12 أبريل، 2024 7:43 م
Search
Close this search box.

محلل أميركي يصك اصطلاح “الانقلاب الديمقراطي” .. ويدعو الجيش الفنزويلي إلى الانقلاب على “مادورو” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أثارت الأنباء التي تفيد بأن “فنزويلا” قد بدأت في التخلف عن سداد ديونها، سؤالاً مهماً: هل يمكن للنظام الحالي البقاء على قيد الحياة مع التداعيات الاقتصادية المحتملة ؟.. خاصة أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت فنزويلا دولة إستبدادية. وخلال فترة ولايته، قام الرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو” بشن هجمات على المنشقين بالقوة والسيطرة على المؤسسات الديمقراطية في البلاد.

من وجهة نظره، يرى الباحث التاريخي “أوزان فارول”، مبتكر مصطلح “الانقلاب الديموقراطي”، والذي شرحه في كتابه الأخير الذي يحمل عنواناً بنفس الاسم، أن في مثل الظروف التي تعيشها دولة فنزويلا، يلعب الجيش المحلي دوراً محورياً في تحديد ما إذا كان البلد سينتقل إلى الديمقراطية الحقيقية. ويؤكد على أن موقف الجيش هو الذي يحدد مستقبل البلاد في تلك الحالة، كما حدث مع الجيش في سوريا في عام 2011، حيث أيد “بشار الأسد”، فاستمر في الحكم. ولكن عندما يصبح الجانب العسكري مع الشعب، تصبح الديمقراطية إمكانية حقيقية.

عندما تكون المعارضة بلا جدوى..

يشرح الباحث فكرته حول إمكانية أن تنتقل فنزويلا إلى الديموقراطية من خلال نظرية “الانقلاب الديموقراطي”، حيث يرى في مقاله المنشور بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أن “المعارضة الفنزويلية أصبحت لا جدوى منها”، وقد تكون المعارضة السياسية قادرة على الإستفادة من الوضع المالي المتردي في فنزويلا، حيث أن فنزويلا تجاهد حالياً في سبيل سداد الديون، وبدلاً من مجرد السعي إلى تأخير مدفوعات الديون، سيكون من الصعب جداً إقتراض المزيد من الأموال في الأسواق الدولية، وهذا يشير إلى أن على المدى القريب والمتوسط، من المحتمل أن تزداد الأمور سوءاً، مما يخلق فرصاً للمعارضين السياسيين.

يوضح “فارول” أن المعارضة السياسية في فنزويلا لم تتمكن من العمل ضد حكومة “مادورو” بشكل منسق فيما بينهم، وما زالوا منقسمون بشكل ميؤوس منه، بعد أن إستهلكوا وقتهم وطاقتهم في قتال بعضهم بعضاً بدلاً من قتال نظام “مادورو”.

عندما يكون الجيش هو اللاعب الرئيس..

مع شلل المعارضة، فإن التهديد الأكثر واقعية لـ”مادورو” هو جيشه الخاص والذي، حتى الآن، يبدو موالياً له.

يدرك “مادورو” جيداً التهديد من قواته المسلحة؛ ولذلك فهو يحاول أن يسير على نفس الهندسة الاستراتيجية  لسلفه “هوغو شافيز”، لضمان أن يبقى جيشه مخلصاً، حتى أنه عين الأخلص له في أعلى درجات الجيش ورفع بعضهم إلى رتبة جنرال بشكل مباشر في يوم واحد، وحدد لهم إمتيازات كبيرة، وعين لجنة “مضادة للانقلاب”.

وقد تكون هذه الاستراتيجيات قد قللت من احتمال حدوث انقلاب عسكري، ولكنها لم تلغها، حيث أن “مادورو” قام بتهميش الضباط رفيعي المستوى والرتب في صفوفهم، ونتيجة لذلك فإن هؤلاء الجنود لديهم حافز كبير لإعادة النظر في ولائهم والسخط يختمر بالفعل بين الصفوفه مع تزايد أعداد الضباط الذين ينضمون إلى الإنتفاضة ضد “مادورو”.

كل ما سبق.. لا يعني تغيير وشيك !

في هذه المرحلة الزمنية، من غير المرجح حدوث انقلاب كامل لأن مستويات الإستياء الحالية داخل صفوف الجيش لا تبدو قوية بما فيه الكفاية. إذا قررت حفنة صغيرة من الضباط المعزولين المضي قدماً في محاولة انقلابية عشوائية، قد يعزز ذلك النظام. ويمكن أن يحاكي “مادورو” تكتيكات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، الذي استخدم محاولة انقلاب محظورة ضده في تموز/يوليو 2016، ذريعة لتكثيف حملته على المعارضة السياسية.

ومع ذلك، ومع استمرار تضييق “مادورو” الخناق، فإن خيبة الأمل مع النظام يمكن أن تصل إلى نقطة تحول، حيث تقرر كتلة حرجة من الضباط العسكريين التخلي عن السفينة برمتها من أجل إحداث تغيير. ويرجح الباحث أنه إذا جاءت أوامر بتصعيد استخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين، قد ترفض القوات المسلحة أوامر النظام وتسمح للثورة أن تأخذ مجراها أو حتى تسليحهم بأسلحة الحكومة نفسها التي كلفوا بالدفاع عنها.

انقلابات “صربيا ورومانيا” وبلدان أخرى..

في “صربيا”، انهارت ديكتاتورية “سلوبودان ميلوسيفيتش” فقط؛ بعد أن سحب جيشه دعمه من حكومته في أعقاب احتجاجات الشوارع المستمرة. وحرمان “ميلوشيفيتش” من الدعم العسكري، حيث لم يكن أمامه خيار سوى الاعتراف بهزيمته.

وفي “رومانيا”، لم تكن الثورة ضد ديكتاتورية “نيكولاي تشاوتشيسكو” ممكنة إلا بانسحاب القوات العسكرية المكلفة بقمع التمرد وحماية النظام. وعلى الرغم من أن الجيش قد وقف في البداية ضد المتظاهرين المدنيين، إلا أنه في نهاية المطاف طغى عليه موجة الاستياء.

بلدان أخرى كثيرة مثل “البرتغال ومالي وكولومبيا وبوركينا فاسو وبريطانيا وغينيا بيساو وغواتيمالا وبيرو والولايات المتحدة”، خضعت جميعها لعملية إضفاء الطابع الديمقراطي بعد أن أحالت قواتها العسكرية أسلحتها ضد حكوماتها الاستبدادية.

الانقلاب ضد “مادورو” يمكن أن يؤدي إلى الإنتقال بعيداً عن السلطوية. ومع ذلك، فإنه قد يولد أيضاً آثار جانبية كبيرة. وتشير توقعات إلى أن فنزويلا قد تكافح لفترة طويلة مع صدى الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، التي لا مفر منها والتي سيعقبها الانقلاب.

إختتم الباحث مقاله بمقولة “فلاديمير لينين”، التي تقول: “لا تنتصر ثورة الجماهير دون مساعدة من القوات المسلحة التي حافظت سالفاً على النظام القديم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب