الإبداعات السوداوية!!

الإبداعات السوداوية!!

هي التي تركز على السلبيات وتضخمها وتعممها وتنكر الإيجابيات وتقلل من أهميتها.
وهي تبريرية ومسوّقة بالجملة والمفرد , ومن متطلبات مناهج الحرب النفسية , المسلطة بقسوة ووحشية على مجتمعات الأمة.
فمنذ إنطلاق دعاة النهضة المعاصرة والعقول تدور في دوائر مفرغة من الإمعان في ترسيخ التداعيات والخسران , فما نهضنا مثل غيرنا من الشعوب والبلدان , بل أنجزنا مسيرات دموع وأحزان , ولسان حالنا يهتف :” كل من عليها فان”!!
الحرب النفسية ثقافية فكرية وتساهم في تمريرها وديمومتها وسائل الإعلام بأنواعها , وجنودها من الإعلاميين الذين تهمهم جيوبهم , ولا يعنيهم وطن ولا يحملون رسالة حقيقية ذات قيمة إنسانية.
لاحظوا كيف يتم تسويق النصوص السلبية البكائية ذات الإنكسارية والإنتكاسية العالية , وكأنها لطميات على القبور , وفيها إستنهاض لما إحتوته أجداث الغابرين.
لا توجد نصوص تحدي وتوثب نحو المستقبل وشحذ الهمم وتثوير النفوس وضخها بالأمل وحب الحياة , بل السائد نواحيات , وجلد للذات ومحاولات لتمزيق المجتمع وفقا للتوجهات القاضية بالتناحرات الداخلية والصراعات الدامية.
لا تجد في كتابات المجتمعات الأخرى ما يتوفر عندنا من كتابات إحباطية ذات درجات عالية من التمويت والتظلم والتشكي والرضوخ لعاديات الزمن , وعدم الحث على تحفيز الإرادات وإعمال العقول , والإيمان بالنفس والثقة بقدرات الأجيال على تخطي الصعاب وبناء الحياة الحرة الكريمة.
إنه التوحل في مستنقعات الهزيمة والتبعية والخنوع للقادرين على لوي أعناق الكراسي , والقبض على ثروات البلاد والعباد , ومصادرة أبسط معاني الحياة من أجل أن يتمتع بخيراتهم أهل القوة والهيمنة التكنولوجية الفتاكة.
دموع يراعنا هطلتْ كحبرِ
نخط بها مواجعنا بعسرِ
كلامٌ من عيون الحزن يُسقى
وتشربه النواظرُ مثل خمرِ
فهلْ نطقتْ عقول الخلقِ صدقا
وهلْ سطعتْ مرابعنا بفكرِ
د-صادق السامرائي