9 أبريل، 2024 2:46 م
Search
Close this search box.

“النفط” .. كلمة السر في تحدي “ترامب” لإدارته وتغيير موقفه في ليبيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إشارة إلى تغيير المواقف تجاه الأزمة الليبية، أفاد “البيت الأبيض”، الجمعة الماضي، بأن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تحدث مع قائد الجيش الوطني الليبي، المشير “خليفة حفتر”، يوم الاثنين الماضي.

وأكد الناطق الرسمي باسم “البيت الأبيض”، أن الطرفين تحدثا حول جهود مكافحة الإرهاب، والحاجة إلى تحقيق السلام والاستقرار في “ليبيا”.

وقال البيان إن “ترامب” يعترف بدور “حفتر” المهم في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد “ليبيا” النفطية.

كما ناقش الرئيس الأميركي والقائد الليبي رؤية مشتركة لانتقال “ليبيا” إلى نظام سياسي مستقر وديمقراطي.

وتأتي المحادثات بالتزامن مع استمرار التصعيد في “ليبيا”؛ على خلفية إطلاق “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير “خليفة حفتر”، يوم 4 نيسان/أبريل الحالي، حملة عسكرية للسيطرة على عاصمة البلاد، “طرابلس”، التي تتخذ منها “حكومة الوفاق الوطني”، المعترف بها دوليًا، مقرًا لها.

ويقول “حفتر” إن عملية قواته تهدف إلى تحرير “طرابلس” من “قبضة الميليشيات والجماعات المسلحة”، بينما أوعز “السراج” بالتعامل بقوة لصد زحف قوات “الجيش الوطني”.

وتمر “ليبيا” بأزمة سياسية عسكرية مستمرة منذ الإطاحة بنظام الزعيم الراحل للبلاد، “معمر القذافي”، عام 2011، ويتنازع على السلطة حاليًا طرفان أساسيان، هما “حكومة الوفاق الوطني”، المعترف بها دوليًا؛ بقيادة “فايز السراج”، الذي يتولى منصب رئيس المجلس الرئاسي، والثاني الحكومة الموازية العاملة في “شرق ليبيا”؛ والتي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق و”الجيش الوطني الليبي”؛ بقيادة “حفتر”.

يعبر عن قناعة واشنطن بدور الجيش..

عن المحادثة الهاتفية، قال اللواء “أحمد المسماري”، المتحدث باسم “الجيش الوطني الليبي”، إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بقائد الجيش الليبي، “خليفة حفتر”، يعبر عن قناعة “واشنطن” بالدور المحوري للجيش في الحرب ضد الإرهاب، مشيرًا إلى قناعة دولية واسعة بأهمية دور الجيش في القضاء على التنظيمات المتطرفة، وأوضح أن المكالمة الهاتفية بين “ترامب” و”حفتر” سيكون لها أثرًا إيجابيًا في المعركة ضد المتطرفين.

تداعيات سلبية على أسعار النفط..

في المقابل، حذر رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق الليبية، “فايز السراج”، من أن الاتصال الهاتفي بين “ترامب” و”حفتر” قد تكون له تداعيات سلبية على أسعار النفط.

وأعرب “السراج” عن مخاوفه بهذا الخصوص، في رسالة إلكترونية نشرتها صحيفة (وول ستريت غورنال)، مساء الأحد.

وذكر “السراج”، في الرسالة، أن “حكومة الوفاق” لم تتلق أي تأكيدات من إدارة “ترامب” على تغيير نهجها السابق، لكن استمرار النزاع سيكون له تأثير سلبي على أسعار النفط في العالم، موضحًا أن أسعار النفط ترتفع دائمًا حين تشهد دول مصدرة له اضطرابات، كما يجري حاليًا في “ليبيا”.

وأبدى رئيس المجلس الرئاسي، “السراج”، دعمه المبدئي لإطلاق حوار سياسي في البلاد والعودة إلى تنظيم “الملتقى الوطني الجامع”، لكن دون أن يشمل ذلك “حفتر”، واستبعد بدء أي مفاوضات سياسية ما لم توقف قوات “حفتر” تقدمها نحو العاصمة.

تناقض لتصريحات “بومبيو”..

من جانبه؛ أكد وزير الداخلية في حكومة الوفاق، “فتحي علي باشاغا”، توقف مصفاة وميناء “الزاوية” النفطي عن العمل بسبب القتال المستمر في محيط “طرابلس”، مضيفًا أن زحف قوات “حفتر” نحو العاصمة يهدد بوقف عمل الشركات الأميركية التي لديها استثمارات في القطاع النفطي بـ”ليبيا”.

ولفت الوزير إلى أن تأييد “ترامب” لـ”حفتر” يأتي في تناقض لتصريح وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، بأنه لا حل عسكريًا في “ليبيا”، وتابع: “على ترامب الإصغاء إلى وزارة خارجيته”.

وأحدث الاتصال الهاتفي، بين “ترامب” و”حفتر”، بلبلة كبرى عجزًا عن تحليل مضمونه وتوقيته، فعدا عن أن ليبيين كثر لم يصدقوا الاتصال من أساسه قبل صدور بيان “البيت الأبيض”؛ فإن وسائل إعلام وشخصيات سياسية ودبلوماسية أميركية وضعت اتصال “حفتر” في إطار إنفراد “ترامب” بسياسات غير منسقة مع باقي أجنحة الإدارة الأميركية.

يعكس تخلي إدارة “ترامب” عن دعم حكومة الوفاق..

واعتبر كثير من الخبراء أن هذا الاتصال يعكس تخلي إدارة “ترامب” عن دعمها ل،”حكومة الوفاق” في “طرابلس”، المعترف بها دوليًا، ووقوفها إلى جانب “الجيش الوطني الليبي” بقيادة “حفتر” في الصراع العسكري الذي أحتدم أوائل نيسان/أبريل الجاري حول العاصمة، “طرابلس”.

ففي رصد لقناة (218) لتغريدات شخصيات أميركية بشأن الصراع في “طرابلس”، وفي ضوء اتصال “ترامب” بالمشير “حفتر”؛ فإن شخصيات أميركية قد انتقدت سلوك “ترامب” الذي ظهر متناقضًا مع الموقف الملتبس لـ”الولايات المتحدة”، منذ بداية العملية العسكرية لـ”الجيش الوطني” في “طرابلس”، إذ لم تقف “واشنطن” موقفًا مؤيدًا للعملية قبل أن يأتي اتصال “ترامب” ليؤكد على ما أسماه البيت الأبيض، “الدور المهم لحفتر في محاربة الإرهاب”، الأمر الذي ظهر معه إرتباك لدى وزارتي “الخارجية” و”الدفاع”.

إدارة أميركية مشتتة ومتناقضة..

“ريتشارد هاس”، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، ومعه آخر مبعوث أميركي خاص إلى ليبيا، “غوناثان واينر”؛ قالا إن “ترامب” يعمل في “ليبيا” بلا خطة أو سياسة واضحة؛ وإن هذه التصرفات تظهر الإدارة الأميركية مشتتة ومتناقضة وضعيفة أمام المجتمع الدولي.

وتحظى تغريدات شخصيات أميركية، من بينها “هاس” و”واينر”، باهتمام الرأي العام الأميركي خصوصًا في الموضوع الليبي، الذي يأخذ حيزًا من اهتمامات الباحثين في المراكز السياسية المرموقة، خلافًا لـ”ترامب”، الذي لم يقدم أي خطة عمل أو موقف بخصوص “ليبيا” منذ أن أصبح رئيسًا.

وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، “آدم شيف”، عبر حسابه بـ (تويتر)؛ إن قرار “ترامب” بتأييد “الجنرال المستبد حفتر”، الذي يهاجم حكومة تدعمها “الأمم المتحدة” يُعد سوءًا في الحكم وعدم الكفاءة، لأنه يتناقض مع تصريحات حكومته كما كان رفضه لعقوبات “كوريا الشمالية” قبل أسابيع.

لن يتغير المشهد العسكري..

وبدوره؛ أكد المحلل السياسي والصحافي الليبي، “السنوسي إسماعيل”، على أن “المشهد العسكري لم يتغير أو يتأثر رغم الكشف عن هذه المكالمة منذ يومين أو أكثر، ولازالت قوات حكومة الوفاق في تقدم وقوات حفتر في تراجع، كما أن سلاح الجو التابع للوفاق يوجه ضربات مستمرة لخطوط إمداد قوات حفتر وتمركزاتها”.

حول تغير موقف “ترامب”، قال: “أتوقع أن هناك ربما ضغوطات على ترامب من دوائر داعمة لحفتر؛ كي يغير سياسة بلاده الداعمة للوفاق، وأن الهدف قد يكون الحفاظ على مستويات إنتاج النفط لضبط توازنات السوق العالمي، الذي يتعرض لضغوط بسبب عقوبات أميركا على نفط إيران”.

فيما قال المدون والناشط الليبي، “أنور الشريف”، أن: “هزيمة حفتر وشيكة؛ لذا لن تؤثر هذه الخطوة في الأمر عسكريًا، لكن الموقف الأميركي السياسي قد يدخل مرحلة صمت حتى يتم الحسم لصالح أحد الطرفين”.

لمنع تغيير خارطة الطريق..

مضيفًا أن: “جلب ترامب الملف الليبي لقاعات البيت الأبيض؛ متجاوزًا مجلس الأمن والخارجية الأميركية، هدفه منع إصدار خارطة طريق جديدة قد تحدث توازنًا جيوسياسيًا؛ وربما تنتج أطرافًا لاعبة وداعمة ومستفيدة أخرى”.

في هذا الصدد؛ قال “إبراهيم بلقاسم”، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن ما يحدث على أرض الواقع والأوضاع الميدانية هي التي تحدد المواقف؛ فهناك تقدم كبير جدًا تجاه العاصمة “طرابلس”.

وأضاف أن العالم الآن في صمت تام يتابع ويراقب الأوضاع العسكرية والميدانية على الأرض، وينتظر نهاية هذه العمليات حتى يحدد موقفه من يدعم ومن يدين.

اتفاق وجهة نظرهما حول مكافحة الإرهاب..

من جانبه؛ قال “ماك شرقاوي”، عضو الحزب الديمقراطي الأميركي، إنه في بداية العمليات العسكرية لـ”خليفة حفتر”، تجاه “طرابلس”، كان هناك موقف متشدد من قِبل الإدارة الأميركية وطالبت بالتوقف الفوري لهذه العمليات، وكان هناك تحرك لبعض القطع البحرية الأميركية في منطقة البحر المتوسط قرب السواحل الليبية، ولكن من الملاحظ أن هذه التصريحات هدأت حدتها بعض الشيء من جانب الإدارة الأميركية، ويرجع ذلك إلى ما تفعله قوات “حفتر” ويتفق مع وجهة النظر الأميركية بشأن محاربة الإرهاب والقضاء على الميليشيات المسلحة.

وقال إن حكومة “السراج” معترف بها دوليًا، ولكن هناك جماعات إرهابية في “مصراتة” و”طرابلس”، فهل من الطبيعي دعم الإرهاب أم محاربته، فالشرق الليبي أصبح أكثر استقرارًا ومن المأمول التوصل إلى حل وتوافق على الأرض، ولكن عندما تتحالف حكومة “السراج” مع الميليشيات المسلحة، التي تدعمها (القاعدة) وما تبقى من فلول (داعش)، فلابد من الوقوف أمامها حتى لو كان معترف بها دوليًا.

واعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أن إشادة الرئيس، “دونالد ترامب”، بالجنرال “خليفة حفتر”، لمحاربته للإرهاب وحماية “نفط ليبيا”، بعيدة كل البُعد عن سياسة الإدارة الأميركية المعلنة بشأن “ليبيا”.

إمتياز كبير لـ”حفتر”..

“آل فريدريك وهري”، الخبير في مؤسسة “كارنيغي” للسلام؛ رأى “إن هذا الاتصال إمتياز كبير لحفتر؛ فهو وللمرة الأولى لديه هذا التأييد الشخصي الذي يرفع من مكانته، ليضعه في اتصال مباشر مع أقوى زعيم في العالم”.

يذكر أن وزارتي “الخارجية” و”الدفاع” الأميركيتين قد حثتا علنًا، “حفتر”، على وقف القتال والإنضمام إلى طاولة المفاوضات التي تقودها “الأمم المتحدة” مع “حكومة الوفاق الوطني” برئاسة رئيس الوزراء، “فايز سراج”، في بيان شديد اللهجة، الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، إن الولايات المتحدة “تشعر بقلق عميق”.

وقارن العديد من خبراء “ليبيا”؛ الدعوة وبيان “البيت الأبيض”، بالأوقات السابقة، عندما بدا أن “ترامب” يتناقض مع السياسة الخارجية المعلنة، في كانون أول/ديسمبر الماضي، خلال اتصال مع الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قال “ترامب” إنه سيسحب على الفور قواته من “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب