فيلم Hall Pass.. متعة الشعور بالأمان في الزواج رغم رتابته

فيلم Hall Pass.. متعة الشعور بالأمان في الزواج رغم رتابته

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Hall Pass أو “إجازة زوجية” هو فيلم كوميدي أمريكي يناقش قضية اجتماعية، وهي الرتابة التي تصيب الأزواج بعد سنوات من الزواج والإنجاب والالتزامات العائلية.

الحكاية..

تبدأ الحكاية ب”ريك وفريد” وهما رجلان في سن الأربعين، يعملان معا في شركة واحدة وهما أصدقاء منذ أيام مراهقتهما، “ريك” متزوج من “ماجي” والتي تعرف عليها في المدرسة الثانوية و”فريد” متزوج من “جريس”، لكنهما بدأ يشعران بالملل، كما أنهما أصبحا يشعران باشتعال الرغبة الجنسية نتيجة أنهما لا يمارسان الجنس مع زوجتيهما إلا قليلا بسبب انشغالات الحياة وتزاحم الأعباء والواجبات، حتى أنهما بدء  يحملقان في أجساد النساء وأصبحت زوجتاهما تلاحظان ذلك.

إغواء..

حاولت جليسة الأطفال التي في عمر العشرين أن تغوي “ريك” لكنه رفض، بسبب خوفه من العواقب الآتية، فقد تخيل زوجته وهي تطلب الطلاق منه بسبب خيانته، وتخيل طفليه وهما يلومانه على خيانة أمهما حين يكبران. لكن ظل الاحتياج الجنسي ملحا يؤرق “فريد وريك”.

وفي أحد الأيام كان “ريك وفريد” يسهران في جلسة رجالية في منزل “ريك” ومعهما أصدقاء آخرون، وكان “ريك” يراقب طفله الرضيع من جهاز المراقبة، وحين أتت زوجته سألته عن الطفل فأخبرها أنه بخير لكنه كان يبكي ودخلت زوجته غرفة الطفل لتهدئه، وكان “ريك” يضغط على زر على جهاز المراقبة دون أن يعرف بحيث تسمع زوجته وهي في غرفة الطفل ما يدور في الجلسة الرجالية، وقد سمعتهم وهم يتخيلون أنهم ذهبوا لممارسة الجنس مع فتيات جميلات وكل واحد منهم يفكر كم سيدفع ليحظى بليلة ساخنة مع فتاة جميلة، لكن “ريك” لم يتخيل أنه سيفعل ذلك.

سخرية..

وفي يوم آخر ذهب “ريك وفريد” وأصدقاء آخرون بصحبة الزوجات لزيارة صديق غني انتقل إلى بيت جديد، وكان الرجل يفتخر ببيته المجهز جيدا، وذهب الجميع ماعدا “ريك وفريد” لمشاهدة غرفة سرية جهزها المضيف وبه كاميرات مراقبة لكل غرف المنزل، وهو يقلب في الكاميرات ليجد “فريد وريك” سمعهم الجميع يتحدثون بسخرية عن صديقهما الغني وزوجته، ويستخدمان أوصاف جنسية.

غضبت “ماجي وجريس” من “ريك وفريد” وأثناء حديثهما عن انزعاجهما مما يفعله الزوجان مع صديقة ثالثة أخبرتهما أنها سمحت لزوجها بإجازة زوجية، لأن الزواج له أثاره السلبية على الأزواج فهم يشعرون أنهم ضيعوا فرص كثيرة لمعاشرة نساء جميلات، ومنهم من يشعر أن الزواج سجن وقد حبس فيه طوال حياته، وقالت لهما الصديقة أنها حين سمحت لزوجها بإجازة من الزواج وقواعده الملزمة له بممارسة الجنس مع زوجته فقط جعله ذلك يغير معاملته لها وتحسن زواجها.

إجازة..

خططت “ماجي” لأن تسمح ل”ريك” بإجازة من الزواج لمدة أسبوع لتذهب هي والأطفال لزيارة والدها، واندهش “ريك” من الفكرة عندما اقترحتها “ماجي”، وعندما عرف “فريد” من “ريك” بالأمر أخذ يراوغ زوجته لكي تسمح له بإجازة هي أيضا، ورفضت “جريس” في البداية لكنها وافقت.

وجد “ريك” نفسه وحده دون زوجته وطفليه ولم يعرف ماذا يفعل، وصارح أصدقاءه الآخرين الذين فكروا في اصطحاب “ريك وفريد” ليشاهدوهم وهما يستمتعان بالنساء، ومرت عدة أيام دون أن ينجح “ريك أو فريد” في جذب أية فتاة، تعاطيا مخدرات وشربا خمرا كثيرا، وأخذا يرتدان البارات والمطاعم وقررا أن يقيما هذا الأسبوع في فندق حتى يتسنى لهما مرافقة النساء.

ثم اكتشفا أنهما لم يصبحا جذابين للنساء وأن النساء يفضلن الرجال في سن أصغر، وكان “ريك” قد أعجب بفتاة تحضر القهوة في أحد المقاهي وأخذ يتقرب منها، بينما “فريد” ظل يحاول مع أكثر من سيدة دون جدوى، استجابت الفتاة العشرينية لاقتراب “ريك” منها وعادت جليسة الأطفال تغازله خاصة بعد ما عرفت بأمر الإجازة الزوجية، ليكتشف “ريك” أن أصدقاءه نشروا خبر إجازته الزوجية وعرفها كثير من الأصدقاء.

وحاولت عمة جليسة الأطفال إغواء “ريك” أيضا بعدما علمت بالإجازة الزوجية وذهبت إلى غرفته في الفندق التي أخبرتها عنها قريبتها جليسة الأطفال فوجدت “فريد” هناك وبدء في بعض المداعبات. في حين أن “ريك” ظل يرقص مع الفتاة العشرينية ويحاول أن يتصرف كشاب رشيق.

الزوجات أكثر حظا..

على الجانب الآخر لحقت “جريس بماجي” لتقضي في منزل والدها ذلك الأسبوع، وأثناء مشاهدة مباراة بيسبول، لأن والد “ماجي” مدرب بيسبول، انجذب أحد اللاعبين الشباب ل”جريس”، واستجابت هي لاقترابه وحين رفضت “ماجي” الدعوة لمشاهدة مباراة بيسبول للشباب أقنعتها  “جريس” بأن يذهبا، وظل ذلك الشاب يتقرب من “جريس” وهي تحب كونها جذابة لشاب في العشرين من عمره رغم تجاوزها سن ال38، في حين حاول صديق والد “ماجي” التقرب منها، ولكنها لم ترفض اقترابه.

واستمتعت “جريس وماجي” بوقتهما أكثر من “ريك وفريد” الذين تعرضا لمواقف كثيرة محرجة طوال أيام ذلك الأسبوع، ثم دعا الشاب “جريس” وتفاجئت أنه وحده وفي لحظة سريعة انخرطت معه في علاقة جسدية لكنها ندمت فور انتهاءها، وركبت سيارتها غاضبة من نفسها لأنها استسلمت لإغواء ذلك الشاب، ونست زوجها “فريد” الذي تحبه كثيرا، وأثناء ذلك تعرضت لحادث سيارة وكسر أنفها، بينما ذهب صديق الوالد إلى بيت والد “ماجي” ليجدها وحدها ويحاول مغازلتها، لكنها تحكي له عن زوجها وعن الإجازة الزوجية وتشتكي له أنها كانت تعاني من إهمال زوجها لها، وحين يحاول تقبيلها ترفض.

لحظة كشف..

عودة إلى “ريك” الذي تذهب الفتاة العشرينية إلى غرفته بالفندق لتعلن له رغبتها في أن تقيم معه علاقة جسدية لكنه يخاف ويرفض، ويكتشف في لحظة اقتراب مع ذاته أنه يحب زوجته “ماجي” وأنه حين اقترب منها شعر شعورا جميلا وساحرا، وعندما تزوجها وأنجب طفليه منها زاد شعوره الجميل نحوها، وأنه لا يريد خيانتها أو الاقتراب من امرأة أخرى غيرها.

وجاء اتصال تليفوني ليعرف “ريك” أن “جريس” في المستشفى ويحاول البحث عن صديقه “فريد”، وأثناء ذلك يقابل جليسة الأطفال التي تخبره أن زوجته “ماجي” تخونه مع مدرب بيسبول، ثم يهاجم “ريك وفريد” شاب غاضب كان يحاول الارتباط بالفتاة العشرينية وغضب من محاولة “ريك” لإغوائها، ويحطم سيارة “فريد” ويحاول قتلهما خاصة بعد أن يكتشف أن أمه “عمه جليسة الأطفال”، قد داعبها “فريد”. يركب “ريك وفريد” السيارة ويلاحقهما الشاب، ويبكي “فريد” خوفا على زوجته وتلاحق الشرطة الجميع ثم يقبضون على الشاب الغاضب.

يطمئن “فريد” على زوجته التي تصاب بكسر في الأنف ويخبرها أنه يحبها وأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، ويعدها أن يغير معاملته لها طالبا منها ألا يحكي عن ذلك الأسبوع أبدا، وكانت “جريس” تحاول الاعتراف له بما فعلته لكنه أصر على ألا يتحدثا عن ذلك الأسبوع أبدا، وأن يستأنفا حياتهما ويعودا إلى السعادة والأمان اللذان كان يشعران به قبل تلك الإجازة.

ويذهب “ريك” لمنزل والد “ماجي” متوقعا أن يجدها تخونه لكنه يجدها بمفردها، ويعترف لها أنها أول فتاة يمارس معها علاقة جسدية وأنها أيضا آخر فتاة يود فعل ذلك معها لأنه لا يريد غيرها. وينتهي الفيلم على ذلك.

حرية بعد منع..

الإخراج جيد، اعتمد على مواقف كوميدية ومفارقات مضحكة، كان أداء الممثلين بارعا خاصة الأبطال الأربعة، وأجاد الممثلين الذين قاما بدوري “ريك وفريد” تصوير حالة التخبط التي يعيشانها حين تركت لهما الحرية في الاختيار والاقتراب من النساء بعد سنوات طويلة من المنع.

الفيلم يناقش قضية اجتماعية هامة وهي الزواج وما يحدثه من رتابة وملل بسبب الواجبات الكثيرة والمكررة والمعادة التي تصيب الزوجين بحالة من الملل، مما يفقدهما الإحساس بالشغف والرغبة ويفقدان إحساسهما أن الأيام القادمة ستأتي بجديد، وقد رصد الفيلم التغيرات التي تحدث في العلاقة بين الزوجين حيث يمل الزوج من زوجته ويبحث عن نساء أخريات ليشعر بالإثارة الجنسية إما ممثلات شهيرات أو نساء يتعامل معهن، ويبدأ في الشعور بأن زوجته موجودة ومتوفرة وبالتالي لا يشعر بالإثارة نحوها، لأن الرجال دائما ما يحبون التجديد وخوض تجارب مختلفة.

وعلى مستوى الزوجة تشعر هي بالحزن لأن زوجها يفقد اهتمامه بها ويفقد شعوره بالانجذاب نحوها، ويجعلها ذلك لا تحب ممارسة العلاقة الجسدية معه خوفا من حقيقة أنه يفكر في امرأة أخرى، وتمتنع عن فعل ذلك معه بشكل متعمد، أو تتظاهر بالتعب والإجهاد لأنها لم تعد تشعر أنها تجربة جميلة بالنسبة لها. ويزداد الأمر سوء  بابتعاد الزوجة وإهمال الزوج فتظهر حالة من الحرمان الجنسي ووجود رغبات غير مشبعة على مستوى الزوج والزوجة.

وعلى مستوى الحب يخبو الشغف والسحر مع كون الزوجان يعيشان معا بشكل يومي، ويمارسان تفاصيل كثيرة يومية، وينسى الزوج والزوجة أنهما لا بد وأن يمتلكا الإرادة في الاحتفاظ بالحب ومحاولة حمايته من الرتابة ويقرران بشكل واعي تجديده وإعطاءه فرصة للبقاء والتطور والنمو.

هذه القضية لا تخص المجتمع الأمريكي وحده وإنما تخص مجتمعات كثيرة، لكن للمجتمع الأمريكي خصوصية في التعامل مع الزواج وإعطاء حرية ما للأزواج والزوجات، ووجود انفتاح اجتماعي وحرية لا توجد في مجتمعات أخرى.

الفيلم..

هو فيلم كوميدي أمريكي أنتج عام 2011. أخرجه وأنتجه الأخوين “فارلي” وشاركا في كتابته مع “بيت جونز”. البطولة: (أوين ويلسون،  وجيسون سوديكس، وجينا فيشر، وكريستينا أبلغيت، وستيفن ميرشانت،  وجوي بيهار، وألكسندرا داداريو، ونيكي ويلان، وريتشارد جينكينز،  وانجيلو بروكس، ولاري كامبل، وتايلر هوكلن، ولورين باولز، وأليسا ميلانو، وبروس توماس، وداني ميرفي، وكاثي غريفين، وروب موران،  وفانيسا آنجل، وديريك واترس، وزن جيسنير، وأرمي هامر، وأندرو ويلسون، وبو بورنهام، ودانيال غريني).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة