12 مارس، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

 العراق… موطن الأمراض النفسيّة

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب عمر الجفال : وفق احصائيات منظمتي أطباء بلا حدود، والصحة العالمية، فإن العراق أصبح موطناً للأمراض النفسية التي تتفاقم مع تصاعد الأحداث الأمنيّة والسياسية التي لم توجد لها حلولاً حتّى الآن، لكن أسباباً أخرى تجعل هذه الأمراض ماكثة في المجتمع العراقي، ومنها المجتمع نفسه.
 وتقول أطباء بلا حدود في احصائية عام 2006، إن 18.6 بالمئة من العراقيين يعانون من أمراض نفسيّة، ويرى العراقيون، ضمن ثقافة اجتماعية سائدة، إن من يذهب إلى العلاج عند طبيب نفسي هو مجنون أو فقد عقله، ما يجعل الكثير من الحالات تزداد تأزماً ويصعب معالجتها، بحسب مستشفى الرشاد العام في بغداد.
وتقع مستشفى الرشاد على أطراف العاصمة بغداد، ويوجد فيها أكثر من 1300 مريض مصابون بأنواع متعددة بالأمراض النفسية، إلا أن الفئة الغالبة هم من المصابين بالفصام والاكتئاب.
وتعاني المستشفى من نقص في الكوادر الطبيّة، إذ لا يوجد فيها لعلاج المرضى الذين تجاوزوا الألف إلا 11 طبيباً، وفق قول قاسم عبدالهادي دايخ، مدير إعلام دائرة صحة بغداد في جانب الرصافة.
ويقول دايخ، في حديث إلى “المونيتور”، إن “ضعف الكوادر يأتي لعدم الإقبال على دراسة الطب النفسي في العراق”.
ويشير إلى أن “لدى المجتمع العراقي نظرة بأن من يعالج لدى طبيباً نفسياً هو فاقداً لعقله”، ويستدرك “ما يجعل التخصص في الطب النفسي نوعاً من الترف، إذ لا يُقبل المرضى على عيادات الطب النفسي ما يجعل من هذه العيادات خاسرة من الناحية المادية”.
وبالرغم من الأعداد المتزايدة للأمراض النفسية في العراق، إلا أنه لا يوجد سوى ثلاث مستشفيات لمعالجة الأمراض النفسية وهي “الرشاد” و”ابن رشد” في بغداد، ومستشفى “سوز” في السليمانية.
ويشكّك دايخ باحصائيات المنظمات الدولية التي تتحدّث عن تفاقم الوضع النفسي للمواطنين العراقيين، ويقول “ربما بعض العادات والتقاليد والسلوكيات العراقية ترى فيها المنظمات الدولية على أنها أمراض نفسيّة.. وهذا الأمر قد يكون خاطئاً”.
ويؤشر خللاً آخر لدى المجتمع، إذ يؤكد أن “بعض المرضى في المستشفيات لا يتسلموهم أهاليهم بعد أن يخفّوا من النوبات المرضية بسبب نظرة المجتمع لهم”، ويتابع “هؤلاء يصبحون عبئاً على المستشفى ويجعلهم مستغلين لاسرة بحاجة لها الكثير من افرد المجتمع”.
وبالرغم من أن سامر عبد علي، وهو سائق تاكسي، يرى بأن جميع العراقيين يعانون من أمراض نفسية، إلا أنه يرفض الذهاب إلى طبيب نفسي، لأنه يعتقد بأن “جميع الأطباء هم أيضاً مرضى بحاجة إلى علاج”.
ويقول سامر، الذي لا يكف عن الضغط على بوق سيارته، وهو يشتم السائقين الذين يمرون إلى جانبه، إن “الامراض النفسية ستنتهي مع استباب الوضع الأمني.. نحن تعودنا على امراضنا”.
ويقول مؤيد الخفاجي، وهو طالب في المرحلة الثالثة في الطب، إن “بعض الاختصاصات الطبية كالامراض الجلدية أو الأشعة أو الأنف والأذن والحنجرة تحظى بشعبية أكبر بين الراغبين بالتخصص من الطب النفسي, لما توفره من احتكاك أقل بالمرضى أولاً, ووفرة تسهيلاتها مقارنة بالطب النفسي ثانياً, إضافة إلى الدخل المادي الذي توفّره”.
لكن مؤيد يؤكد في حديث إلى “المونيتور” على أن “الطب النفسي اصبح خياراً مثالياً أمام أغلبية طلبة الطب, ويرغبون التخصص به وإن بخجل”.
ويشخّص الطالب الذي لم يحسم اختيار تخصصّه، “خلال دراستنا القصيرة للطب النفسي شاهدنا تهميشاً متعمّداً له، وتقليل من أهميته”، ويضيف “يبدو هذا جليّاً في عدم منح هذه المادة كميّة الساعات الدراسية النظرية التي تستحقها, وأيضاً الإصرار على وضعها في نهاية الجدول اليومي للمحاضرات”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب