30 أبريل، 2025 11:33 م

“إيران” : اتفاق “العلا” .. مصالحة عربية على جمر الغضب !

“إيران” : اتفاق “العلا” .. مصالحة عربية على جمر الغضب !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد ساعات من فتح الحدود البرية والجوية السعودية مع “قطر”، وإنهاء حصار “الرياض” وشركاءها، الذي استمر قرابة السنوات الثلاثة، توجه أمير قطر، الشيخ “تميم بن حمد”، إلى “السعودية” للمشاركة في أعمال الدورة رقم (41) لـ”مجلس التعاون الخليجي”.

ووصف “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، المشاركة القطرية في القمة؛ بالمؤشر على الوحدة، وفي نهاية الجلسة وقع المشاركون على اتفاقية “للتضامن والاستقرار”، لكن عزوف بعض الملوك والأمراء عن المشاركة في الاجتماعات، ربما يعكس غياب السحب المحملة بالمياه، لكنه لا ينفي إمكانية هطول الأمطار، بعبارة أخرى يمكن لمس حجم الفجوة والخلاف بين دول مجلس التعاون. بحسب صحيفة (إيران) الرسمية.

إسدال الستار على مسرحية “المصالحة العربية” !

وبحسب فضائية (الجزيرة) القطرية، هبطت طائرة، الشيخ “تميم بن حمد”، طراز (إيرباص-340)؛ في مطار مدينة “العلا”، شمال غرب “المملكة العربية السعودية”، التي تحتضن اجتماعات “مجلس التعاون الخليجي”، واستقبله بحفاوة بالغة، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، وأسدال الستار على مسرحية “المصالحة العربية”، التي بدأت قبل أسابيع بالتوقيع على اتفاقية السلام بين “السعودية” و”قطر”.

وتأتي هذه الزيارة، طبقًا لتقرير (فرانس برس)، بعد يوم على تصريحات الشيخ “أحمد ناصر آل صباح”، وزير الخارجية الكويتي، باعتباره الوسيط الرئيس في عملية المصالحة بين “الدوحة” و”الرياض”، وفيها: “اتسمت إجابة المملكة العربية السعودية، على مقترح أمير الكويت، بالإيجابية وسوف تفتح مجالاتها الجوية والبحرية والبرية أمام قطر، مساء اليوم”.

وانتشرت الأخبار عن فتح معبر “أبوسمرة”، في حين نفى المراسلون الصحافيون المتواجدون في المعبر حدوث تغيير. لكن مما لا شك فيه؛ أن وباء (كورونا) يفرض بعض القيود الحدودية في “السعودية”.

وبحسب التقارير؛ فقد بدأت “السعودية” عملية المصالحة مع “قطر”، قبل فترة، ويعتقد الكثير من المراقبين في المنطقة، أن إجراء “السعودية” وشركاءها، بخصوص إغلاق الحدود وحصار “قطر” مدة ثلاث سنوات ونصف، دفع “قطر” إلى تحقيق إكتفاء ذاتي ملحوظ؛ ووطدت علاقاتها مع “إيران” و”تركيا” أكثر من أي وقت مضى.

الانتصار القطري..

ووصف المراقبون ما حدث، بالأمس، بالانتصار القطري الكبير، وقالوا: “في بداية الأزمة، اشترطت دول الحصار على الدوحة؛ عدد 13 شرط، قبل تفكيك عزلتها، كان أحدها إغلاق فضائية (الجزيرة)، لكن قطر لم ترضخ للشروط”، وبدأت “السعودية” تمهد، (في وقت تشهد فيه خروج أكبر داعم لها في البيت الأبيض، والحديث عن تغييرات في السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة)، أجواء المصالحة والتراجع عن شروطها.

وقد أثار فتح الحدود “السعودية-القطرية” الكثير من ردود الأفعال، ثم أطلق “محمد بن سلمان”، الدعوة لاجتماع “مجلس التعاون الخليجي” بمشاركة “قطر”، وأكد: “هذا الاجتماع من شأنه أن يدفعنا باتجاه الاتحاد والتضامن في مواجهة التحديات الإقليمية”.

في الوقت نفسه؛ ترى “الولايات المتحدة” أن حل المشكلة يخدم مصالح دول مجلس التعاون. وقد رحبت “تركيا والإمارات والكويت” وحركة (حماس) و(أنصار الله) الحوثية؛ بتلكم الخطوة. كذلك رحبت “مصر” بفتح الحدود “السعودية-القطرية”، وأعلنت أنها بصدد اتخاذ إجراء مماثل وفتح المجال الجوي أمام الطيران القطري.

آمال قليلة وفجوات كبيرة..

بعكس وصف “محمد بن سلمان”؛ اجتماع دول “مجلس التعاون الخليجي”، بـ”المؤشر على الاتحاد والوحدة”، فقد حظي أول اجتماع، بعد عودة “قطر”، بترحيب قلة من أعضاء المجلس.

وكانت وكالة الأنباء العُمانية قد أعلنت، قبل الاجتماع، إيفاد “فهد بن محمد”، مساعد رئيس الوزراء، للمشاركة في الاجتماع.

كذلك أعلنت “مصر” مشاركة وزير الخارجية، في الاجتماعات. في المقابل أعلنت وكالة الأنباء البحرينية مشاركة العاهل البحريني بذاته، في الاجتماعات، لكنه لم يُشارك؛ وأوفد نيابة عنه، “سلمان بن حمدان”، ولي العهد.

الجدير بالملاحظة؛ هو استياء “الإمارات والبحرين” من المصالحة “السعودية-القطرية”، ومشاركة الشيخ “تميم”، في الجلسات.

رغم تأكيد “أنور قرقاش”، وزير الخارجية الإماراتي، رغبة بلاده في عودة روح التناغم بين العرب، وغرّد على (توتير): “سوف نستعيد، باجتماع مجلس التعاون الخليجي، انسجامنا مرة أخرى”.

لكن المصادر الدبلوماسية تقول إن “الإمارات” لا ترغب في المصالحة مع الجار القطري. كذلك تستاء “البحرين”، التي دخلت مؤخرًا في تحديات مع “قطر”؛ بسبب اقتحام الحدود البحرية، من هكذا وضع. وقد بلغت المواجهات بين البلدين مرحلة خطيرة دفعت “الدوحة” إلى تقديم شكوى إلى “مجلس الأمن” على خلفية إنتهاك أربع مقاتلات بحرينية الأجواء القطرية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة