“السينما الجزائرية” في مواجهة “بوتفليقة” .. أفلام جسدت الواقع وحركت المجتمع ضد النظام !

“السينما الجزائرية” في مواجهة “بوتفليقة” .. أفلام جسدت الواقع وحركت المجتمع ضد النظام !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

على مدار عقود؛ تعمق لدى الشباب في “الجزائر” الشعور بالإحباط وعدم الرضا عن الأوضاع في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفساد، ووصل هذا الإحساس للجميع سواء من قرر الهجرة أو من فضلوا البقاء والنضال.

قدم جيل جديد من المخرجين سينما تجسيد الواقع، عرضوا من خلالها المعاناة والإحباط والهموم وهو الثلاثي الذي دفع ملايين المواطنين إلى التظاهر في الشوارع للمطالبة برحيل نظام الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، الذي يبلغ عمره 82 عامًا، ويحكم البلاد منذ 20 عامًا.

فيلم طبيعة الحال..

أصدر المخرج، “كريم موسوي”، (42 عامًا)، في آيار/مايو 2018، فيلم (طبيعة الحال) الذي يعكس مرارة الواقع في البلد الإفريقي، وخلال الفترة الحالية يعمل “موسوي” على فيلم آخر في العاصمة الفرنسية، “باريس”، لكنه يسافر إلى “الجزائر” كل أسبوع للمشاركة في المظاهرات التي تملأ الشوارع كل يوم جمعة.

وصرح لصحيفة (البايس) الإسبانية، خلال مقابلة هاتفية، بأن: “بوتفليقة ومن معه؛ لم يفعلوا أي شيء للبلاد على مدار 20 عامًا، ولم يطوروا حتى التعليم، ولا البحث العلمي أو الصحة، ويعتبر سفر الرئيس إلى سويسرا للعلاج خير دليل على ذلك، بينما يبقى كثير من الشعب غير قادرون على حجز موعد في مستشفى عام، إن ما جنوه من أموال البترول كان من الممكن أن يفعل به أي طفل لم يتجاوز عمره 10 أعوام الكثير والكثير”.

وأعرب “موسوي” عن ثقته في الشباب الذين يخرجون في مظاهرات، مشيرًا إلى أن أغلبهم لم تتجاوز أعمارهم 30 عامًا، بينما الرسائل التي يرسلونها والفيديوهات التي ينشروها واللافتات مليئة بالإبداع.

نظام العجزة..

كما يحضر المخرج والمصور الفوتوغرافي، “داميان أونوري”، (37 عامًا)، كل يوم اجتماعات في جمعيات مختلفة لمناقشة كيف يمكن تنظيم انتقال الحكم، وصرح بأن: “هذا النظام يحتقر الشباب الذين يمثلون أغلبية الشعب، وكي تحصل على أي منصب يجب أن تكون عجوزًا، وتعتبر في عمر الشباب طالما أنك لم تصل على عمر الستين، لذا نجتمع لإعطاء شكل موحد لمطالباتنا، وأعتقد أن المطلب الأكبر هو مطالبة الحكومة بالتعامل مع الشعب بشفافية، نحن لا نعرف من يحكم بالضبط، ولا نعرف من يدير وزارة الثقافة”.

وللممثلة والكاتبة، “عديلة بن ديمراد”، (34 عامًا)، علاقة كبيرة أيضًا بالاحتجاجات، وقالت للصحيفة الإسبانية: “هذا النظام يحتقر شعبه، وهذا الاحتقار يلاحظ أيضًا في الثقافة، إن البنية الأساسية موجودة، لكنها غير مفعلة، توجد بيوت ثقافة في كل مكان، ومع ذلك لم استطع خلال 23 عامًا قضتها في عالم السينما والمسرح الحصول على صالة واحدة لعرض الأعمال”.

ورغم كل العوائق ترى “بن ديمراد” أن ما حدث في السينما الجزائرية، خلال العامين الماضيين تاريخيًا، وأضافت: “لقد تمكنا من تصدير أعمالنا إلى الخارج، وكثير منها حققت نجاحًا كبيرًا هناك”، وأوضحت أن أحد مفاتيح هذا النجاح هو أن الشعب الجزائري لم يتوقف عن المقاومة خلال العقدين الماضيين، “وكل قطاع يقوم بدوره سواء الصحافيين أو الطلبة أو الأطباء والممثلين، ورغم أن النظام قاسي، لكنه ليس ديكتاتورًا”.

شعور بالذل..

حققت أعمال المخرجة، “صوفيا جامه”، (40 عامًا)، نجاحًا كبيرًا، خاصة في الخارج، وهي الآن في رحلة ترويجية لفيلمها (السعداء) في “البرازيل”، وقالت: “أشعر بأننا مهانين، أشعر بالذل منذ قام بوتفليقة بتعديل الدستور عام 2008، لمنح نفسه فترة حكم ثالثة، لقد أنتج هذا النظام قوة خفية وعميقة، والمظاهرات حررتنا”.

وترى “جامه” أن المشكلة ليست في الرقابة، وإنما أمر أكثر دهاء، إن النظام أكثر إنحرافًا وسخرية، قام بتجريف علاقته بالثقافة، وسلم دور السينما للمحليات التي حولتها بدورها إلى صالات للحفلات.

الشباب أحجم عن التصويت..

كما أنتج “يوسف بوعزيز”، (37 عامًا)، فيلم (فوت أوف-Vote Off)، الذي استهدف إبراز الأسباب التي دفعت الشباب إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي عقدت، عام 2014، وحصد “بوتفليقة” فيها 81.5% من إجمالي الأصوات الصحيحة، ووصلت نسبة الإمتناع عن التصويت إلى حوالي 50%.

وأوضح “بوعزيز” أن: “الشباب إمتنع عن التصويت لأنهم لم يروا من يمثلوهم بين المرشحين، ولأنهم فهموا أن عملية الانتخابات مجرد حفلة تنكرية”، وأشار إلى أن الرقابة حالت دون عرض الفيلم في “الجزائر”.

أعرب المنتج عن رفضه للطريقة، التي تناولت بها كثير من وسائل الإعلام، قرار “بوتفليقة” بتأجيل الانتخابات التي كان مقررًا تنظيمها، في نيسان/أبريل المقبل، ووعده بعدم الترشح لفترة جديدة، ووصف ما يحدث في “الجزائر”، بـ”انقلاب عسكري”، مشيرًا إلى أن رؤية أشخاص يؤيدون قرارت “بوتفليقة”، من بينهم الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، أمر لا يصدق، وأضاف: “لقد قام بوتفليقة بتعليق الانتخابات، هل تتخيل أن يحدث ذلك في بلدك ؟، مستحيل أن يحدث ذلك في بلدك، لكنه حدث في الجزائر”.

فيلم ضد السلطة..

وفي عام 2014؛ أخرج “مالك بن إسماعيل”، (52 عامًا)، فيلم (ضد السلطة-Contre-pouvoir)، عرض من خلاله الصعوبات التي واجهتها صحيفة (الوطن)، التي تعتبر الأكثر معارضة للنظام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة