18 نوفمبر، 2024 1:44 ص
Search
Close this search box.

ظواهر ومعالجات!!

ظواهر ومعالجات!!

يخشى العراقيون كثيرا على نسيجهم الاجتماعي بعد اجراءات و مراكز نفوذ غير محسومة الولاءات و النوايا، حيث يتم نفث السموم على مراحل عبر سيناريوهات طائفية و عمليات قتل ممنهجة تقف وراءها جهات خارج المشهد لكنها تحصد النتائج بنسب نجاح عالية جدا، من بين أخطرها تراخي النسيج الاجتماعي في العراق لحساب الطائفية و العرقية و الولاءات الحزبية خارج رحم الأخوة المتعارف عليها، ما يضع الأمور على مفترق طرق لا تؤسس لاستقرار نفسي في جميع الأحوال، خاصة عندما يدخل الأسم حتى في عمليات التوظيف في دوائر الدولة.

و يتزامن هذ القلق مع تنامي ظاهرة تغيير الأسماء و الألقاب لتسهيل عجلة الحياة اليومية، تحسبا من التدقيق ” خارج سلطة القانون” على المستمسكات الشخصية ، التي بات الأسم فيها عامل موت متحرك داخل بغداد على وجه التحديد، فيما يحذر مراقبون و محللون نفسيون من خطورة الظاهرة على التماسك الاجتماعي عندما يتحول الولاء الطائفي الى بديل عن الأنتماء الوطني، ويصبح البقاء للأقوى مفهوما حياتيا خارج السياقات و الموروث العراقي.

ويطالب المختصون بتشريع يمنع تغيير الأسماء على أسس طائفية ، لمنع التغيير الديموغرافي بكل أشكاله و المحافظة على الهوية العراقية كعنصر عبور لكل المطبات السياسية و العقائدية غير المتعارف عليها في المجتمع العراقي، خاصة بعد ان تحول تغيير الأسماء الى ظاهرة اعتيادية تعج بها المحاكم العراقية، ما يمثل تهديدا حقيقيا لعناصر التكامل الاجتماعي بمخاوف نفسية تفرضها قوى رافضة لأخوة العراقيين، مع قناعتنا بوجود راكبي الموجات في كل زمان و مكان وحسب عائدية أصحاب النفوذ من باب ” التملق المصلحي”.

وفي المقابل أصبحت مظاهر رفع الاعلام بمختلف عناوينها و ألوانها عنصر قلق مجتمعي بسبب ما تثيره من عمليات ضغط نفسي يؤثر حتى في سلوك المواطنين، الذين تعودوا العيش تحت مظلة العلم العراقي، وليس في هذا أية اساءة أو انتقاص للدور الذي تقوم به القوى المنضوية تحت الحشد الشعبي بمواجهة تنظيم داعش، بل على العكس هناك احتراما لهذا الدور و قناعة بامكانية تحويله الى مشروع عراقي عابر للطائفية، فعندما يختلط الدم العراقي تفوح رائحة الأخوة و التجانس و المحبة على الطريقة العراقية.

نحن نعرف أن مناطق الصراع مع داعش مختلفة في طبيعتها الجغرافية و السكانية، فما ينطبق على الضلوعية مختلف جدا عن آمرلي أو سنجار و حتى تكريت، لذلك يكون مفيدا التعاطي مع الأمور بما يناسبها من خارطة تحرك و تحشيد يكون فيها الأنتماء العراقي هو الهدف و الوسيلة، لافراغ شعارات الفتنة من محتواها، و اعادة ترتيب الأخوة العراقية على اسس من الشراكة و تحمل المسؤوليات بعيدا عن لعنة الأقلية و الأكثرية و الطائفية، ففي العراق هناك شعب متجانس في الرؤا و المشاعر وحتى في اختيار الألوان وعبارات الحب و الزعل، ما يجعل من اعادة رسم صورته بما يناسب مزاجيات شخصية و حزبية مسألة شاقة و معقدة، لذلك ترتفع أصوات المصالحة و الميثاق الوطني و طي صفحة الماضي، على أعتبار أن التعلق بالمجهول يُفقد المرء القدرة على الابداع في التعامل مع المستقبل، لذلك لعن الله المشعوذون والباحثون عن الجاه وسط دماء المسلمين، و لأن حبل الوصل العراقي مازال قويا ندعو الى كلمة سواء تضع العراقيين في خندق واحد بوجه الارهاب ودعاة الفتن و الغلو في القول و الفعل..

 

shaljubori@yaho o.com

أحدث المقالات