24 ديسمبر، 2024 4:59 ص

لكي لا نشيع العراق!!

لكي لا نشيع العراق!!

المسؤولون في الدولة العراقية لا يقدرون حجم التحديات، و لا يجيدون قراءة المشهد الأمني بما يكفي من الواقعية، فيما يستفزون الشعب عندما يعلنون حملة لمقاتلة داعش من فنادق 5 نجوم ، ليقهروا الأمل في النفوس و يؤسسوا لمرحلة فشل جديدة تخفف من حماس المواطنين في خوض غمار معركة لا يعرفون هويات لاعبيها.

يقول الجنرال جيمس ستافريديس، القائد السابق للقيادة العليا لحلف شمال الأطلسي في أوروبا ، ان التحليلات التي تقلل من أهمية الخطر الذي يفرضه تنظيم “داعش” الخارجية ، بينما يعترف وزيرضليست منطقية لأنه يطمح لرفع علمه فوق البيت الأبيعرب صباح الصباح أن الخطر الذي يتعرض له العراق يشكل خطرًا على الالكويتي ت السياج جميعًا، في استيعاب متأخر جدا للدرس و غطرسة القوة الأجنبية التي هدمالعربي.

وبغض النظر عن موقفنا من اعلان واشنطن المتأخر ” حالة الطواريء” بينما ظلت تراقب تكاثر الجماعات المسلحة من خلف ستار، و بعيدا عن الفهم الكويتي ” المأسوف عليه” للتحديات، نقول ان ما يجري في محيط العراق يحتاج الى الحكمة و الخطط الميدانية الدقيقة، لأن تضليل ما قبل 10 سنوات لم يعد ممكنا مع تطور شبكة الاتصال، و ثانيا أن المواطن بحاجة الى استعادة ثقته بالمؤسسة الرسمية كي يتكاتف معها، فلم يعد مهتما كثيرا بالوعود و التصريحات الرنانة بقدر الحاجة الملحة الى استعادة المؤسسات الحكومية لهيبتها.

لماذا نطلب من المواطن التضحية بالغالي و النفيس رغم الباقي القليل منه بسبب مطحنة القتل المتواصلة منذ ربع قرن، بينما يتحصن المسؤول خلف مصفحات و بيوت فارهة و أرصدة تكفي لاجيال قادمة!! و كيف نستعيد ثقة المواطن و القيادات تتجول في عواصم الدنيا و لا تعرف كثيرا من شوارع أو أحياء بغداد، بينما المحافظات من الطلاسم غير المقروءة!!

ان المراهنين على حل من الخارج يحاولون التغطية على فشل في الداخل، لأنه و بدون القضاء على الحواضن الشعبية للجماعات المسلحة من داعش و أخواتها فلن يستعيد العراق عافيته، وهذا يتحقق فقط عندما تفرض سلطة القانون على الجميع و ينزل المسؤول الى الميدان بحثا عن حلول لا تقديم نصائح أو مغريات، فقد وصل العراق الى مفترق طريق بسبب المعالجات عبر الهاتف النقال و الفضائيات، و تقطعت سبل التواصل بين المسؤول و الشعب، لذلك حان وقت العمل الصحيح قبل فوات

الأوان، فخروج مئات الكيلومترات عن سيطرة الدولة جريمة يجب محاسبة المسؤولين عنها بقسوة، بعيدا عن التسويف و التضليل و الحنث باليمين، لأنه و بدون ذلك قد لا نسمع مرة أخرى نشيد موطني!!لا سامح الله.

*[email protected]