28 نوفمبر، 2024 12:47 ص
Search
Close this search box.

أهداف “ماكرون” للتلويح بعقوبات على إيران .. وقف تطوير الصواريخ “الباليستية” وممارسة الضغط الأوروبي !

أهداف “ماكرون” للتلويح بعقوبات على إيران .. وقف تطوير الصواريخ “الباليستية” وممارسة الضغط الأوروبي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

دخلت فرنسا على خط العقوبات المفروضة على إيران لعدم إلتزامها بالاتفاق النووي.. لتعلن أنها تعتزم اتخاذ خطوات “حازمة” بشأن برنامج إيران للصواريخ “الباليتسية”، بعيداً عن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015.

قائلة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، “أنييس روماتيه إسباني”، إن “فرنسا قلقة من الوتيرة المستمرة لبرنامج إيران الصاروخي الذي لا يتوافق مع قرار مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة) رقم 2231 ويشكل مصدراً لعدم الاستقرار وانعدام الأمن للمنطقة”.

بحث جميع الخيارات الدبلوماسية..

موضحة “روماتيه إسباني” أن “فرنسا تود بحث جميع الخيارات الدبلوماسية: حوار سياسي صريح وحازم مع إيران وتحقيقات تجريها الأمانة العامة للأمم المتحدة، وإذا لزم الأمر عقوبات أوروبية جديدة ضد الكيانات أو الأفراد الإيرانيين الضالعين في البرنامج الباليستي، وأخيراً فتح مفاوضات بهذا الخصوص”.

وكانت باريس قد اقترحت بالفعل إمكانية بحث عقوبات أوروبية جديدة ضد إيران بسبب اختباراتها الصاروخية، وهو ما رفضته على ما يبدو مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد “فيدريكا موغيريني”، الثلاثاء الماضي.

رفض الدعوة للمحادثات..

رفضت إيران، يوم الأحد الماضي، دعوة من الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لإجراء محادثات بشأن برنامجها الصاروخي، قائلة إن غرض البرنامج دفاعي محض ولا علاقة له بأنشطتها المتعلقة بالطاقة النووية.

ويدعو القرار (2231)، في الاتفاق النووي، إيران إلى عدم القيام بالأنشطة المتعلقة بالصواريخ القادرة على حمل قنابل نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا من هذا القبيل. ولم يصل القرار إلى حد حظر هذا النشاط صراحة.

قلق من دور إيران في الشرق الأوسط..

في نفس الوقت، عبر وزير الخارجية الفرنسي “جان إيف لو دريان” عن قلق بلاده من دور إيران في أزمات الشرق الأوسط ومن برنامجها للصواريخ “الباليستية” المثير للجدل.

قائلاً، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي “عادل الجبير” في الرياض: “دور إيران والمناطق المختلفة التي يعمل فيها هذا البلد يثير قلقنا”.

مضيفاً: “أفكر خاصة في تدخلات إيران في الأزمات الإقليمية … وأفكر في برنامجها الباليستي”.

يجب أن نظل حازمين مع إيران..

كان “ماكرون” قد دعا، في مقابلة نشرتها الأربعاء 9 تشرين ثان/نوفمبر 2017، صحيفة (الاتحاد) الإماراتية، إلى اليقظة حيال طهران؛ فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي “الباليستي” وانشطتها الإقليمية.

قائلاً: “من المهم أن نظل حازمين مع إيران فيما يتعلق بأنشطتها الإقليمية وبرنامجها الباليستي”، مؤكداً على أن لا بديل حالياً عن الاتفاق النووي الإيراني الذي هاجمه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” طويلاً، والذي يكبح البرنامج النووي الإيراني، وتحاول فرنسا إنقاذ هذا الاتفاق الذي وقعته عام 2015 مع بريطانيا والصين وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

تؤجج التوترات بمواقف منحازة..

اتهمت إيران “فرنسا” بأنها تؤجج التوترات في منطقة الشرق الأوسط باتخاذ مواقف “منحازة” إزاء السياسة الإقليمية لطهران، حسب التليفزيون الحكومي الإيراني، الجمعة 17 تشرين ثان/نوفمبر 2017.

ونقل التليفزيون الرسمي عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، قوله: “يبدو أن فرنسا اتخذت موقفاً منحازاً تجاه الأزمات الحالية والكوارث الإنسانية التي يشهدها الشرق الأوسط”.

وتابع قائلاً: “هذه الرؤية تؤجج النزاعات الإقليمية، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود”.

غير قابل للتفاوض..

مشدداً على أن الاتفاق النووي “غير قابل للتفاوض”، موضحاً: “قلنا للقادة الفرنسيين في مناسبات عدة أن الاتفاق النووي الإيراني غير قابل للتفاوض وأنه لا يمكن إضافة مواضيع أخرى على نص الاتفاق الموقع في 2015”.

مضيفاً: أن “فرنسا تدرك تماماً موقف بلادنا الذي لا يمكن المس به فيما يتعلق بقضية الشؤون الدفاعية لإيران الغير قابلة للتفاوض”.

تمسك فرنسا بالاتفاق..

في 13 تشرين أول/أكتوبر 2017، أبلغ “ماكرون” نظيره الإيراني “حسن روحاني”، “تمسك فرنسا” بالاتفاق.

إلا أن الرئيس الفرنسي أكد على أن الاستمرار به يستدعي إجراء “حوار و(احراز) تقدم حول موضوعات لا تتصل باتفاق 2015، لكنها أساسية ضمن الإطار الاستراتيجي الراهن، وخصوصاً القلق المرتبط بالبرنامج (الباليستي) الإيراني وقضايا الأمن الإقليمي”.

كما أعرب “ماكرون”، الجمعة 17 تشرين ثاني/نوفمبر 2017، عن استعداده “للحوار” مع إيران متمنياً “أن تتبع إيران استراتيجية في المنطقة أقل هجومية؛ وأن تتمكن من توضيح سياستها (الصاروخية) الباليستية التي يبدو أنها لا تخضع لضوابط”.

لا يمت بصلة لـ”ماكرون”..

إلا أن “علي أكبر ولايتي”، مستشار الشؤون الخارجية لدى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية “علي خامنئي”، أكد السبت 18 تشرين ثان/نوفمبر الجاري على أن برنامج الصواريخ “الباليستية” الإيراني “لا يمت بصلة” إلى “ماكرون”.

مصرحاً “ولايتي” للتليفزيون الرسمي: “نحن لا نستأذن من الآخرين … ليس من مصلحة ماكرون وفرنسا التدخل في الموضوع الصاروخي”، لأنه “لا يمت بصلة إلى ماكرون، فما هو موقعه كي يتدخل ؟”.

إذا أراد علاقات جيدة فعليه ألا يتدخل..

مؤكداً “ولايتي”: “إذا اراد (ماكرون) أن تكون العلاقات بين إيران وفرنسا متنامية؛ فعليه ألا يتدخل في مثل هذه القضايا، لأنها تتعارض مع مصالح فرنسا الوطنية”، مضيفاً: “من الواضح أن ردنا سيكون سلبياً” على طلب فرنسا التفاوض حول مسألة السياسة الصاروخية “الباليستية”.

لا نستأذن الآخرين..

شدد “ولايتي” قائلاً: “نحن لا نستأذن من الآخرين في قضايانا وبرامجنا الدفاعية في أن نمتلك الصواريخ أو أن يحددوا لنا مدى الصواريخ”.

وتابع “ولايتي”: “أنصح الرئيس الفرنسي باتباع نهج الجنرال ديغول”، أي اعتماد “سياسة شبه مستقلة”.

وكانت فرنسا قد أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يناقش فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخي.

إشارة لتقارب البلدين..

في الأشهر الماضية، أشادت إيران بموقف الدول الأوروبية وفرنسا، التي تريد انقاذ الاتفاق النووي، وإعلان “ماكرون” مؤخراً أنه سيقوم بزيارة إلى إيران في 2018، ستكون الأولى منذ 40 عاماً، ما أعطى إنطباعاً بحصول تقارب بين البلدين.

 لم يعد مرحب بها..

لكن موقف فرنسا، التي تريد إلى جانب الاتفاق النووي بدء مفاوضات حول سياسة إيران الإقليمية وبرنامجها “الباليستي”، لم يعد يلقى ترحيباً في طهران، خصوصاً وأن باريس كانت المستفيد الرئيس من الاتفاق النووي مع توقيع العديد من العقود المهمة بين إيران وشركات فرنسية.

