22 أكتوبر، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

اللاعب الامريكي على الساحة العربية

اللاعب الامريكي على الساحة العربية

فى اواخر الخمسينيات من القرن الماضى  .وبعد ثورة 14 تموز فى العراق.اتسعت دائرة المد الشيوعي من البلد الثائر على النظام الملكى الى بلدان عربية اخرى  .وكاد الشيوعيون ان يسقطوا انظمتها .ولولا اخطاء الشيوعيون العراقيون الفادحة وتصادمهم مع القوى الوطنية العراقية  مما ادى الى نفور شعبى منهنم  لكانت خارطة الشرق الاوسط قد تغيرت تماما .ولم ينحسر نفوذهم عن العراق بل تعداه الى دول الجوار.بفضل الدعاية الامريكية المناوئة التي صورت الشيوعيون وكانههم  وحوشاً كاسرة وبالغت فى تهويل اخطاءالشيوعيين العراقيين لترهيب العرب فى بلدان اخرى
.واستغلت امريكا موقف الشيوعيين المعادى لوحدة مصر وسورية اسوا استغلال حيث صورت للمواطن العربى البسيط بان الشيوعيين مع اسرائيل ضد القومية العربية .وفد انحسر  المد الشيوعي ولم تقم له قائمة بعدها.ووجد القوميون االعرب ومن بينهم البعثبون ان الفرصة سانحة للتمدد فنشط التيار الناصري مبشرا بدولة  الوحدة العربية من (المحيط الاطلسى الى الخليج العربي)  . الا ان البعثيين كانوا اسرع من الناصريين حيث دبروا انقلاباً  فى العراق عام 1963   اتبعوه  بانقلاب اخر فى سورية بعد  شهر. ويقال ان الانقلابين  قد تما بالتشاور مع امريكا.
كانت تجربة الشعب العراقى مع البعثيين مريرة ، فاسقط البعثيون فى بغداد بعد تسعة شهور بينما تقوقع الظام البعثي فى سورية على نفسه ولم يمر وقت طويل  وقع اقلاب على مؤسسي البعث الاوائل لياخذ النظام الجديد اتجاهاً انعزالياً صرفاً .وفى الوقت نفسه مات رائد القومية العربية عبد الناصر .
وبهذا انحسر المد القومى العربي.وبعد تجربة العراقيين الثانية مع البعثيين الصداميين شيعت امريكا المد القومي الى مثواه الاخير.عندها لم يبق امام امريكا الا استدعاء التيار الاسلامي الذى كانت قد احتفظت به بانتظار الفرصة التى تتطلب حضوره بعد اضمحلال الشيوعيين والقوموميين بنا فيهم البعثيين. فصنعت القاعدة ودخلت بها الحرب ضد  الروس فى افغانستان  ثم ايقظت الاخوان المسلمين من غفوتهم فى شمال افريقيا والشرق الاوسط لتحرك الاحداث بصورة مرعبة اشتركت معها كل القوى الاسلامية لتخلق حالة من الفوضى العارمة لم تشهدها المنطقة من قبل.
 الان بدات امريكا تشن حربا ضروسا على القاعدة ومشتقاتها وقد استغلت الفظائع التى ارتكبتها القاعدة وكذلك استغلت استكلاب الاخوان المسلمين على الحكم لتكره المواطن العربي بهم وبشعاراتهم الزائفة ..وقريبا ستدفن امريكا صنيعتها التيار الاسلامي مثلما فعلت بالشيوعى والقومى والبعثي كذلك.

أحدث المقالات