23 أبريل، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

الزواج في “الصين” .. معضلة سببها “الطفل الواحد” وتعمقها العادات والتقاليد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أغرق تطبيق سياسة الطفل الواحد في “الصين”، ملايين الشباب في هاوية لا يبدو ثمة مخرج منها، إذ تسببت تلك السياسة في حدوث عدم توازن كبير بين أعداد الذكور والإناث، ويوجد حاليًا 114 شابًا أمام كل 100 فتاة.

وكانت “الصين” قد ألغت تطبيق هذه السياسة، منذ عام 2015، بعدما عملت بها لمدة 30 عامًا.

في مدينة “دونهوانغ”، الواقعة شمالي غرب محافظة “قانسو” في “الصين” الغربية، يخرج الشاب، “وانغ لي”، كل يوم منذ الصباح الباكر إلى عمله الذي يستمر طوال اليوم، بينما يحاول العثور على فتاة تشاركه حياته باستخدام تطبيقات الهاتف، إلا أن بحثه لم يثمر عن أي فائدة، وقال “وانغ”؛ لمراسل صحيفة (البايس) الإسبانية: “هنا في دونهوانغ يتزوج الرجال عادة عند عمر الـ 25 أو 26 عامَا، لذا فإنني أعتبر كبيرًا للغاية”.

وأضاف: “زملائي الذين كانوا معي في المدرسة أصبح لديهم أبناء في المدرسة الابتدائية، وأين أبنائي أنا ؟.. وفي كل مرة أقابل أي منهم أشعر بالخجل، ولا أتجرأ على الحديث معهم لفترة طويلة، لأنه عادة ما نبدأ سريعًا في الحديث حول الأمور العائلية”، وحتى لا يشعرون بأنك أصبحت كبيرًا في السن، يجب أن تنجب أبنك الأول قبل أن يصل عمرك إلى 35 عامًا.

ويعتبر “وانغ”؛ واحدًا من بين 30 مليون شاب صيني يعانون من صعوبة العثور على فتاة تشاركهم حياتهم، ويطلق على الشاب، الذي تجاوز عمره الـ 30 عامًا ولم يتزوج، “شينغنآن”، كما تعتبر الفتيات اللاتي تخطين أعمارهن 30 عامًا دون زواج؛ “فتيات غير مرغوبات”، أو “شنغنو”.

وتعاني الفتيات؛ اللاتي حصلن على مؤهلات عالية، من معضلة كبيرة إذ أنه رغم أن مؤهلاتهن من المفترض أن تسمح لهن باختيارات عدة، إلا أن غالبية الشباب يفضلن اختيار فتيات على مستوى تعليمي أقل مما حصلوا عليه.

الأوضاع المالية تحدد الخيارات..

أوضح “وانغ” أن الأوضاع المالية تحدد الخيارات المتاحة، لذلك إذا حصل الشاب على فرصة عمل مناسبة يتقاضى من خلالها راتبًا جيدًا، فهذا يؤهله للزواج من فتاة تعمل في وظيفة جيدة، أما إذا كان مديرًا لشركة فإنه يستطيع اختيار من يريد من الفتيات، وعلى العكس، إذا لم يكن لديه عمل جيد تتقلص الخيارات أمامه.

ومن خلال عمله استطاع “وانغ” تجميع مدخرات، وأشترى شقة، ويتراوح راتبه ما بين 4 و5 آلاف يوان شهريًا، وهو ما يعتبر دخلاً متوسطًا في هذه المنطقة، أما خلال الفترات التي يزداد فيها عدد السياح يصل دخله إلى ألف يورو، ومع ذلك لم تقبل به أي فتاة حتى الآن.

ومن أبرز المشكلات أيضًا هو أنه..

ووفقًا للعادات والتقاليد؛ يجبر الشاب على دفع مهر لأهل الفتاة، وتكون قيمته في أغلب الأحيان مرتفعة للغاية، وهو أمر لا يزال متجذرًا، خاصة في المناطق الريفية، وفي بعض الأحيان كانت تتدخل السلطات لتحديد الحد الأقصى الذي لا يجب أن تتخطاه الأسر، ويصل في مدينة “هوتشو” إلى 100 ألف يوان، (13 ألف يورو)، وهو متوسط الراتب الذي يتقاضاه الموظف في مقاطعة “شنغهاي” لمدة 10 أشهر.

صعوبة كبيرة في العثور على شريك مناسب..

يواجه الشباب الصيني أيضًا صعوبة كبيرة في العثور على شريك مناسب، وأشار “وانغ” إلى أنه كلف أبويه بهذه المهمة، وهما قاما بدورهما في البحث عن فتاة تناسب ابنهما من خلال العلاقات العائلية أو باللجوء إلى الخاطبة، لكن الآن والدته باتت سيدة مسنة ولم تعد قادرة على القيام بهذا الدور، لذا فهو أصبح يعتمد على نفسه وعلى زملاءه.

بينما في الجانب الآخر من البلاد، تحديدًا في “شنغهاي”، العاصمة الاقتصادية لـ”الصين”، تقام جلسات تعارف يحضرها مئات من الشباب والفتيات على أمل العثور على شريك يناسب المواصفات التي يحلم بها كل منهما.

يدخل “غيمي” ،(35 عامًا)، الذي يعمل مترجمًا للغة اليابانية، مرتبكًا للغاية، إنها المرة الأولى التي يشارك فيها في هذه المواعدات السريعة، يقول للمراسل: “أبحث عن فتاة تقليدية، مثلي تمامًا، وأرغب في أن تكون جميلة، لكن غير حاصلة على مؤهلات جامعية كثيرة؛ لأن أولائك الفتيات غالبًا ما تكون طلباتهن كثيرة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب