لم اقتحم يوما دائرة مجاملات التوجه السياسي لبعض القيادات الكردية، رغم علاقة طيبة مع العديد من رموزها، فهناك مبالغة في المطالب و فقدان السيطرة على القراءات الصحيحة، لأنه بدون العراق المستقر لن ينجو أحد من الطوفان، سيما و أننا نعيش في عالم النفاق و تراخي الثوابت الانسانية بعد أن أصبحت المصالح الفئوية عنوان السيادة، وبعد تفشي وباء المزايدين أصحاب الوجوه لكل زمان و مكان، سر بلاء العراق !!
اليوم يبحر العراق عكس التيار الأخطر في تاريخه و تختلف هويات المسافرين و المنتظرين على الضفة الأخرى من النهر، ولأن الأكراد لم يقرروا السفر فقد استدعت العقلانية الدفاع عنهم بأمتياز سيما و أنهم أهل الدار الذين تقاسموا ظلم السياسيين مع أخوانهم العرب، أمام موقف دولي يتقاطع مع خطوط الطول و العرض في الأخوة العراقية، أختار الأكراد أخوتهم العراقية لذلك يجب حشد المواقف لمنع حدوث الزلزال!!
لا يجوز التعامل مع أهلنا الأكراد بعصبية التشفي و الإيغال بالظلم فهم أصحاب الدار و حقوقهم بالعراق ليست منة من احد، يتفضل بها وهو في نشوة الحكم و يغدق بها عندما تضيق عليه الأحوال، مثلما يجري اليوم، بسبب تصعيد لغة التشدد و تراخي عناوين الاستقرار بشكل عام، ما يجعل من العودة الى الثوابت مسؤولية ملحة جدا، بعد سلسلة طويلة من حماقات التصرف بعقلية الأكثرية و الأقلية ،التي خربت الوطن بمزاج سياسي أهوج!
نحن مع احترام خصوصية الأكراد في وطنهم العراق و مع حصولهم على جميع حقوقهم كمواطنين من الدرجة الأولى، و نرفض التعامل الشوفيني معهم طالما حافظت قيادتهم على تماسك الحبل الشوكي العراقي، و لا يجوز تحويل الشطط في بعض المواقف الى استراتيجية يوظفها المتطفلون لتحقيق مصالح تناسب أمراضهم النفسية كخنجر لتخريب أخوتنا ، لذلك سأكون هذه المرة كرديا بامتياز لان ما يجمعنا أكثر مرات من ” عنتريات” فشل القراءة الصحيحة للمواقف و التحديات، و لأن القادم نار جهنم على الجميع اذا لم نعجل باعادة رسم التحديات، التي سبقنا اليها رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني مشكورا عندما قطع دابر الفتنة القومية برفع كارت أحمر كبير بوجه المزايدين الرافضين تقاسم الأرض مع العرب ، في منعطف تاريخي نحتاج فيه الى عقلانية البارزاني لا سفسطة الساعين الى الفتنة من تحت ركام فشلهم المستديم.
لقد عبر البارزاني و رفاقه من قادة المسؤولية في كردستان ، عبروا عن فهم دقيق للتحديات و تشخيص دقيق لهوية ” حفاري قبور الفتنة” ، لذلك انتصروا لأخوتهم العربية ضمن مفهوم الشراكة و نكران الذات الذي يليق بالشجعان في الظروف الاستثنائية، حيث رفضوا محاولات تهجير العرب من كردستان بجريرة غيرهم، وهو موقف يعبر عن جذور الأخوة العراقية و يخفف من حدة الأحتقان الشعبي بسبب مزاجيات السياسيين المعكرة!! وهو موقف يستنسخ غيره في ظروف مشابهة بلاعبين مختلفين عام 1975 عندما حل الأكراد ضيوفا على الانبار رغم قساودة التضييق السياسي و الأمني وقتئذ، فأخوة العراقيين أكثر تماسكا من اجراءات الحكم!!
لم يكن العراق يوما بيتا صغيرا و لم يكن شعبه مجموعات متناحرة من البشر، فقد ظل البيت عامرا و الشعب يزداد نموا و نضوجا و آلفة ، لذلك حملوا اليه كل الحطب و أنواع الزيوت سريعة الاشتعال، فنجحوا في تخريب عقول سياسية، لكنهم انتحروا على أبواب الأخوة العراقية، التي دافع عنها ببسالة الكردي و العربي المسلم و المسيحي المدافع عن مدنية الدولة و الحالم بأسلمة التوجهات/ الجميع حمل العراق بين راحتيه فعجل بطمر ىالفتنة، هكذا يبقى العراق بيتا للتسامح و
المحبة و العشق الكبير، وهو سر الله في خلقه عندما لم يقطع صلة الأرحام و النسب بين العوائل العراقية التي تصاهرت عراقيا لا مذهبيا او قوميا!!
جميل هو العراق عندما يتناخى الجبل لمؤازرة السهل بشروال تسامح و عقال راس لا يميل!! شكرا البارزاني فقد أوقدت شمعة في التوقيت الصحيح!!
*[email protected]