29 نوفمبر، 2024 2:44 ص
Search
Close this search box.

“إندونيسيا” .. تسونامي يخلف أزمة إنسانية و400 قتيل !

“إندونيسيا” .. تسونامي يخلف أزمة إنسانية و400 قتيل !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

قد تضطرك ظروف الحياة إلى الاختيار بين أمرين لا يمكنك العيش بدونهما، فتقبل على الاختيار مدفوعًا بضغوط كثيرة وهموم بحمول الجبال، وأن تعيش في بلد يشهد إعصارات أكثر من أي شيء آخر؛ فإنك تجد نفسك كل يوم أمام اختيارات صعبة.

ضرب “تسونامي” مضيق “سوندا”، الواقع بين جزيرتي “غاوا” و”سومطرة” في “إندونيسيا”، الأسبوع الماضي، بسبب بركان، بينما لم تحذر السلطات منه قبل وقوعه، وخلف أكثر من 400 قتيل.

“يودين أهوك” فقد ابنه ووالدته..

تعرض “يودين أهوك”، أحد الناجين من “تسونامي”، إلى أسوأ تجربة إنسانية من الممكن أن يعيشها أي شخص، عندما أجبر على الاختيار بين إنقاذ والدته وابنه أو زوجته من الغرق، إذ بينما كان “أهوك” مستلقيًا وبدأ يدخل في النوم ضرب إعصارًا كبيرًا بلدته وتسلل طوفان من الماء إلى داخل منزله، فأستيقط مفزوعًا وأدرك أن عليه إنقاذ من بالبيت، فذهب مسرعًا إلى الغرفة المجاورة، حيث ترقد والدته وابنه، ذو العام الواحد، وفي الطريق وجد زوجته تغرق وتستنجد به فأسرع إليها وتمكن من إنقاذها، إلا أن الماء كان أسرع منه ولم يسعفه الوقت لإنقاذ والدته وصغيره فغرقا.

وصرح، من مكان إقامته في إحدى مراكز الإيواء، لصحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية؛ بأنه يشعر بالأسف الشديد، لكن أمله الوحيد هو أنهم الآن باتوا إلى جانب الرب.

“واي مولي” فقدت كل شيء..

قالت “واي مولي”، إحدى الناجيات من الـ”تسونامي”، للصحيفة الإسبانية، إنها حامل في الشهر السادس، وإنها نجت من الكارثة بفضل أحد جيرانها الذي رآها بينما كانت على وشك الغرق، وأضافت: “لم أتخيل يومًا أنه بإمكاني الجري بهذه السرعة رغم متاعب الحمل، وفي ظل الخوف الشديد الذي إنتابنا اضطررنا إلى الانتظار بعيدًا عن منازلنا لعدة ساعات حتى هدأت المياه تمامًا”.

وتابعت: “كل شيء أختفى حتى ملابسي وأموالي، كان لدي 19 مليون روبية إندونيسية، (1290 دولار)”، ولم يتبقى لديها سوى قميصًا وجونلة واسعة يرتديها الرجال، وأشارت إلى أنها تنام في المسجد، لكنها تعود كل يوم إلى منزلها لأنها كان لديها الكثير من الأموال فقدت في الكارثة وتحاول العثور عليها.

في الحي الذي تسكن فيه، توفي شخصان بينما أغرق 20 منزلاً على الأقل، وقضى السكان فترة الاحتفال بأعياد الميلاد في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من متاعهم وأموالهم.

لم يبقى هناك سوى الكآبة..

أما شوارع “سامبر غايا” فتمتلي بالوحل والطين، الذي تغطيه بشكل جزئي الحطام وقطع من الخشب والنفايات والطوب، ويحاول الجيش إزالته باستخدام ماكينات رفع.

وذكر “إسماعيل”، (62 عامًا)، أنه عندما ضرب “تسونامي” المنطقة إنقطعت الكهرباء وسمع صوت شبيه بصوت إنطلاق الطائرة، لذا قام باستخدام كشاف النور اليدوي وإتجه ناحية البحر فأرعبه المنظر؛ لذا فر ناحية الغابة.

ونجا منزل “إسماعيل” وقطيع الماعز الذي يرعاه، لكن أمام البيت لم يبق أي شيء سوى الكآبة التي تبعثها المباني المهدمة، والكثير من الطين وقطع الخشب وبقايا دار حضانة للأطفال إنهار بشكل كامل.

وأضاف أنه كان هناك بنزينة ومحل لبيع قطع غيار السيارات، لكن لم يعد هناك شيء ينم عن الحياة، وأشار إلى أنه حتى الآن لم يحصل سكان المنطقة على أية مساعدات إنسانية، بينما لم تترك لهم الكارثة سوى كمية من الأرز غارق في الطين، لكنهم سوف يأكلونه على أية حال.

وفي “سومطرة”، نجت “نزهة”، (45 عامًا)، لكنها أصيبت بجروح في الزراع والأذن والوجه، ومع ذلك تشعر بالإمتنان لأنها لا تزال على قيد الحياة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة