18 أبريل، 2024 7:34 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “عمرو سليم” : وجدت النور بين إيقونات “البيانو” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : حاورته – بوسي محمد :

هي محاولة على استحياء للاقتراب من شخصية الموسيقار المصري الكبير، “عمرو سليم”، وفك شفرته الخاصة. رغم ظروفه الخاصة؛ نجح في تخطي حاجز الظلام معتمدًا على حدسه الفني حتى بات واحدًا من أهم الموسيقيين في الوطن العربي.

تسلل حب الموسيقى إلى قلبه، وهو طفل صغير لا يتعدى الأربعة سنوات، فورث حب الموسيقى عن جدته التي كان يجلس بجوارها وهي تعزف على آلة “العود”، وعندما التحق بالمدرسة الداخلية لرعاية المكفوفين تعرف هناك على أستاذ موسيقى أرمني الجنسية، عشق “البيانو” من خلاله، ومن هنا بدأت حكاية عازف من نوع خاص.

التقت (كتابات)؛ بالفنان، “عمرو سليم”، للتعرف عن قرب على مسيرة كفاحه الفنية والإبداعية…

(كتابات) : متى بدأت حكايتك مع الموسيقى ؟

  • حكايتي مع الموسيقى بدأت معي منذ نعومة أظفاري، عندما كنت طفلًا لا أتعدى الأربعة أعوام، كنت أنصت وقتذاك لعزف جدتي على “العود”، فالتفت إلى موهبتي وأشترت ليّ آلة موسيقية تحتوى على سلمين موسيقين تُدعى، “ميلوديكا”، لا يوجد بها “الربع تون”، إلى أن التحقت بالمدرسة الداخلية لرعاية المكفوفين، وكنت شغوف جدًا بحصص الموسيقى، في البداية تعلمت على “الأكورديون”، وبعد خمس سنوات، اختارت آلة “البيانو”.

(كتابات) : ولماذا اختارت “البيانو” تحديدًا ؟

  • أستاذي هو الذي حببني في “البيانو”، فعزفه عليها كان يأسرني، كما أن “البيانو” من الآلات التي تمنحك مساحة لتفعل ما تريد، يمكنك التعبير من خلاله عن الحنين وحالات الفرح والشجن. إذ تسمح للعازف أن يعبر في مناطق عديدة مقارنة بالآلات الأخرى.

(كتابات) : هل المدرسة وحدها كانت كافية لتعلم مهارات آلة “البيانو” ؟

  • حتى أكون صادقًا معك.. المدرسة وحدها غير كافية لتعليم العزف، التحقت بـ”معهد ناصر للموسيقى العربية” بشكل غير رسمي، وعندما وجدت أن مواعيد الدرس تتعارض مع مواعيد النشاط الاجتماعي في المدرسة، ذهبت لمدير المدرسة وطلبت منه أن يسمح ليّ بحضور حصص الموسيقى في المعهد ووافق.

(كتابات) : وهل وجدت تعارض من جانب العائلة عندما أخطرتهم عن رغبتك في تعليم “البيانو” ؟

  • والداي لم يعرفا شيئًا عن علاقتي بالموسيقى، فشاركت في مسابقات موسيقية عديدة وحصلت فيها على مركز أول على الجمهورية، ولم أخطرهما إلا بعد الإنتهاء من دراستي الجامعية.

فكنت أشتغل بعد المدرسة لأنفق على دراستي الموسيقية دون علم والدي، ودرست الموسيقى الغربية والشرقية.

(كتابات) : ماذا أضاف لك “معهد الموسيقى العربية” ؟

  • “معهد ناصر للموسيقى العربية” كان نقلة نوعية في حياتي.. فعن طريقه اشتركت في مسابقات موسيقية عديدة، فشاركت في مسابقة “أحسن عازف” وأنا طالب في الإعدادية؛ وحصلت على مركز أول على الجمهورية، إلى أن التحقت بـ”جامعة القاهرة”، وشاركت في المسابقة على مدار الأربعة سنوات الجامعة، وأتذكر أضعف تقدير حصلت عليه في المسابقة، وأنا في السنة الثانية من الكلية 98%، وكان رؤساء المسابقة وقتذاك الموسيقار، “رفعت جرانه”، و”مدحت عاصم”، و”محمد الموجي”، و”عاطف صدقي”.

(كتابات) : “مصر” تتمتع بمواهب فنية جادة مثل، “مدحت صالح”، و”محمد الحلو”، و”علي الحجار” وغيرهم.. لماذا غاب الفن الراقي وحل محله أغاني “المهرجانات” ؟

  • “مصر” ولادة، مثلما أنجبت “حليم” و”ثومه”، قادرة على إنجاب العديد من الموهوبين.. بالفعل “مصر” تتمتع بمواهب فنية، وبالنظر إلى “دار الأوبرا المصرية” يوجد فيها جيل قادر على حمل ريادة الفن، ولكن هذا يتطلب جمهور واعِ، “أم كلثوم” و”حليم” و”الأطرش”، كانوا يخاطبون جمهور على درجة عالية من الثقافة، لكن الآن نسبة كبيرة من الجمهور عديمي الثقافة عن عمد، غير قادرون على تذوق الفن ولا الثقافة.. “مصر” تعيش أسوأ حالتها الثقافية.

(كتابات) : أفهم من كلامك أن اختلاف ذوق الجمهور وثقافته هو السبب وراء انتشار الأغاني هابطة الزوق ؟

  • ليس الجمهور فقط، وإنما شركات الإنتاج ساعدت على ذلك.. قديمًا كان الفنان هو الذي يتولى عملية الإنتاج، “محمد فوزي”، كان لديه شركة إنتاج، والموسيقار، “محمد عبدالوهاب” و”عبدالحليم حافظ”، أنتجوا العديد من الألبومات للعديد من المطربين من خلال شركتهم “صوت الفن”، لكن المسؤول الآن على الإنتاج رجل أعمال يستثمر أمواله في الغناء، فأصبح بإمكان أي شخص ينتج، أو يدشن قناة على (اليوتيوب)، يعرض فيها ما يحلو له، فهؤلاء يبحثون على الربح لا يعيروا أي اهتمام بتقديم فن راقِ أو جاد.

(كتابات) : المزج بين الغربي والشرقي أمر ليس جديد على فنانو الزمن الجميل.. فما يحدث الآن يندرج تحت أي بند ؟

  • ما يحدث الآن يندرج تحت بند “السرقة” أو “الاقتباس” دون وعي.. فكرة المزج قديمة وفعلها العديد من المطربين القدامي، دون الإخلال بالهوية الشرقية، لكن معظم المطربين الآن تصوروا أن التقليد الأعمى للغرب هو التطور والإبداع.. المزج ليس عيبًا، لكن العيب الحقيقي أن نمحو شخصيتنا.

(كتابات) : وماذا عن التوأمة الفنية التي جمعتك مع “مدحت صالح” ؟

  • تعرفت على “مدحت”، عام 1977، في مسرح “البالون”، وعملنا معًا في فرقة موسيقية باسم، “أنغام الشباب”، كانت تديرها، “منار أبوهيف”، وبعدها انفصلنا وذهبت أنا لكي أكون فرقة موسيقية خاصة بي، ولكن مطربة الفرقة تزوجت وتركت الفن لظروف حملها، وفي الحقيقة رفضت أن أبحث عن مطربة أخرى، فنحن كنا نتعامل مع بعض كأسرة وليس مجرد علاقة عمل، وبعد ذلك فوجئت بمكالمة هاتفية من “مدحت صالح”، وقال ليَ كيف نعرف بعض طوال هذه الأعوام ولا نعمل معًا ؟.. كان هذا في عام 1991، ومن ذلك الوقت لا نفارق بعضنا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب