خاص : ترجمة – لميس السيد :
أثناء ما كان يطارد رجال الأمن المحتجين السودانيين المنادين بالديمقراطية، استطاعوا أن يلقوا القبض على، “أحمد السنهوري”، الذي كان لسوء حظه لا يحمل أي بطاقة هوية شخصية أو هاتف محمول.
تهللت أسارير عناصر الأمن السودانية، بعد القبض على المحتج المطارد، واحتفلوا كما لو كانوا “صيادين حصلوا على صيد ثمين”؛ بعد إعترافه الخطير بأنه “طبيب” !
سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية الضوء على أن الإعتراف بالعمل كـ”طبيب”؛ أصبح أمرًا خطيرًا في “السودان”، خلال الأشهر الأخيرة، بعدما لعب الأطباء دورًا رئيسًا، إلى جانب غيرهم من المهنيين، في تنظيم الاحتجاجات الجماهيرية التي أطاحت مؤخرًا بالأوتوقراطية الطويلة لـ”عمر البشير”، وعززت مباديء الديمقراطية.
وجدير بالذكر؛ أنه قبل الإطاحة بالديكتاتور، أشتهرت “جمعية المهنيين السودانيين” بدراسة الحد الأدنى للأجور التي أجرتها العام الماضي.
مواجهة المجلس العسكري بعد “البشير”..
نقلت الصحيفة الأميركية، عن الدكتور “محمد ناجي العاصم”، أحد قادة الحركة قوله: “كان للأطباء دور كبير، وما زال لديهم دور كبير في هذه الثورة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أول الأهداف، هو الحكم المدني، وربما يكون المتظاهرون قد أجبروا “البشير” على الخروج، لكن لا يزال يتعين عليهم مواجهة النظام العسكري.
وأوضحت الصحيفة أن نشاط الأطباء وعداء الحكومة له جذور تاريخية عميقة، نظر نظام البشير إلى الأطباء بشكوك ترجع إلى عام 1989، عندما أوصله انقلاب إلى السلطة، وكانت بعض المقاومة المنظمة الأولى من الأطباء الذين نظموا إضرابًا، واعتقلت الحكومة المتورطين.
ونقلت الصحيفة الأميركية، كذلك، عن الدكتور “مأمون حسين”، قوله: “منذ ذلك الحين، كانت الحكومة لديها هذا الرأي بأن الأطباء يعارضونها.. لذلك كانت معاملتهم للأطباء وفقًا لهذا المفهوم”.
وسط المحسوبية والقمع لحكومة “البشير”، غادر العديد من الأطباء السودانيين البلاد، وفقًا لأحد التقديرات، فإن العمل في الخارج أكثر من “السودان”.
بعض الأطباء الذين بقوا؛ وراءهم متحالفون مع النظام، وإزدادوا ثراءً وتخطوا زملائهم في الوظائف العليا، لكن الظروف المتدهورة عززت السخط ودفعت كثيرين غيرهم إلى التحدث علانية.
قوة “الأطباء” داخل تجمع المهنيين السودانيين..
شهد “السودان”، جرائم إرتكبتها الحكومة والميليشيات المتحالفة في جميع أنحاء جنوب وغرب البلاد على مدى عقود. لم تكن جماعة مسلحة أو حزب معارض طويل الأمد؛ هو من أجبر “البشير” على الاستقالة، وإنما يعود الأمر في هذا الإنجاز إلى تحالف شبه سري من “الأطباء والمحامين والصحافيين والمهندسين والمدرسين”؛ الذين تم تنظيمهم تحت اسم مداهن، “جمعية المهنيين السودانيين”.
لعب الأطباء دورًا بارزًا بشكل خاص في تشكيل حركة الاحتجاج، وكان زعيمها الأكثر شهرة بين المحتجين هو، الدكتور “العاصم”، وكان من بين أشهر ضحايا الاحتجاجات طبيب قُتل أثناء محاولته علاج المحتجين الجرحى.
خلف الكواليس، ساعد الأطباء في تحويل ما بدأ كاحتجاجات على “أسعار الخبز” إلى حركة قوية متماسكة، ويمتد نشاط الأطباء السودانيين وعداء الحكومة لجذور تاريخية عميقة، لأن نظام “البشير” كان ينظر إلى الأطباء بنظرة من الريبة ترجع إلى عام 1989، بعد توليه السلطة، حيث شهدت أعوام حكمه الأولية إضراب منظم من قِبل الأطباء. بعد ذلك، اعتقلت الحكومة المتورطين وتوفي أحدهم في الحجز من ضربة في الرأس، وحُكم على شخص آخر بالإعدام قبل احتجاج دولي أدى إلى إطلاق سراحه.