم نشر مجمل العمليات التي نفذت في هذه الغزوة المباركة ضمن البيانات الدورية التي ستنشر تباعا”.
وقتل 60 عراقيا على الاقل واصيب نحو 180 بجروح الخميس في سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة، بينها مبنى هيئة النزاهة حيث قتل 23 شخصا.
وهذه اول سلسلة هجمات تهز البلاد منذ اكتمال الانسحاب العسكري الاميركي قبل اكثر من اسبوع. وتعد هذه الهجمات الاكثر دموية منذ مقتل ما لا يقل عن 74 شخصا واصابة اكثر من 230 اخرين في سلسلة هجمات مماثلة ضربت 17 مدينة عراقية في يوم واحد في اب/اغسطس وتبناها تنظيم “دولة العراق الاسلامية” ايضا.
وتاتي هذه الهجمات في وقت تعيش البلاد على وقع ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي (سني) المتهم بالاشراف على فرق موت، في تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة برئاسة نوري المالكي (شيعي).
ودعا تنظيم “دولة العراق الاسلامية” في بيانه اهل السنة الى الا يصدقوا “اكاذيب الاعلام او تلبيس الخونة المحسوبين على اهل السنة، فان دولة العراق الاسلامية تعرف باذن الله وهدايته كيف تضرب واين ومتى”. وتابع “لن يقف المجاهدون مكتوفي الايدي وقد اسفر مشروع ايران الخبيث عن وجهه القبيح”.