الارهاب ليس له لغة وقومية ووطن بل هو خليط من الوحشية والبربرية والهمجية لذا فالحرب الدائرة الان في العراق وسوريا وكوردستان تحتاج الى مواقف موحدة من اجل صد هذه الهجمة التي تعصف بتأريخ الانسانية والحضارة فتنظيم داعش الارهابي لا يملك من القيم والمثل والمبادىء سوى القتل وسفك الدماء وخطف النساء والسلب والنهب لذا فلا قيمة للأنسان والارض والشرف عند جرذان داعش وهم لا يفرقون بين الوان البشر ولا يحترمون العقيدة والثقافة والاديان فالعرق والجنس والانتماء بالنسبة لهم مصطلحات كافرة يجب ابادتها من خارطة العالم …..
هنا يطرح السؤال نفسه من الذي يواجه تنظيم داعش الارهابي على خط النار ومن الذي يدافع عن مكتسبات ثورة لطالما قدمت دماء شهدائها هبة في سبيل الكرامة والعزة والشرف…..
انهم قوات البيشمركة الباسلة التي تقاتل في معركة شعارها البقاء او الموت فهم الوحيدون الواقفون على حدود الجبهة الامامية في مواجهة الارهاب وهذا شيء طبيعي فقدر الكرد ان يواصلوا رحلة المجد والخلود في سبيل ان تبقى الامة الكردية عظيمة تأبى الظلم والطغيان وتعشق المحبة والسلام والوئام …..
فلقد اثبت الكرد جدارتهم في المجال الانساني المستند الى ثقافة احترام الاخر واستيعاب مختلف الثقافات واحتضان مختلف الاعراق والاجناس البشرية لهذا ابدت الولايات المتحدة الامريكية ودول القارة الاوروبية مجتمعة الاعجاب والاحترام والتقدير للقيادة الكردية الحكيمة والامة الكردية لأنهم سادة في احتواء الازمات التي تعصف بالانسانية والبشرية اضافة الى الدعم المتواصل من قبل هذه الدول لقوات البيشمركة وامداده بالسلاح والذخيرة والمعدات العسكرية واسناد قوات البيشمركة جويا عن طريق دك معاقل ارهابي داعش بصواريخ غاضبة تحتوي رسالة واضحة وصريحة للارهاب العالمي ان كوردستان خط احمر لا يمكن تجاوزه وما يحصل على ارض الواقع يصف الحقيقة اكثر من القلم فقوات البيشمركة والطيران الحربي الدولي صنعوا ملحمة بطولية من خلال اللحاق الهزيمة بتنظيم داعش وتحطيم البنية التحتية لهذا التشكيل الارهابي الذي يهدد السلم والامن العالمي …..
فالحرب على الارهاب مستمرة وتحتاج الى المزيد من الوقت لكي تحقق اهدافها ولكن هنالك سؤالا يحيرني الى متى ستبقى افواه المنظمات العسكرية والاجنحة العسكرية العراقية صامتة فالمواجهة تعتبر احادية الجانب متمثلا بقوات البيشمركة فهم الوحيدون الذين يقاتلون الارهاب وبأمكانياتهم وطاقاتهم الذاتية فمنذ بدء الحرب لم نعد نسمع الشعارات والعبارات الثورية التي تدعو الى اعلان الحرب على الارهاب هنا انا اقصد اين دور منظمة بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وتنظيمات سياسية اخرى كحزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وما هو موقعهم من ما يحصل على ارض الواقع …..
فلقد ثبت وبالدليل القاطع ان المالكي هو عدو الكرد عبر انتهاجه السلوك الصدامي والبعثي في تعاطيه مع الشعب الكردي هنا تتضح بوادر الازمة فالمالكي كان واحدا ضمن عشرات بل مئات الساسة العراقيين الذين يديرون هذه المنظمات العسكرية والاحزاب السياسية التي تعادي اهداف ومكتسبات الشعب الكردي لذا ليس غريبا على هؤلاء ان لا يساندوا الكرد في حربهم على الارهاب بل يكتفون بالوقوف على جنب متأهبين للدفاع عن النجف وكربلاء هذا من جانب …..
من جانب اخر يبادرني شعور غريب بخصوص هذه الاحداث فالمواجهة ستنتهي اليوم او غدا او ربما بعد مع تنظيم داعش الارهابي وستكلل تضحيات الكرد بالنصر على الارهاب وسينتهي سيناريو داعش من الوجود ولكن ستظهر على واجهة الاحداث قضية المناطق المتنازع عليها ومصير كركوك هنا لا بد ان تحدث مواجهة مع هذه الاطراف منظمة بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وربما تنظيمات عسكرية عراقية اخرى …..
فهؤلاء يعتبرون هذه المناطق عراقية ويعتبرون كركوك محافظة عراقية لهذا هذه ذريعة وحجة قوية يؤمنون بها لكي يفتحوا جبهة على حدود كردستان من اجل السيطرة على هذه المناطق وكركوك …..
وفي الطرف الاخر يوجد الكرد فهم يعتبرون المناطق المتنازع عليها مناطق كوردستانية من النخاع الى العظم ويعتبرون هوية كركوك كردية لذا سقف قوات البيشمركة وجميع التشكيلات والتنظيمات العسكرية الكردية من مختلف اجزاء كوردستان العظمى ولكن سيتكرر نفس سيناريو واحداث قوات دجلة التي حاولت احتلال كركوك عندما حاصرت قوات البيشمركة متمثلة بقوات الاسد الكردي ( مسرور بارزاني ) اطراف كركوك لكي يدافع عن هويتها الكوردية حينها انتهى السيناريو بأنسحاب قوات دجلة الى قواعدها العسكرية …..
ولكن من خلال تحليلي للاحداث فان السيناريو سيختلف هذه المرة وستسيل الدماء ولكن ستنتهي المعركة لصالح الكرد لأنهم مؤمنون بعقيدتهم التأريخية وتمسكهم بمواقفهم البطولية فقوات البيشمركة لن تنسحب من كركوك وستبقى قواعدها العسكرية ثابتة في المناطق المتنازع عليها …..
لأن الأمة الكردية ليست امة طوائف ومراقد وليس لها سادة وشيوخ بل ولاء هذه الامة لأرض كوردستان بجبالها بأنهارها بينابيعها العذبة بطبيعتها الخلابة …..
هنا قد يتهمني البعض انني غير محايد برأيي وربما يتهمني البعض انني متحزب انتمي لحزب كردي ما هنا اقول انا لا انتمي الى حزب بل انا مستقل بعيد كل البعد عن الاحزاب والسياسة ولكن اؤمن بالماركسية كفلسفة وفكر انساني ذات توجهات ثورية تحمل قيم ومثل الدفاع عن الانسانية والحضارة وكرامة الانسان المظلوم في اي بقعة من الارض ولكنني احمل موروثات جينية حصلت عليها بالفطرة من ابي واعمامي وعشيرتي والبيئة الكوردية الخالصة التي ترعرعت فيها فلقد ناضلوا وكافحوا وقدموا التضحيات في سبيل حرية كوردستان فيما مضى والبارحة واليوم على جبهات القتال ضد داعش لذا يوجد في داخلي احساس خالد وهائج بالانتماء الى ارض كوردستان ومدينتي وقريتي لهذا مثلما اليوم انا ادافع عن مكتسبات الثورة الكردية من خلال موقعي هنالك الالاف مثلي ايضا يدافعون عن هذه المكتسبات كل منهم بطريقة وسلوك وتصرف معين ولكننا نجتمع في نهاية الامر على جبهات القتال لكي ندافع عن كوردستان بروح واحدة بعيدا عن التحزب والطوائف والعنصرية …..
فكوردستان خط احمر ومن يحاول اجتياز بوصة من ارضها ستكون رحلته الاخيرة في سطور الحياة …..
لذا فلتبقى قوات منظمة بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله العراقي وحزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بعيدة عن خط المواجهة مع الكرد وليدافعوا عن النجف وكربلاء ومراقدهم وليمجدوا ائمتهم في هذا العصر وسادتهم فهذا حق انساني يملكونه ولكن لا يحق لهم التدخل في مكتسبات القضية الكوردية لأنه حينها سترفع قوات البيشمركة الباسلة علم كوردستان في شط العرب …..
فأذا كانت رايتكم النجف وكربلاء فرايتنا صرخة بارزان ودماء كوردستان …..