7 أبريل، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

وودي ألن.. اتسمت أفلامه بالاختلاف والتميز ليصبح ظاهرة عالمية

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“وودي ألن” مخرج وممثل وكاتب سينمائي ومسرحي وعازف جاز أمريكي، ويعتبر أحد أهم المخرجين في هوليوود. عرف بتقديمه الأفلام الرومانسية الكوميدية التي يتخللها محاكاة ساخرة. تركز موضوعات أفلامه بعمق على الأدب، الجنس، الفلسفة، علم النفس، الهوية اليهودية وتاريخ السينما. هو صاحب الرقم القياسي للترشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل سيناريو، وذلك من خلال 16 ترشيحا في هذه الفئة خلال مسيرته، فاز منها بثلاث جوائز أوسكار، وذلك عن أفلام Annie Hall في عام 1977، Hannah And Her Sisters في عام 1987، و Midnight In Paris في عام 2012. يضاف لهذا جائزة رابعة في فئة الإخراج عن فيلم Annie Hall.

حياته..

اسمه “ألن ستيوارت كونجسبرغ”، ولد في 1 ديسمبر 1935 في بروكلن بنيويورك،  ثم غير اسمه في سن السابعة عشرة إلى “هايود ألن”. كانت أسرته اليهودية متوسطة الحال التي تعاني من الشجارات والضجيج مصدر هام لكتابة المونولوجات المضحكة التي يؤديها في المدرسة الثانوية. وكان يعيش حياة فوضوية في شقة مزدحمة وأمدته تلك الحياة لسنوات بأفكار لأفلامه. لكنها في وقت لاحق من حياته أصبحت ملجأ للعزلة والانفراد.

كان والده “مارتن” من الجيل الثاني من المهاجرين اليهود، وعمل والده في مهن متعددة، فعمل بائعا ونقاشا وسائق تاكسي وساقيا في حانة ولاعب بلياردو وناشر كتب. التحق “ألن” بجامعة نيويورك عام 1953، حيث التحق بقسم “إنتاج الأفلام” لكنه لم ينجح وترك الجامعة. بعد ذلك بدأ بكتابة نصوص للتلفزيون، أهمها مشاركته في كتابة حلقات من البرنامج الشهير “عرض العروض” لصاحبه “سيد سيزر”، الذي عمل معه لاحقا في “برنامج سيد سيزار”، ورشح عام 1959 لجائزة الإيمي لأحسن كاتب.

لكنه ترك مجال الكتابة للتلفزيون واتجه إلى الكوميديا المسرحية، وأصبحت له شعبية في مسارح نيويورك. وفي ذلك الوقت تشكلت شخصيته الكوميدية التي استمرت معه على مر السنين.

الفن..

قدم “وودي ألن” في عام 1968 أول أفلامه، فقد أخرج وألف ومثل فيلم “خذ المال واهرب”، الذي كان محاكاة ساخرة لفيلم “بوني وكلايد” لكنه قدمه على طريقة الأفلام الوثائقية. لم يجد من يمول الفيلم في البداية، والذي كان يكلف مليوني دولار، حتى قررت إحدى شركات الإنتاج -بالومار للإنتاج- دعم المشروع بمشاركة هيئة الإذاعة الأمريكية. أنتج الفيلم المنتج “شارلز جوف”، الذي أنتج معظم أفلام “وودي ألن” فيما بعد. وقد تخوف  المنتج من الفيلم قبل طرحه، ورغم ذلك نجح الفيلم جماهيريا.

رغم نجاح فيلمه الأول جماهيريا، لم يجد “ألن” ممول لأفلامه، حتى وقع عام 1970 عقدا مع أستوديو اتحاد الفنانين، وهي الشركة التي أسسها “تشارلي تشابلن”، كان العقد ينص على أن يقدم “ألن” ثلاثة أفلام، وأن تعطى له الصلاحية الكاملة في تنفيذ أفلامه، وهو أمر غير مألوف في ذلك الوقت خاصة بالنسبة لمخرج صغير السن، حيث لم يحصل مخرجون مثل “مارتن سكورسيزي وفرانسيس فورد كوبولا” على مثل تلك الصلاحيات في بداياتهم.

موز..

قدم “ألن” فيلمه الثاني بعنوان “موز” في 1971 بمشاركة زوجته الممثلة “لويز لاسر”. يتناول الفيلم قصة شاب متعثر من نيويورك تهجره رفيقته الناشطة السياسية فيهاجر إلى بلد صغير في أمريكا اللاتينية ويشارك في الثورة الجارية. الفيلم يتضمن سخرية من الرئيس الكوبي “فيدل كاسترو” وقد حقق نجاحا جماهيريا في أوروبا وأمريكا.

وقدم فيلم “كل ما تريد معرفته عن الجنس، لكنك تخشى السؤال عنه” في 1972 بمشاركة طليقته “لويز لاسر”. حيث حقق أكبر نجاح تجاري له حتى ذلك الوقت، فقد حقق الفيلم 18 مليون دولار في أمريكا وحدها، وأكثر من 10 ملايين دولار في أوروبا. وفي ذلك العام مثل في فيلم “غنها مجددا يا سام”، والعنوان مستوحى من جملة شهيرة قيلت في فيلم “كزبلنكا”، وقد اقتُبست فكرة الفيلم من مسرحية كان “ألن” قد كتبها في 1969، وقد أخرجه “هربرت روس”.

قدم ثالث أفلامه في 1973مع الأستوديو، وكان بعنوان “النائم” مع الممثلة “ديان كيتون”. ويتناول الفيلم في قالب الخيال العلمي مغامرات صاحب بقالة الأغذية الصحية الذي يتجمد 200 عام، ثم يعود ليجد نفسه في دولة بوليسية. وتمثل قصة الفيلم نقدا لاذعا للقيم السائدة في أمريكا في أوائل السبعينات، وقد حقق الفيلم نجاحا نقديا وجماهيريا.

الحب والموت..

ثم قدم فيلم “الحب والموت” في1975، الذي صوره في فرنسا والمجر، وتدور أحداثه في عصر نابليون. وهو يسخر من الأدب الروسي، شاركته البطولة الممثلة “ديان كيتون” للمرة الثالثة. وكان من أكثر أفلام ذلك العام الذي صدر فيه تحقيقا للإيرادات. وفي 1976 مثل في فيلم “المقدمة” الذي تدور أحداثه في الخمسينات ويتحدث عن فترة القائمة السوداء في هوليوود. تقول الناقدة “باولين كال عن داء “ألن” في هذا الفيلم: “عندما ترى وودي ألن في واحد من أفلامه الخاصة، فإنك بطريقة ما تعتبر أداءه أمرا مسلما به. أما في هذا الفيلم فإنك تقدّر مهارته فعلا، لأنك تفتقده كثيرا عندما يغيب عن المشهد”.

قدم “ألن” أشهر أفلام “آني هال” مع “ديان كيتون” عام 1977، ويعتبر هذا الفيلم من أهم الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما الأمريكية. وقد حصل على نجاح كبير سواء جماهيريا أو نقديا، وحصل “ألن” بسببه على جائزتي أوسكار. وقد اعتبر الفيلم نقطة تحول ل”ألن” حيث كان له أثر كبير على كثير من أفلام الكوميديا الرومانسية.

فلسفة..

اتّسمت أفلام “وودي آلن” في فترة الثمانينيات من القرن العشرين، حتى الكوميدية منها، بأنها تحوي جرعة من الفلسفة، وقد أثرت أفلامه في بعض المخرجين الأوروبيين، وخاصة “فيديريكو فليني” و “انغمار برغمان”. وقد استخدم “آلن” في فيلمه “ستاردست ميموريز” محاكاة ساخرة لفيلم 81/2 ، حيث استند أيضا إلى فيلم “وايلد ستروبيريز” “التوت البري”. كما اقتبس فيلمه “إي ميدسامر نايتس سيكس كوميدي” عن فيلم “سمايلز أوف إي سامر نايت” أو “ابتسامات ليلة صيف”.

كما استلهم “آلن” مقتطفات من بنية فيلم “فاني أند أليكساندر” في فيلمه”هانا وأخواتها”. واستلهم  فيلمه “راديو دايز” من فيلم “أماركورد”، بينما اعتمد في فيلمه “سبتمبر” على “أوتم سوناتا”. كما استعار العديد من العناصر من فيلم “وايلد ستروبيريز” “التوت البري”، إذ اعتمد على مشهد منه في فيلمه “كرايمز أند ميسديماندورز”.

تظهر شخصية “ساندي بايتس” في فيلم “ستاردست ميمويرز ” 1980، وهو مخرج سينمائي ناجح ودائم السخرية والاستياء من معجبيه؛ إذ يلعب هذا الدور “آلن” نفسه. يقول “بايتس” محاولا تخطّي وفاة صديقه بسبب المرض: “لا أرغب في صنع أفلام كوميدية بعد الآن”، ثم تعرض مزحة تحوي مشهدا لعديد من الناس، بما في ذلك فضائيين، يخبرونه بأنهم يقدّرون أفلامه “وخصوصًا الأفلام الأولى المضحكة”. يعتقد “آلن” أن فيلمه هذا هو أحد أفضل أفلامه.

كان فيلم “إي ميدسامر نايتس سيكس كوميدي” 1982 أول أفلامه التي ظهرت فيها “مايا فارو”، حيث اُستبدلت ب”ديان كيتون” التي كانت تصوّر فيلمها “ريدز”. بعدها أنتج “ألن” فيلما مأساويا هزليا، سخر فيه من الأفلام الوثائقية تحت عنوان “زيليغ”. لعب “ألن” فيه دور “ليونارد زيليغ”، الرجل الذي لديه القدرة على تحويل شكله الخارجي إلى أشكال الناس المحيطين به.

عالم الترفيه..

وقد جمع “ألن” بمهارة ما بين العناصر المأساوية والكوميدية في بعض أفلامه، بما في فيلم “هانا وأخواتها” 1986″ وفيلم “كرايمز أند ميسديماندورز” 1989، وهما الفيلمان اللذان يروي من خلالهما قصّتين منفصلتين تلتقيان في النهاية. وأنتج “ألن” ثلاثة أفلام عن عالم الترفيه، بما في ذلك “برودواي داني روز” الذي يلعب فيه دور وكيل أعمال في نيويورك، و”ذا بربل روز أوف كايرو” الذي يوضّح من خلاله أهمية السينما في فترة الكساد عن طريق شخصية “سيسيليا” الساذجة، و”راديو دايز” الذي يروي فيه قصّة طفولته في بروكلين ويؤكد على أهمية الراديو وتشارك في بطولته “ميا فارو” التي كتب هذا الدور لأجلها. وقد أدرجت مجلة “تايم” فيلمه “ذا بربل روز أوف كايرو” في قائمة أفضل 100 فيلم على مر العصور.

ويعتبره “ألن” واحدا من أفضل ثلاثة أفلام له جنبا إلى جنب مع “ستارست ميمويرز” و”ماتش بوينت”، ويرى أن كلمة “أفضل” في هذا السياق تعني بأنهم أقرب الأفلام إلى رؤيته الخاصة. وصور “ألن” بالتعاون مع المخرجين “فرانسيس فورد كوبولا” و”مارتن سكورسيزي” فيلم “نيويورك ستوريز” 1989، وهو فيلم مؤلف من مقتطفات من قصص سكان نيويورك. تدور قصّة “ألن” القصيرة “أوديبوس ريكس” حول محام مضطرب عصبيا وأمه التي تنتقده باستمرار. وقد أشاد الناقد السينمائي “فنسنت كانبي” من صحيفة “نيويورك تايمز” بهذه القصة.

قدم أول فيلم درامي في عام 1978 من تأليفه، ولم يمثل “ألن” فيه، ويتناول الفيلم انهيار أسرة من الطبقة المتوسطة وعن الفراغ الذي يعكس ارتباك أبطال القصة، والفيلم هو تحية وتقدير واضحين للمخرج السويدي “إنغمار بيرغمان”.

نيويورك..

وقدم بالأبيض والأسود أحد أهم أفلامه في 1979 وهو فيلم “مانهاتن”. وقد وصف العمل بأنه ذروة “أسلوب ألن”، واعتبره العديد من النقاد أفضل عمل له. وكان موضوع الحب والكراهية بين الأشخاص حاضر، والأبطال ينتمون إلى الطبقة الوسطى العليا من الكتاب والأكاديميين، وبدأ الفيلم بجملة “كانت نيويورك مدينته، وستظل كذلك”.

قدم أيضا بالأبيض والأسود عام  1980 فيلم “أثير الذكريات”، الذي حاكى فيه أسلوب المخرج الإيطالي “فيديريكو فليني”. ويعتبره “ألن” فيلمه المفضل رغم أنه يعجب النقاد، وصف البعض الفيلم بأنه سيرة ذاتية لكن “ألن” نفي ذلك.

مذكرات..

في مقالة بعنوان “مذكرات وودي آلن… أسرار وأكاذيب عائلية” كتب”هوفيك حبشيان”: “قبل نحو ثلاثة أسابيع، رفضت مجموعة دار “هاشيت” في أميركا نشر كتاب مذكرات “وودي آلن” الذي سماه “عن لا شيء”. فور انتشاره على وسائط التواصل الاجتماعي، أحدث الخبر ضجة، خصوصاً في أوساط محبي المخرج الأميركي الكبير، البالغ من العمر 84 سنة. كيف لدار نشر ذات صيت واسع، أن ترفض نشر كتاب أحد أعلام السينما؟ شيء واحد يمنعها من ذلك: هذا الوحش الذي بات يحمل اسم “الصواب السياسي” وأصبح يهز العروش في الغرب.

فألن، كما بات معلوماً منذ زمن طويل، متهم بالتحرش بابنة طليقته “ميا فارو”، “ديلان فارو”، يوم كانت في السابعة من عمرها، في قضية رأي عام تلاحقه منذ عام 1992. حديثاً، أعيد فتح هذا الملف إعلامياً بعد ولادة حركة “مي تو” وتشجيع ضحايا التحرش الجنسي على الكلام. وعلى الرغم من أن المحكمة لم تدنه لا بل برأته مرتين، فالبعض ما يزال مقتنعاً بأن الرجل متحرش”.

ويضيف: “أمام الضغوط التي مورست عليها، تراجعت “هاشيت” عن نشر الكتاب الذي كان من المتوقع أن يصدر في السابع من أبريل (نيسان) المقبل. على الرغم من أن عملية طباعته كانت قد بدأت وبات مطروحاً للبيع على “أمازون”، وتحول إلى بست سيللر حتى قبل صدوره. شقيق “ديلان”، “رونان فارو”، الذي فجر قضية هارفي واينستين في الصحافة، ساهم في تراجع “هاشيت” عن طباعة الكتاب. فهو تواصل معها وقال إن المعلومات التي يتضمنها غير دقيقة. أغضبه أن الدار لم تدقق في صحة ما يقوله ألن عن قضية التحرش، معتبراً أن هذا عمل غير مهني. الصحافي الشاب الذي نال في عام 2018 جائزة بوليتزر، هدد بعدم التعامل مجدداً مع الدار، إذا ما وافقت على نشر مذكرات والده. زاد الطين بلة أن عدداً من العاملين في فرع من فروع “هاشيت” (نيويورك) تظاهروا أمام مبنى الدار للاعتراض على نشر المذكرات، بعدما أبدوا تعاطفهم مع “رونان وديلان فارو”، وكذلك كل ضحايا الاعتداءات الجنسية”.

ويواصل: “بعدما تنازلت “هاشيت” عن حقوق الكتاب، أعلنت دار “أركاد” لصاحبتها جانيت سيفر، أنها ستنشر الكتاب في الثالث والعشرين من مارس (آذار). المكتبات مقفلة ولكن نسخاً إلكترونية ستكون متوافرة عبر الإنترنت. سيفر هي التي اتصلت بالمخرج. تقول: “في هذا الزمن حيث الحقائق يُنظر إليها باعتبارها أخباراً ملفقة، نحن الناشرين، نفضل أن نترك فناناً محترماً يعبر عن نفسه، بدلا من الإذعان إلى من يريد إسكاته”. سيفر تدعم ألن إلى أقصى حد، وتقول أنها كانت ستنشر الكتاب حتى لو أدانته المحكمة”.

وعن المذكرات: “يضم كتاب “عن لا شيء”، كتابين في كتاب واحد: الأول يروي فيه ألن ذكريات طفولته، على غرار ما صوره في فيلميه “زمن الراديو” و”وردة القاهرة القرمزية”، بحيث يستعيد طفولته في بروكلين، متحدثاً عن والديه وابنة عمه ريتا التي كانت تأخذه إلى السينما. كان طفلاً معذباً، قلقاً. يروي بطريقة مستفيضة بداياته في مجال الـ”شو” التلفزيوني واستعراضاته في النوادي الليلية، وعلاقته بالممثلة ديان كيتون. تقول الصحافية هيلين فيسيير في مقالها في “لو بوان”، إن ألن يتحدث في الكتاب عن أفلامه، ولكن بشكل سريع، فقط ليقول أموراً مثل أنه أحب العمل مع “سكارليت جوهانسون” التي هي بالنسبة له نجمة سينمائية بالفطرة، أو كيف أن “ماريون كوتيار” هي الممثلة الوحيدة التي لم يفهم لماذا بكت خلال التصوير مع أنها كانت رائعة.

ثم، هناك “ميا فارو” التي تحتل متن الكتاب. عاشا معاً عشر سنين من السعادة، وصورا أفلاماً مهمة مثل “هانا وشقيقاتها” و”برودواي داني روز”. وعلى الرغم من كل المشكلات التي فصلت بينهما لاحقاً، خصوصاً في ما يتعلق بالحضانة، فألن يتحدث عنها بموضوعية، واصفاً إياها بـ”امرأة الأحلام الجميلة واللامعة”. كعادته، لم يوفر نفسه من السخرية، إذ هناك الكثير من النكات المرتبطة بأفلامه، وكيف تم استقبالها من جانب المنتجين في العروض التجريبية التي تسبق العرض الرسمي”.

إنكار الاتهامات..

وعن الاتهامات التي وجهت إليه بالتحرش: “أما النصف الثاني من “عن لا شيء”، فهو أكثر سوداوية ويعكس مرارة الكاتب. إنه أشبه بلائحة اتهامات. ينكر “ألن” الاتهامات الموجهة إليه جملة وتفصيلا، لا بل يتهم “ميا فارو” بأنها كانت على علاقة غير صحية مع أحد أبنائها من زواج سابق. حتى أنها عاملت بعض أطفالها بشكل سيئ، وأن اثنين منهما انتحرا. ويروي “ألن” أنه عندما تبنت “ميا فارو” “ديلان”، نشأت عاطفة بينه وبين الأخيرة. ثم، بعد سنوات من تكرار المحاولات، حملت “ميا” ب”رونان”، الأمر الذي برد العلاقة بينهما. شعر “ألن” أنه أتم وظيفته، ولم يعد له حاجة.

شرح ألن علاقته الإشكالية ب”سون يي” التي بدأت في مطلع التسعينات، وهي الفتاة من أصول كورية التي كانت تبنتها “ميا فارو” يوم كانت مع زوجها السابق. عرفها “ألن” وهي في الثانية والعشرين فيما هو كان يكبرها بثلاثين سنة، وأفضت علاقتهما إلى الزواج عام 1997. يروي “ألن” أنهما كانا يخرجان معاً إلى السينما أو لحضور مباراة في كرة السلة. يوماً بعد يوم، اقترب أحدهما إلى الآخر، وذات يوم اكتشفت “ميا فارو” العلاقة عندما عثرت على بعض الصور لها التي كان نسيها “ألن” في المنزل.

اكتشاف “ميا فارو” للعلاقة بين “ألن وسون يي” تحول إلى دراما. ضربتها بالهاتف على رأسها وحبستها في غرفة. لكن “ألن” يتفهم شعورها بالصدمة، ويعتبرها رد فعل طبيعياً. يكشف أيضا أن “سون يي” لطالما عوملت بقسوة خلال السنوات الـ22 التي عاشتها مع “أمها”. زواجه منها كان مشروع إنقاذ لها. هل إذا عاد به الزمن إلى الخلف، يتزوجها مجدداً، باعتبار ما أحدثه الزواج وقتها من فضيحة “أخلاقية”؟ سؤال يرد عليه “ألن” بـ”من دون أدنى تردد”.

يعتبر “ألن” أن الاتهامات التي وجهت إليه بالتحرش كانت نتيجة علاقته ب”سون يي”. يقول إنه لم يلمس “ديلان” قط في حياته، وإن المسألة برمتها مجرد انتقام خططت له “ميا فارو”. حتى أنه يذهب إلى أبعد من ذلك، آخذاً على القاضي الذي حكم في الدعوى انحيازه إلى “فارو”، بعدما وقع تحت تأثير سحرها، علماً أن تحقيقين أجريا في القضية ولم يتم العثور على أي دليل يثبت إدانته، لا بل سمح له بتبني طفلتين مع “سون يي”.

نفاق الممثلين..

وعن تعامل الممثلين معه في أزمته: “يكشف الكتاب أيضاً نفاق بعض الممثلين. ف”ثيموثي شالاميه” الذي دان ألن في العلن عام 2018، مصرحاً بأنه لن يعمل معه مجدداً، قال لشقيقة المخرج هي أيضاً منتجته، إن كلامه كان مقصوداً ليرفع من نسبة حظوظه في نيل الـ”أوسكار” التي كان مرشحاً لها وقتذاك. أما في ما يخص الطاقة السلبية التي تبلورت ضده في بلده منذ عام 2018، وعدم عرض فيلمه الأخير “يوم ممطر في نيويورك”، فيقول “لا أستطيع أن أنكر أن هذا الأمر يدخل ضمن فانتازماتي الشعرية، وهي أن أكون فناناً أعماله لا تُشاهَد في بلده. يأتي إلى بالي “هنري ميللر. ديفيد هربرت لورانس، جيمس جويس”. أتخيل نفسي بينهم، أتحداهم. ثم، فجأة، توقظني زوجتي لتقول لي: أنت تشخر يا وودي!”.

يذكر أن بعض الصحف الأميركية تعاملت مع مذكرات “وودي ألن” بقسوة، اختارت صحيفة “واشنطن بوست” عنواناً لها “إذا نفذ ورق التواليت لديك، فمذكرات وودي ألن مصنوعة من الورق”، بينما وصفتها “نيويورك تايمز” بأنها في العنوان “مسلية أحياناً.. وبلا ذائقة ومبتذلة”.

الجوائز..

ترشح “وودي آلن” لـ 13 جائزة جولدن جلوب، حصد منها 2، الأولى عام 1986 عن أفضل سيناريو فيلم The Purple Rose of Cairo، والثانية عام 2012 في فئة أفضل سيناريو عن فيلم Midnight in Paris.

وفي عام 2014 قدمت له قدمت له رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود جائزة Cecil B. DeMille وهي جائزة جولدن جلوب الفخرية نظرا لمساهماته البارزة في عالم الترفيه. ترشح لـ 23 جائزة بافتا، وحصدها 9 مرات، وفي عام 1997 نال زمالة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون. وحصد أيضا جائزة الإنجاز مدى الحياة المقدمة من جوائز الكوميديا الأمريكية.

وفي عام 1975، حصد جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن مجمل أعماله. وفي عام 1985 حصد جائزة FIPRESCI عن فيلم The Purple Rose of Cairo  من مهرجان كان السينمائي، وفي عام 2002 حصد جائزة النخلة الذهبية من “كان”. في عام 1984 حصد جائزة Robert الفخرية من جوائز الفيلم الدنماركي، وحصد جائزة الإنجاز مدى الحياة عام 1996، من نقابة المخرجين الأمريكية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب