26 نوفمبر، 2024 6:42 ص
Search
Close this search box.

معركة تكريت عقيدة وجهاد

معركة تكريت عقيدة وجهاد

خاض الجيش والحشد الشعبي معركة يرشح لها ان تكون اهم واخطر المعارك في تاريخ العراق المعاصر وهي بوابة المرور لتحرير كافة مناطق العراق من تنظيم داعش والانكسار والتراجع لاسامح الله بهذه المعركة يعني تثبيت مايسمى بالدولة الاسلامية أمد الدهر, بعد ان حاولت وحدات من جهاز مكافحة الارهاب وقوات سوات في السنة الماضية ان تدخل محافظة تكريت عدة مرات دون ان تحقق الهدف المنشود واعطت ضحايا ,مما جعل العدو يتمركز بقوة ويتمتع بمعنويات عالية كان يتصور انها ستدوم مما انعكس سلبا على نفسية المقاتل العراقي التي بدأت تتضائل بان العدو له امتدادات وحواضن صعوبة اختراقها , ما يهمنا بالامر ان لا نستعرض نوعية الاسلحة وكيفية اندفاع المقاتل والانتصار السريع مقابل الانهيار في صفوف العدو وخصوصا كان معد لمعركة قضاء الدور ثلاثة ايام ان تخوض قوات الحشد الشعبي بما فيها المقاومة الاسلامية ولكن بفضل الله استغرقت ساعات وانكسر العدو فيها وتقهقرت قواتهم امام ضربات المقاومة الاسلامية , هذه المعركة لها خصوصية كبيرة لدى امهات واباء كل من فقد عزيز على قلبه ولايختلف الامر عند الذين شاهدوا اجرام وقساوة مجزرة سبايكر والفعل الوحشي للعصابات التكفيرية , كان الساسة السنة من اعضاء مجلس النواب وبعض العشائر السنية والعالم العربي المحيط بنا يتصورون ان تلك المعركة هي انتقاما واخذ للثائر وسوف تحدث فيها مجازر بشرية وانتقاما على الهوية ,ولكن بحكمة المرجعية الرشيدة وتوجيهاتها القيمة لم يرافق الانتصار اي حادث انتقامي , وفي سؤال وجهته قناة العربية الحدث عن طريق المذيعة نجوى قاسم الى احد المحللين السياسيين من ابناء السنة عن ارتكاب الجيش مجاز في منطقة العلم او منطقة البو عجيل , قال لاول مرة في تاريخ الحروب ان المتطوعين والمقاومة الاسلامية تعمل بمهنية واخلاق فاقت التصور والتزامهم بتعليمات مرجعيتهم دليل على انهم مؤمنين وفعلا اصبح صدى المرجعية مؤثر في الشارع العراقي ولدى جميع الاطياف , في السابق كانت المناطق السنية تتهم المرجعية بانها صفوية وساكته وليس لها تأثير والسيطرة على عقول واخلاقيات المجتمع , مع ان المرجعية كانت حريصه منذ البداية على الدم العراقي ولم تميز بين طائفة واخرى او قومية ,
 في هذه المعركة قاتل ابناء الحشد الشعبي الى جانب القوات الامنية ببسالة وعنفوان ولم ترحم ضرباتهم وافعالهم كل من يقع بين ايديهم واستخدموا القسوة في دك معاقل الدواعش مما اثار بعض الخلايا النائمة وارسلت رسائل بان المقاتلين الشيعة استيقضوا من سباتهم في الرحمة والعفو الى الشدة والتحدي وعدم التهاون هذا ربما يكون انذار الى تنظيم داعش في الموصل بان مقاتلين الشيعة اصبحوا اكثر ضراوة وعدم الرحمة اتجاه عدوهم بعد ان كانوا يتصورون بان الشيعة يعفون ويرحمون وضعفاء وربما يخافون من مشاهدة الدم ويتهمونهم بالجبن , اليوم اصبحت الصورة مغايرة وما تنقله المعطيات على ارض المعركة من شدة وقساوة اتجاه الاعداء كسر كل معنوياتهم في الموصل واخذ بعظهم يتسربون ويدخل الرعب الى قلوبهم , معركة تكريت عراقية خالصة بما فيها الغطاء الجوي ولكن اراد ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية  ان يعطي الى طيران التحالف قوة ومساهمة في هذه المعركة من خلال تصريحه الذي قال فيه ( نحن من سهل لهم الطرق بالضربات الجوية ) نحن لاننسى المقولة الشهيرة (للنصر آباء كثيرون بينما الهزيمة يتيمة) اليوم كل واحد لم يشترك في المعركة يريد ان يجير المعركة لصالحه بعد ان تأكد من الانتصار , ويقول سماحة السيد السيستاني دام ظله وثقوا واكتبوا الانتصارات لانها تاريخ ,وفعلا ربما بعد فترة من السنيين تدعي جهة  بانها هي التي جندت وعدة العدة لحرب التحرير ويزٌور التاريخ ويسرق مجهود الخيرين وتذهب دمائهم هدراً اذا لم يدون وتكتب سيرة المعارك ونكون شاهدين على العصر , لاننسى عشائر الجبور من الضلوعية ولواء امية الجبارة الشهيدة كان لوائها متواجد ويقاتل الى جنب الحشد الشعبي وتحت ضل وتوجيهات قيادة عمليات المعركة, واعطى تضحيات جسيمة بحيث امتزجت الدماء مع دماء ابناء الجنوب وهكذا الدم العراقي حينا يمتزج يلون صفحات التاريخ بعلامات النصر, علما ان اصدق صفحات التاريخ هي تلك التي كتبتها الدماء, معركة تكريت وبعيدا عن ما افرزته من شجاعة للمقاتلين وما ارفدته من شباب وشيوخ متحمسين للقتال من اجل ان يلبوا نداء المرجعية الرشيدة وهم سعداء ومحضوضون لان فتوى المرجعية جاءت في زمنهم بعد ان سمعوا بها في الماضي اثناء الاحتلال البريطاني على العراق سنة 1920 من قبل اية الله الشيرازي( قدس سره), كان هنالك خطة معدة لافشل هذه المعركة من قبل بعض السياسيين المحسوبين على اهل السنة حينما ضغطوا على شيوخ العشائر وعلى مرجعياتهم بان المعركة شيعية شيعية ضد ابناء السنة من اجل ايقاف تقدم تلك القطعات لتحرير المناطق السنية التي يسيطر عليها داعش ويبقى نفوذهم وسطوتهم داخل مجلس النواب مرتبطا ببقاء تواجد تنظيم داعش في تلك المناطق,ناهيك عن ما صدار من الازهر الشريف الذي يمثل روح العصر وعراقة التاريخ بحق ابناء الحشد الشعبي الابطال جاء مضلل ومغايرا للحقيقة بسبب الضغوط السياسية التي مورست على الازهر ليوقف تقدم القوات العراقية باتجاه مدينة الموصل وضواحيها وتحويل فرحة العراقيين بالانتصار الى احداث شرخا بين المكونات العراقية بعد ان شكلت وحدة وجدار لمواجهة التحديات الخارجية .

أحدث المقالات