24 ديسمبر، 2024 7:06 م

صدگ إحنا بطرانين، والعراقي طول عمره ما يعجبه شي، إلا من يجي غيرنا ويتعجب يللا نگول إي هذولة إحنا العراقيين لعد شعبالك، بطرانين إينما ثقفوا، بطرانين ماكو تكنا بأي مستودع سكراب، إنجاز ورا إنجاز وماكو أي رضا، أي شتريدون يا بختي! كلنا هيچ، المتعلم والخريج حتى الكيشواني ولازم البريج، ماكو أي فرق في البطرنة العراقية.
وأذكر بالزمانات، قبل الأسواق المركزية بسنوات وسنين، بابا إشترى سيت مواعين فرفوري صيني، وجاب السيت للبيت فرحان ومتأنق، وحطه گدام ماما، وطلع المواعين ماعون ماعون وهو يبتسم، ورث جگارة، ومنتظر كلمة حلوة ونظرة رضا بعين ماما. وهناك إشتغل الرمي وماما چانت بارعة بالرمي عبالك قناص مو ماما : ” ولك مصخم شي نسوي بسيت مواعين، مو المطبخ مليان مواعين وجدورة ” في الحقيقة چنا كلنا ناكل بصينية وحدة مچرقعة، المهم أستمر الرمي ” ولك خلينا بالأول نلگي شي نحط بالمواعين وبعدين حير بسيت مواعينك “، وإنگلب وجه بابا وراحت الإبتسامة وصار هو همين يرمي هاونات بس مو بإتجاه ماما. وفي هذه الأثناء والرمي المتبادل مشتغل، جتنا جارتنا أم سرمد، وشافت سيت المواعين وتعجبت… ” أم حبيب شنو هاي المواعين تخبل، عاشت إيدچ وعاش ذوقچ، مو مثل حظي من زمان أريد من أبو سرمد خاشوگة چاي ملونة ومستكثرها عالبيت…” كل هذا الحچي وبابا گاعد يسمع ويسوي نفسه مشغول بالهاونات بإتجاه إحداثيات غير إحداثيات ماما. وهمين بهذه الأثناء ماما تحمست وگامت تطير أفيالة ” إي عيني أم سرمد، هذا ذوقي، وطلبت من أبو حبيب ينطيني فلوس أشتريهن، فتح الجزدان وگلبه گدامي فدوة لعينه، حبيبي ما يقصر…” ومن طلعت أم سرمد بحسرتها، صارت هذني المواعين وهذا السيت من أعز ما تملكه ماما ، أصلاً حطت المواعين بالجامخانة، أقصد الدولاب الخشبي إللي بلا جام بس ماما چانت تسميها جامخانة وتكشخ بيها، وصارت المنطقة يم الجامخانة منطقة حظر جوي وبري، حالها حال المنطقة الخضراء، نسمع عدنا مواعين بالجامخانة، بس ما نشوفها ولا مسموح إلنا نتقرب منها، إلى أن طاحت الجامخانة من وگع صاروخ يمنا، وراحت المواعين…أذكر من طاحت بابا گال ” حيل ” وماما جاوبت ” وجع ” !

وهسة عدنا وزير إستلم شهادة تقدير عالمية من جمعية الدفاع عن نظرية النشوء والتطور مال داروين لأن أثبت هذي النظرية قول وفعل ، وقدّم للعالم النموذج العراقي في إثبات هذي النظرية، فوزيرنا العبقري شوّف للعالم شلون فيروس الكوليرا يتحول إلى حشرة تطير، ما تحتاج شي، فقط جيب نص خاشوگة أكل فيروس كوليرا، وربع گلاص ماي مجاري إللي متوفر بكل مكان حتى بالكانتور، وصورة مگطعة لنائبة عراقية بشرط قبل ما تصير بالپرلمان، وخوط هاي المكونات بإستكانة دبل سايز من مخلفات معمل زجاج الرمادي، وأترك الخليط گدام التلفزيون لمدة شهر وأنت تتفرج قناة العراقية وتسمع أخبار خلية الأزمة مال الكوليرا، ورا شهر، راح تشوف الإستكانة مليانة حشرة الكوليرا توها گاعدة من النوم من السبات

الإستكاني، وتگدر تشيل الإستكانة وتطش حشرات الكوليرا بأرض العدو، وهناك بعد شهرين وفي ظروف تطور مناسبة، تتحول هاي الحشرة إلى دجاجة الكوليرا، تبيض بيضة الكوليرا، العدو الخايب عباله بيضة إعتيادية، يسوي منها أومليت للفوج المدرع، وكلهم يروحون إسهال كوليرا، والدجاجة همين ممكن تكبر وتصير غير شي، حسب متطلبات المرحلة وظروف المعركة، وكل شي من أجل النصر…. ويا محلى الحوَل بعين چقلة .

إي أكثر من هذا شتريدون ؟

أصلاً حكومتنا نفسها أكبر دليل على نظرية النشوء والتطور، گدرت تحول الفساد من حالة إلى دولة، الفساد قبل كان حالة لو حالتين أو مية أو ألف، بس مو الدولة كلها فساد. إشتغلت الحكومة الرشيدة على هالشي، ونجحت والحمد لله في إثبات نظرية داروين بحيث تطور الفساد وصار دولة، أصلاً وزراء حكومتنا يوم إللي يروحون لحديقة الحيوانات تعتبر زيارتهم صلة رحم، شوف شلون نشوء وتطور! وإذا تشوفون چهرة أي نائب بالپرلمان العراقي قاطبة وبرمته ، راح تعرفون شنو مستوى التطور، من لا شيء صاروا شيء،. ورغم أن دولتنا دولة دينية عمائمية مرجعية إمامية عظمى، بس تقدم دليل ورا دليل على عدم وجود خالق، وأن هذي الانواع من الحيوانات والحشرات إللي نشوفها كلها جاية نتيجة سلم التطور إللي يشبه سلم الرواتب، همين أكو درجات، ومخصصات، مثل أكو حشرة مخصصاتها أجنحة مزدوجة، وأكو حشرة خايبة ما عدها نص جناح، نفس الشي، أكو موظف بطرگ الراتب، وأكو مدير عام حوافزه بطول قطار البصرة .

أينما تولوا وجوهكم في العراق فثمة شغلة تثبت إلكم نظرية النشوء والتطور ! المليشيات، بدت من واحد معتوه عبالك فقمة لو الرجل الوطواط بس ضارب تشريب، وهذا الخبل أسس جيش، الجيش صار نص الدولة. وهسة المليشيات همين تطورت وصارت عصائب ومنظمات. وعندك عشيرة، العشيرة صارت مدينة، المدينة صارت مدن، المدن صارت أقليم، الأقليم صار دولة، الدولة الأقليمية أبتلعت الدولة الأصلية، لأن هاي الدولة البلاعة تكيفت وي الظروف وتطورت والدولة المبلوعة ما تطورت. وعندك دليل متقدم لنظرية التطور، واحد چان يكتب بيانات حتى صار إسمه بيان من كثر ما كتب بيانات، بيان صار أول وزير تعمير بعد 2003، ووزير تخطيط، ووزير داخلية، ووزير نقل، في حالة تطور مذهلة. وعندك وزير نشأ وتطور، من ليبرالي، إلى شيوعي، إلى دعوچي، متنقلاً من وزارة المال إلى وزارة النفط، نشوء وتطور، وعندك واحد من مؤذن جامع صار وزير التكنولوجيا والمعلومات، مو الآذان كله تكنولوجيا، لازم تعرف الفرق بين المقام إللي ترفع بيه آذان المغرب عن مقام إللي ترفع بيه آذان العصر، عبالك شغلة هيوانطة ! وعندك واحد تطور همين من مؤذن إحتياط، وصار رئيس إتحاد الطوبة، هذا إضافة إلى إثبات نظرية التطور، همين يثبت المثل العراقي إللي حير علماء الفيزياء ” شجاب الچلاق عالدولمة ” !

هسة آني گاعد أباوع على هيفا وهبي، وأباوع على چهرة عالية نصيف، وأگول شوكت تتطور عالية نصيف وتصير مثل هيفا، حتى أبوس الواوا مال الحكومة والپرلمان ! وأترحم على روح داورين