8 أبريل، 2024 2:31 م
Search
Close this search box.

“محلل إسرائيلي” : انهيار المحور المناويء لإيران وباتت السعودية تحارب وحدها في الميدان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

اتفق الرئيسان الأميركي والروسي على أن حل الأزمة السورية لن يكون عسكرياً.. فهل معنى ذلك أن الرئيس “دونالد ترامب” سيواصل سياسة سابقه، “باراك أوباما”، من حيث عدم التورط في مجريات الاحداث في المنطقة, والتخلي عن الدول السنية لصالح إيران ؟.. أثار موقف “ترامب” العديد من التساؤلات, ونشر “المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة” مقالاً للمحلل الإسرائيلي “تسفي مزال”؛ تناول فيه الفشل الأميركي في تأسيس تحالف عربي مناهض لسياسة إيران التوسعية.

ترامب” على نهج “أوباما”..

يعتبر “مزال” أن اتفاق الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على عدم  وجود حل عسكري للأزمة السورية دليلاً على استمرار سياسة الإنطواء التي تبناها الرئيس “أوباما” سابقاً, وعلى ترك الشرق الأوسط فريسة لطموحات روسيا وإيران. ويعكس التنسيق الاستراتيجي بين القوتين العظمتين مدى فشل “ترامب” في إعادة تأسيس تحالف مناهض لإيران يضم الدول العربية السنية “البراغماتية”، وهي: “المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر”، التي كانت حجر الزاوية لتنفيذ السياسة الأميركية خلال عهد الرئيس “مبارك”.

ولقد انهار ذلك التحالف فور تأسيسه في خطاب “ترامب” في الرياض، وذلك بسبب الأزمة مع قطر وجراء سياسة مصر المترددة تجاه إيران وتقاربها مع روسيا وتماهيها مع السياسة الروسية تجاه الأزمة السورية. ويبدو في هذا السياق أن الأزمة السعودية اللبنانية جراء استقالة “الحريري”، تُعد نتيجة لتلك التطورات.

السعودية والتهديد الإيراني..

يرى “مزال” أن المملكة العربية السعودية أصبحت في واقع الأمر وحيدة في مواجهة التهديد الإيراني، وأدركت عدم التعويل على دعم أميركي. فاستقالة “الحريري”، سواء كانت طواعية أو جراء ضغوط تعرض لها، تهدف – من خلال إحداث ضجة سياسية وإعلامية – إلى إعادة تذكير المجتمع الدولي بخطورة التهديد الإيراني على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والخليج بشكل خاص.

ولقد أدت أحداث “الربيع العربي” إلى خلط الأوراق في الشرق الأوسط, دون أن تنشأ أنظمة ديمقراطية في المنطقة. وفي المقابل فقد أدى تفشي الإسلام الراديكالي السني إلى تفكيك دول القومية العربية، في حين زادت إيران، زعيمة الإسلام الراديكالي الشيعي، من تآمرها وأصبحت دولة تحريضية تحول دون استعادة الاستقرار  للمنطقة.

مآلات الأزمة السورية..

لقد باتت المشكلة السورية تمثل الأزمة الرئيسة التي تتمحور حولها معظم تحركات القوى العظمى والدول العربية. فالأزمة لا تزال مستمرة هناك منذ ست سنوات، ولم تحقق أي إنجاز للشعب السوري، بل تسببت في كارثة إنسانية واجتماعية وسياسية واقتصادية لن تتعافى منها سوريا قريباً؛ وربما لن تتعافى منها إلى الأبد. فلن يقبل المواطنون السُنة، الذين يشكلون غالبية السكان، العودة مرة أخرى للعيش في ظل الديكتاتورية العلوية. وليس من المتوقع أن يقبل الأكراد زوال الحكم الذاتي الفعلي الذي حققوه بقوة السلاح في قتالهم ضد تنظيم “داعش” في شمال سوريا.

وعلى الجانب الآخر فإن “الأسد” وإيران وروسيا لن يمكنهم الموافقة بأي شكل من الأشكال على إجراء انتخابات برعاية دولية، لأن الأغلبية السنية, التي من المُرجح في تلك الحالة, أن تحصل على السلطة, سوف تُحاكم “الأسد” وحلفائه بارتكاب جرائم حرب؛ وسوف تطرد من سوريا كل من إيران و”حزب الله” والميليشيات الشيعية، التي هي في حقيقة الأمر منظمات إرهابية تعمل لحساب إيران. ومن الممكن أيضاً أن يقوم السُنة بإلغاء الاتفاقيات المُبرمة مع روسيا، والتي تسمح ببقائها العسكري على شواطئ البحر المتوسط.

ليس من المتوقع في ظل هذا الوضع، التوصل إلى تسوية في سوريا، وإنما مجرد اتفاقات مرحلية مؤقتة بشأن التوصل إلى تفاهمات حول مناطق منع التصعيد ووقف القتال، من أجل إتاحة عودة السكان المدنيين المُشردين. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التعاون الروسي مع كل من إيران وتركيا، في ظل موافقة ضمنية من جانب الولايات المتحدة وتعاون مصري, وهذا بالطبع يمنح الشرعية الرسمية للتواجد الإيراني في سوريا. ولقد تم الاتفاق حتى الآن على أربع مناطق لمنع التصعيد، ولكن جيش “الأسد”، بالتعاون مع إيران وروسيا، لا يزال يحد منها في ظل ضعف المتمردين والمصير النهائي لتلك المناطق غير واضح.

إيران هي الدولة المستفيدة من الأزمة السورية..

إن الفائز الأكبر من الأزمة السورية هي إيران، التي رسخت وجودها في سوريا بمساعدة القوات والميليشيات التي تعمل لحسابها. وتشعر إيران في ظل الحالة السياسية والعسكرية المعقدة، التي ليس لها حل في الأفق، أنه ليس في مقدور أحد أن يُخرجها من سوريا.

وهكذا تسعى طهران, بتواطؤ أميركي روسي, لاختراق أعماق الشرق الأوسط. وهي الآن موجودة بقوة في “العراق واليمن وسوريا ولبنان”. ويبدو أنها قادرة على نقل القوات الموالية لها, أى الميليشيات الشيعية, من العراق إلى سوريا وصولاً إلى لبنان. وهي في الوقت نفسه تواصل تسليح “الحوثيين” في اليمن.

في ضوء ذلك تزداد محنة المملكة العربية السعودية، التي تبدو وكأنها مُحاصرة من جميع الجهات، بينما تواصل إيران ممارسة التهديد المباشر للسعودية وحلفائها في الخليج؛ وذلك من خلال استخدام السكان الشيعة في الدول الخليجية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب