عاد الى واجهة الاحداث نوري المالكي من جديد لكن بحلة اخرى تختلف اختلافا كليا عن ظهوره المتعجرف المتغطرس المعتاد على شاشات الفضائيات …..
ففي ايام العز والنغنغة عندما كان ابو حمودي رئيسا للوزراء كان يظهر بثياب منسوجة من الحديد والنار يطبل ويزمر ويلعب ( شاطي باطي ) بالمنطقة الخضراء لكي يتحف المواطن العراقي البسيط بقرارته وخطبه المعجونة بصلصة ملالي طهران المأخوذة عن خطط واستراتيجيات شلة بابا نويل المكونة من السادة اصحاب العمامات والصحون الطائرة …..
فالرفيق ابو حمودي ابتدع وسائل جديدة لنهب ثروات العراق بدءا بعزائمه الفاخرة على بير النفط وصفقات الاسلحة السكراب وتشكيل افواج والوية عسكرية وهمية لمحاربة الارهاب في صحراء الانبار وقطع السيولة النقدية عن حكومة اقليم كردستان لكي تتعثر في سداد رواتب موظفيها اي بمعنى انه حاول تهميش القضية الكردية بكافة الطرق والوسائل عبر فتح جبهة حرب نفسية ومادية ضد الشعب الكردي من جديد كما كان يفعل زميله السابق طاغية العصر صدام حسين صاحب اكبر هزيمة في تأريخ العسكرية ( ام الهزائم )…..
انجازات وبطولات المالكي لم تقف عند هذا الحد فهذا ما ظهر للعلن على شاشات الفضائيات ومانشيتات الصحف وما لم يظهر فالتأريخ سيكشف المستور يوما ما حينها يجب محاكمته لكي ينال عقابه على ما اقترفه من خطايا وذنوب تجاه الشعب العراقي …..
لكن اليوم يعود ابو كومة بلاوي وشغلات تعبانة بملحمة جديدة الا وهي اللطم والدك على ايقاع الطبل والدف وصيحات وصرخات رواية مقتل الحسين…..
فهذا الموضوع له جانبان اولهما قضية معركة كربلاء او واقعة الطف والمعركة التي جرت بين جيش الحسين وجيش يزيد بن معاوية واثارها واسبابها والعوامل التي ادت الى اشعال فتيل الازمة ومن ثم قرع طبول الحرب فهذا الحدث التأريخي بحاجة الى التحليل والتفسير وقراءة السطور من وجه نظر معاصرة …..
بينما الجانب الثاني هو محور الحديث والكلام حيث ان المالكي يحاول من خلال هكذا مناسبة دينية تسليط الضوء على شخصيته المرفوضة من قبل مكونات الشعب العراقي عبر تقمصه لشخصية بريئة طاهرة بعيدة عن السلطة والمال والقوة تملك خيوط لا حصر لها من المشاعر والاحاسيس لذا تظهر بوضوح علامات الحزن والالم المصطنع في فضاء اجواء روحانية هذا من ناحية ومن اخرى فأن هذا المشهد يعتبر نادرا وفريدا من نوعه على مستوى الشخصيات الحاكمة عربيا وعالميا بل يمكن اعتبارها ظاهرة غريبة الاطوار ابتدعها المالكي فهو يجرد شخصيته الحكومية ويرتدي بدلا منها عباءة الطائفية والمذهبية ويعترف بذلك علنا على شاشات القنوات الفضائية عبر لطم صدره مرارا وتكرارا فهذا التصرف اللاعقلاني واللامنطقي لا يمكن وصفه الا بعلامات التعجب والاستفهام فهو يبرز شخصيته الحقيقية المليشياوية المتعصبة وهذا بعيد كل البعد عن شخصية المسؤول والحاكم والراعي لمصالح الشعب وانتهاك فاضح لسياسة المؤسسة الحكومية العراقية بل يمكن وصف هذا التصرف الغريب بغير اللائق وغير المنطقي واللاحيادي المنحاز لطائفة معينة وهذا بعيد كل البعد عن الصفات والعوامل التي يجب توافرها في المسؤول الحكومي …..
هذا هو نوري المالكي الحقيقي الذي يبدع بأشكال مختلفة لكي يضحك بها على ذقون العراقيين البسطاء بل يحاول بلا كلل وملل خلق شخصيات خرافية خزعبلاتية لكي يصل من خلالها لغاياته واهدافه …..
هنا تدور اسئلة في ذهني الا وهي لماذا لم يظهر المالكي قبل الان يوما ما على شاشات الفضائيات وهو يلطم حزنا والما ووجعا لما يحصل من قتل وتدمير ونهب واحراق واغتصاب وتفجيرات تهز اجساد العراقيين وتحولهم لأشلاء واكوام من الجثث في شوارع بغداد …..
لماذا لم يلطم المالكي لما حصل في شنكال من ابادة جماعية واغتصاب للحرائر على يد ارهابيي داعش …..
لماذا لم يلطم المالكي وهو يشاهد الطفل الكردي حافي القدمين جائعا عطشا يبكي يطلق صرخات النجدة على جبل شنكال …..
اين كان المالكي عندما اغتصبت واعدمت العراقيات في شوارع الموصل على يد ارهابيي داعش لما لم يلطم حينها …..
اين هو المالكي ولماذا لا يلطم وهو يشاهد قوات البيشمركة الكردية الباسلة تدافع عن الارض والشرف والوطن وما تقدمه من تضحيات وشهداء على خطوط النار في مواجهة ارهابيي داعش …..
هذه الاسئلة بحاجة الى اجوبة من المالكي لكن اتضح في نهاية الامر ان ابو حمودي لم يفلح بالاجابة عليها سوى باللطم على تأريخ مضى عليه قرون من الزمن …..