وعليه فإن شركتي “بيغو” و”رينو” وقعتا عقوداً جديدة مع إيران، التي ستشتري نحو مئة طائرة “إيرباص”، كما أن مجموعة “توتال” النفطية الفرنسية تعاقدت مع طهران في حزيران/يونيو 2017 للتنقيب عن الغاز بالتعاون مع مجموعة “سي. إن. بي. سي” الصينية لقاء خمسة مليارات دولار.

يعبر عن التوجهات الأوروبية الحالية..

حول أسباب التلويح الفرنسي بعقوبات على إيران، يقول المتخصص في الشأن الإيراني دكتور “محمد محسن أبو النور”، في حديثه لـ(كتابات)، أن الموقف الفرنسي أصبح  يشي بأمرين؛ الأمر الأول هو رغبة الرئيس “ماكرون” ذاته في عدم السماح لإيران بتطوير البرنامج الصاروخي “الباليستي”، أما الأمر الآخر وهو الأكثر أهمية؛ وهو أن الموقف الفرنسي يعبر عن التوجهات الأوروبية الحالية، وقد رأينا ذلك على سبيل المثال أول أمس، عندما صوت الأوروبيون بالإجماع على مشروع قرار يزيل الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان، وهو ما رأيناه في اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

معتقداً “أبو النور” أن الموقف الفرنسي هو تصدير للموقف الأوروبي الآن، الذي يريد أن يربط ما بين البرنامج الصاروخي “الباليستي” وبين خطط العمل الشاملة المشتركة، ولا يريد أن يفصل ما بين الأمرين كما تريد إيران.

تحتاج إلى اللاعب الأوروبي..

حول استفادة إيران من الفرصة، وهل ستستجيب للمطالب الأوروبية، أوضح “أبو النور” أن إيران تحتاج إلى مزيد من الضغط الأوروبي والغربي حتى تستجيب لهذه الضغوط مع التصريحات التي يصدرها المسؤولين الإيرانيين حول أنهم يتفاوضوا على البرنامج الصاروخي “الباليستي”، متصوراً أن المزيد من الضغط الأوروبي سيجعل إيران تستجيب لهذه المفاوضات، لاسيما وأن إيران الآن تحتاج إلى اللاعب الأوروبي لأمرين؛ وهما الأمر الاقتصادي كما هو معروف فيما يتعلق بتطوير حقل “بارس” الجنوبي مع فرنسا، بالإضافة للاستثمارات الأوروبية الأخرى، كما أن إيران لا تريد أن تخسر الأوروبيين كحائط صد أمام الموقف الأميركي الصلب من الرئيس “ترامب”، لهذا أعتقد أنه لو مارس الأوروبيون ضغطاً على إيران فسوف يضطرون إلى الاستجابة إلى هذه المطالبات.

خدعت المجتمع الدولي..

حول تأثير ذلك على الاتفاق النووي، يقول “أبو النور”، أن الاتفاق النووي هو اتفاقية لمنع انتشار الأسلحة النووية؛ وهو اتفاق مستقل بذاته، ولكن يجب أن يلحق به ملاحق جديدة تتعلق بالنشاط الصاروخي “الباليستي”، لا سيما وأن إيران لن تطور البرنامج الصاروخي بهذا القدر من الكثافة والتجارب المتتالية إلا بعد توقيع الاتفاق، ومعنى ذلك أن إيران أرادت خداع المجتمع الدولي عن طريق؛ أولاً: عقد اتفاق يتعلق بالمفاعلات النووية، ثم بعد ذلك تطور صواريخ “باليستية” تهدد الأمن والسلم الدولي، وتتيح لها لعب أدوار كثيرة في مناطق أخرى خارج الحدود الجغرافية لإيران، مثل “اليمن” فتمد “الحوثيين” بالصواريخ “الباليستية”، ولذلك أعتقد أن إيران إذا نجح الغرب معها بالفعل في التوصل لاتفاق حول الصواريخ “الباليستية”؛ فسوف يؤثر ذلك قطعاً عل الاتفاق النووي بشرط التحدث عن بند الغروب، وهو البند الذي يسمح لإيران بمواصلة النشاط النووي بعد عشر سنوات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة