خاص : ترجمة – آية حسين علي :
في كل صراع يخرج رابح واحد في النهاية، لكن في الصراعات ذات الطابع الاقتصادي أو تلك التي يطول أمدها أحيانًا تستفيد أطراف ثالثة على الهامش، رغم أن هؤلاء في العادة يكونون بعيدون عن تفاصيل الصراع الدائر.
بدأت الأزمة بين شركة “هواوي” الصينية المنتجة للهواتف الذكية، وإدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على خلفية اتهامات بالتجسس وجهها “ترامب” للشركة، ورغم أن الأدلة لا تزال غير معلومة – أو غير موجودة – إلا أن الضغط الأميركي على الشركة وضعها في مأزق، فنظام التشغيل (أندرويد) ومتجر (غوغل بلاي) باتا عصيان عليها.
لم تتوقف “هواوي” للتفكير وبدأت على الفور في تصميم أول نظام تشغيل صيني للهواتف الذكية مزود بمتجر شبيه بمتجر (غوغل)، لكنها لا تزال أمام تحدي صعب عليها تخطيه.
“سامسونغ” المستفيد الأول من أزمة “هواوي”..
على هامش تلك المعضلة التي وُضعت فيها “هواوي” والضغط الترامبي المستمر عليها، تمكنت شركة “سامسونغ” الكورية الجنوبية من الاستفادة من الصراع بشكل مباشر، وتمكنت من تعظيم مبيعاتها في الأسواق الأوروبية، خلال الفترة الماضية، منذ بداية الصراع.
ذكرت دراسة حديثة أجراها مركز “كونتر بوينت” للأبحاث التسويقية، أن ما حصلت عليه “سامسونغ” لم يكن بمحض الصدفة، وإنما دائمًا ما تعتبر “هواوي” غريمة لها، لذا فإن أي أمر من شأنه عرقلة نمو العملاق الصيني يعود بالنفع عليها.
ولا يمكن وصف ما حدث بأنه عبارة عن قفزة كبيرة حققتها العلامة الكورية الجنوبية، وإنما تشير الأرقام إلى زيادة كبيرة في حصة “سامسونغ” من السوق العالمية أيضًا، بينما لم تتراجع “هواوي” في ترتيب الشركات.
وبحسب المصدر؛ فإن “سامسونغ” إستحوذت، خلال الربع الثاني من العام الجاري، على 40% من المبيعات داخل أوروبا، بينما حققت “هواوي” 20% فقط؛ وهذا يعني أن العلامة الكورية حصلت على ضعف ما حققته غريمتها الصينية.
وأشار الباحث، “بيتر ريتشاردسون”، إلى أن “سامسونغ” كانت أكبر المستفيدين من تراجع مبيعات “هواوي” والشركة التابعة لها “هونور”؛ لأنها قدمت بديلًا للهواتف التي تنتجها العلامة الصينية، وكانت تلك هي المهمة الخاصة التي أدتها فئة “غلاكسي إيه” المبتكرة.
يصبح الأمر أقل حدة إذا ما تحدثنا عن الأرقام العالمية؛ إذ كان نصيب “سامسونغ” 21.3% من سوق الهواتف على مستوى عالمي، بينما حصلت “هواوي” على 19% فقط، أي أن الفارق بسيط.
أرباح “سامسونغ” تراجعت رغم المبيعات الهائلة..
ربما يبدو الأمر وكأن تلك الأرقام تحمل بشريات لـ”سامسونغ”، لكن الواقع أنها تحمل أيضًا جرس إنذار، لأن أرباح الشركة الكورية تراجعت إلى النصف مقارنة بأعوام سابقة، ويرجع ذلك إلى تعاظم مبيعات الهواتف من الفئة المتوسطة مقابل تراجع كبير في مبيعات الفئة العالية مثل هاتف (إس 10).
أطراف استفادت من الصراع..
لم تكن “سامسونغ” هي الطرف الوحيد الذي استفاد من الصراع، بين “ترامب” و”هواوي”، وإنما تمكنت شركات هواتف أخرى من الصعود على حساب تراجع مبيعات الشركة الصينية، ومن أبرزها شركة “شاومي” الصينية، التي حصدت المركز الرابع في ترتيب الشركات الأكثر مبيعًا بعدما إستحوذت على 8% من المبيعات عالميًا، بعد “آبل” الأميركية التي إستحوذت على 11.7% من الكعكة، رغم أن النسب بعيدة للغاية بين مبيعات “آبل” و”هواوي”، إلا أن هناك ثمة تقارب كبير بينها وبين “شاومي”، ومع ذلك فإن هاتف (آي فون إكس آر) كان أكثر الهواتف مبيعًا طوال العام رغم ارتفاع سعره.
حياة أو موت !
كانت الشركة الصينية قد أعلنت، خلال الربع الأول من العام، أي قبل إحتدام الصراع، أنها يمكنها أن تصبح الشركة الأولى عالميًا من حيث المبيعات، حتى بدون السوق الأميركية، لكنها تراجعت خلال الربع الثاني عما أعلنت عنه، وذكر مؤسسها، أن الوضع الحالي الشركة هو “حياة أو موت” رغم أنها حتى الآن تحافظ على مركز جيد في السوق، وتقوم ببيع حوالي 600 ألف هاتف ذكي بشكل يومي.