18 ديسمبر، 2024 10:51 م

مقتدى الصدر هدية السماء

مقتدى الصدر هدية السماء

دائما يجول في خاطري هذا السؤال:
هل نحن نستحق هذه النعمة – نعمة آل الصدر-؟
وهل نملك هذا الاستحقاق الذاتي لهذه النعمة؟
إنه الاستحقاق الذاتي الذي يشكل الايمان بالله والعمل الصالح القوام الأساسي له.
كان محمد باقر الصدر( قدس سره ) يعيش بيننا هاديا ومصلحا ومربيا وثائرا على الظلم والطغيان…
فكان قربانا هو واخته الطاهرة بنت الهدى…
وبعد رحيله ماذا صنعنا؟
ماذا صنع حواريوه وأنصاره ومجتمعه واعداءه…؟
وبعد سنين الظلم والقهر والخوف والضلالة والإنحراف، ارسل الله لنا محمد الصدر رغم اننا لا نملك الاستحقاق الذاتي، فأعمالنا كانت متمحضة بالذنوب والآثام ولكن الله رؤوف بالعباد…
محمد الصدر أكمل المشوار، انتشلنا من الحضيض، كان بحق نور الله ورحمته ولطفه…
إنه هدية السماء التي رفضها الكثير ولحد الآن!!!
وقبلها الكثير حينا من الزمن ثم انقلب على عقبيه بعد رحيل محمد الصدر مقتولاً مظلوما شهيدا…
ذهب محمد الصدر قربانا هو ونجليه الطاهرين..
وتستمر القصة!، قصة العطاء الإلهي واستحقاقنا الذاتي!
العطاء الالهي ينزل علينا بالرغم من عدم وجود الاستحقاق الذاتي، ﻷن الشرك وضعف الإيمان واﻵثام والذنوب تغير النعم، وتحبس الدعاء، وتنزل البلاء…..الخ
نعم، تستمر قصة العطاء الالهي واستحقاقنا الذاتي!
فقد أرسل الله لنا السيد مقتدى الصدر، القائد الفذ الشهيد الحي الذي صنع تأريخا حافلا بالمواقف الانسانية النبيلة.
نحن مازلنا نعيش نعمة وجود هذا القائد بيننا، إلا اننا تعودنا على فقدان قادتنا!
وبالرغم من رحيلهم عن الدنيا شهداء سعداء لكننا مضطرون للوذ بهم لنستنير بنورهم إلا ان وجودهم بيننا لا يمكن ان يعوضه رحيلهم..
يا لها من نعمة عظيمة! ان يكون الصدر القائد مقتدى بيننا…
فهو المعلم والمرشد والمربي..
هو النور الذي يضيء لنا جميعاً دروب الظلام…
مقتدى الصدر كان ومازال يحمل هموم الانسانية والمظلومين والمستضعفين في مشارق الارض ومغاربها…
إنه العطاء الالهي لكل الناس…
مقتدى الصدر جسد بمواقفه الخير والصلاح والعدل والانصاف…
إن المسؤولية تقع علينا جميعا على حد سواء أنصار كنا ام لا..
أما الأنصار والمحبون فالمسؤولية التي تقع على عاتقهم تتلخص في عدم الاكتفاء بالعاطفة وذرف الدموع بل يجب عليهم السير المستمر في طريق الاصلاح إبتداء من إصلاح الذات..
كان السيد القائد يستنكر هذه العواطف التي تؤدي بصاحبها الى ارتكاب الحماقات…
ولم يقف السيد القائد أمامها مكتوف اليدين، كان دائما يضع لها الحلول ويبتكر لها الطرق الخلاقة…
وفي نفس الوقت كان يقف بوجه المفسدين وخير شاهد على ما أقول الخيمة التي وضعها في الحنانة ( لدواعش الفساد )..
ولو كان الانصار والمحبون على مستوى المسؤولية لحقق هذا المشروع وغيره من المشاريع النجاح الباهر…
إن مجرد أن يكون الفرد من مؤيدي ومحبي السيد القائد بعاطفته هذا لوحده لا يكفي بل لطالما شكى السيد القائد من التطرف بالعواطف…
إن السيد مقتدى الصدر يريد صلاحنا جميعا، الصلاح للجميع وليس حصرا على المحبين والانصار..
أما المسؤولية التي تقع على عاتق الآخرين أعني غير الانصار والمحبين فهي:
أولا: ماذا تنتظرون؟ بعد كل هذه البراهين والحجج والمواقف التي سطرها السيد مقتدى الصدر؟
مقتدى الصدر كالماء ينتفع منه الجميع، المؤمن والكافر على حد سواء…
ثانيا: الى كل من نصب البغض والعداء للصدر القائد:
ما الذي ستجنيه من هذا العداء سوى الخسران المبين والحسرة والندامة في الدنيا والاخرة؟
اما آن الأوان أن تكف عن هذا البغض والعداء؟
ثالثا: من المعيب جدا الوقوف موقف المتفرج!
حقوقكم مسلوبة ودماءكم تسفك وبيوتكم تهدم…
إن كنتم تخافون من الجلاد والظالم فقد جاء من ينصركم ويرفع عنكم الظلم…
فلماذا أنتم لا تحركون ساكناً ولا تملكون سوى الثرثرة المقيتة على الظلم والظالمين؟..
رابعا: وهذا الكلام أوجهه الى أقذر الأعداء، عبيد الثالوث المشؤوم( امريكا-بريطانيا-اسرائيل):
لن تفلحوا والله وخاب سعيكم…
فقد قتلتم من قبل الشهيدين الصدرين وكانت النتيجة أن الله نصرهما نصرا عزيزا، فزادت معاناتكم…
ولم تجنوا سوى الذل والندم…
فإن جبروتكم تحت أقدام السيد القائد مقتدى الصدر..
ولن تفلحوا أبداً.