13 أبريل، 2024 6:09 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. أمين الساطي: كل كاتب يسقط شخصيته بطريقة ما على أحد أبطال قصته

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“أمين الساطي”  كاتب سوري، ولد بدمشق عام 1941، وذهب ودرس في أمريكا وتخرج من جامعة ولاية أوكلاهوما في عام 1965، وعمل مهندسا في ديترويت بالهندسة المدنية لمدة عامين، وبعدها عاد إلى سوريا وتوظف بوزارة الأشغال العامة، ثم أرسلته الوزارة بمنحة دراسية إلى مدينة روتردام بهولندا في عام 1971، وعاد بعدها في عام 1972 إلى وظيفته السابقة بوزارة الأشغال العامة، وفِي عام 1983 سافر إلى السعودية ليعمل في مكتب للاستشارات الهندسية وبقي موظفاً بنفس المكتب حتى عام 2016، وبعدها تقاعد عن العمل وسافر إلى دبي بالإمارات العربية المتحدة. وهو مؤلف كتاب “أوهام حقيقية”، ورواية “نبوءة على التلفاز” ورواية “شوارع الغضب”. وهو عضو في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

كان لنا معه هذا الحوار بعد قراءة رواية “شوارع الغضب”:

** في رواية “شوارع الغضب” رصدت الثورة اللبنانية التي اشتعلت في 2020 وتتبعتها وأظهرت سلبياتها كما أظهرت الأسباب التي أدت إلى اشتعالها والمتمثلة في الأزمة الاقتصادية الطاحنة.. حدثنا عن ذلك؟

– التظاهرات التي عمت لبنان في 2020, هي نتيجة لانهيار المجتمع الاستهلاكي اللبناني. حيث كان الشعب يعيش برفاهية بمستوى أعلى من إمكانياته المادية، بسبب القروض الخارجية والداخلية التي كانت تحصل عليها الحكومة اللبنانية، ومع الوقت تضخمت هذه الديون وأصبح لبنان عاجزاً عن تسديدها. مما أدى إلى الدخول بالانهيار المالي المحتوم الذي أخذ يتوالى فصولاً.

** في رواية “شوارع الغضب” صورت الثوار من الشباب يتعاطون الحبوب المخدرة، ويحطمون المحال التجارية لسرقة البضائع، ويحطمون ماكينات الصرف الآلي للاستيلاء على الأموال، لكنك لم تحكي عن الثوار الآخرين الذين نزلوا بناء على موقف ثوري شريف وشجاع ولم يستهدفوا سرقة الأموال وإنما استبسلوا بشجاعة رغم عنف السلطة الشديد الذي واجهتهم به.. لماذا؟

– فقد المتظاهرون الأمل بالسياسيين لحل مشاكل البلد، فاتجهت المظاهرات لاستخدام القوة لمحاولة إسقاط الطبقة الحاكمة الفاسدة التي ترفض التنازل عن مكتسباتها. بالرغم من معرفة بعض المتظاهرين بأن إسقاط الحكومة لن يحل هذه المشكلة المالية العميقة لذلك اتجه بعض الأشخاص ومنهم بطل الرواية إلى طريقة الخلاص الفردي. وذلك بإتباع أسهل الطرق للحصول على المال لكي يتمكن من الهجرة إلى أوربا. بينما استمر المتظاهرون بالشوارع مطالبين بإعادة النهوض بالدولة بدعم من نموذج اقتصادي جديد قائم على العدالة الاجتماعية، بحيث لا تستأثر فئة قليلة من الناس بخيرات البلد.

** في رواية “شوارع الغضب” لما اخترت أن تكون الحكاية الرئيسية حكاية رجل يتورط في عالم الجريمة رغم أنه عاش طوال حياته وقورا ومتزنا ومواطن عادي؟

– في داخل كل واحد منا شخص آخر لا نعرفه. أحيانا تتسبب بعض المواقف في كشف هذه الشخصية المجهولة. بطل الرواية الشخص الطبيعي المتزن هو الشخص الذي تبين لاحقاً بأننا لا نعرفه بشكل جيد. لأنه يعيش تحت تأثير قوى لا شعورية مظلمة تبحث عن المال والشهوة وليس له عليها أدنى سيطرة.

** في رواية “شوارع الغضب” هل عالم الجريمة كما صورته يعتمد على العشائر وقوتها ونفوذها وعلى فساد الطبقة الحاكمة؟

– كما هو معلوم للجميع، تتركز زراعة الحشيش أساسا في سهول منطقة البقاع في جنوب لبنان. وتمثل زراعة الحشيش مصدر قوت  لعائلات بأكملها. وتسيطر بعض العشائر الموجودة بالمنطقة مع بعض المليشيات والقوى السياسية على إنتاج الحشيشة في لبنان وتصديرها.

** في رواية “شوارع الغضب” وفي رواية “نبؤة على التلفاز” كان البطلان لديهما استعداد للانحراف في طريق الجريمة سعيا وراء جمع المال، وكان حلم الثراء هو حلمهم الأوحد، هل هذه مصادفة، ولما يسعى أبطالك وراء المال والثراء مبررين ذلك بأن الطبقة الحاكمة تستحوذ عليه؟

– جميع الناس يحرصون على المال ويبذلون كل طاقتهم من أجل الحصول عليه للاستمتاع بإنفاقه. وأبطال قصصي هم أشخاص طبيعيين ذوو مواهب وإمكانيات عادية، ولا يمكنهم الحصول على كثير من المال مقابل العمل ثمانية ساعات يومياً. لذا يجدون أنفسهم مضطرين للانحراف للحصول على الأموال.

بوسع الشخص أن يكون ثرياً دون أن يعرف كيف يكون سعيداً، لكنك لا تستطيع أن تكون سعيداً دون أن تملك المال اللازم لتأمين حاجاتك التي تتصور بأنها ضرورية.

** رغم أنك سوري لكن رواياتك تدور في لبنان لماذا، وهل فكرت في كتابة رواية عن سوريا؟

– أبطال قصصي ينتمون إلى المجتمع الاستهلاكي  اللبناني، الذي خلقته السينما والمسلسلات التلفزيونية، وهو يقوم على إقناع الشخص بشراء أشياء ليس بحاجتها، على أساس أنها من ضروريات الحياة العصرية، وهذا ما يميز المجتمع اللبناني المنفتح على العالم بشكل كامل عن المجتمع السوري المغلق. لذا يجد بطل روايتي نفسه وهو يتحرك بشكل طبيعي في البيئة اللبنانية.

** في رأيك هل تأثر حال الثقافة بظهور فيروس كورونا وكيف كان تعاملك مع العزلة التي فرضها ذلك الوباء؟

– فرضت الكورونا إجراءات صارمة لتقييد حركة الناس. وبالتالي وجد أكثر الأشخاص أن ليس أمامهم سوى شاشة الموبايل أو التلفزيون أو الكومبيوتر، مما دفع البعض إلى القراءة لقتل الوقت وللتخلص من الملل.

كما ساعد العزل بطريقة غير مباشرة في إعادة النظر بالوضع الذي وصلت إليه البشرية. وساعد ذلك أيضا في فرز طريقة جديدة بالتفكير، ستؤدي إلى ظواهر اجتماعية قد تأخذ وقتاً طويلاً لتظهر في المستقبل. علينا الاعتراف بأن وجود التلفزيون قد ساهم بشكل كبير في صرف الناس عن القراءة.

أما بالنسبة لي، فالنشاطات الخارجية محدودة، وأنا أمضي أغلب أوقاتي في المطالعة ومتابعة الأفلام على التلفزيون. لذا يمكنني القول بأنني لم أشعر بالكورونا إلا من خلال أخذ اللقاح.

** تعتمد في الترويج لأعمالك على الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. كيف أفادتك وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى القراء؟

– فعلاً أنا اعتمد على الانترنت والفيسبوك لترويج أعمالي الأدبية، لأنها الطريقة الأقل كلفة للترويج والدعاية، ولا أخفي عليك بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي الطريقة الوحيدة التي استخدمها للوصول إلي القراء. وفي نفس الوقت، قامت دار النشر الانجليزية “أوستن ماكولي”، بالدعاية بطريقة احترافية لكتابي “أوهام حقيقية” الذي قامت بنشره, مما ساهم في وصوله إلى عدد كبير من القراء.

في الحقيقة لا أدري كيف ساهم مجهودي الشخصي في نشر أعمالي  لكني في أعماقي غير راض عن توزيع روايتي “نبوءة على التلفاز” بشكل خاص. لأنني كنت أتوقع منها أن تجذب شريحة كبيرة من القراء.

** ما رأيك في حال النقد وهل يهمل عن عمد كثير من الإنتاج الأدبي الغزير للكتاب؟

– النقد عندما يأتي من شخص محترف فإنه يساعد الكاتب على اكتشاف نفسه، وذلك من خلال تحليل شخصيات وأبطال الرواية. إن كل كاتب يسقط شخصيته بطريقة ما على أحد أبطال القصة. كما يساهم النقد الأدبي في إظهار الأخطاء التي يكررها الكاتب في قصصه، مما يساعده على تجنبها في أعماله القادمة، أنا اعتبر حالي محظوظًا لأن بعض النقاد قد نشروا مقالات في الصحف عن  أعمالي.

** هل واجهتك صعوبات في النشر؟

– لا توجد صعوبات في النشر، طالما أن الكاتب يقوم بتمويل طباعة كتابه. لذلك نجد مئات الكتب المطبوعة في الأسواق. المشكلة الحقيقية أنه لا يوجد قراء لأكثر هذه المطبوعات.

** ماذا أضفت للقصة السورية كما تتصور؟

– أشعر بأني ساهمت في استخدام اللغة البسيطة الفصحى أثناء سردي لوقائع القصة، مستعيناً بالجمل القصيرة المتناغمة، مبتعداً عن اللغة الخشبية  التي يتصورها البعض بأنها من مستلزمات الرواية، وحاولت أن أدخل عامل التحليل النفسي لشرح شخصيات أبطال قصصي، كما استخدمت عامل التشويق لكي لا يشعر القارئ بالملل أثناء متابعة أحداث القصة،  والخلاصة أني حاولت أن أتبع أسلوب السهل الممتنع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب