العلاقات الدولية غابية الطباع عدوانية المناهج أنانية التطلعات ومخادعة التفاعلات , فلا توجد ثقة مطلقة أو تعاون رحيم دون مصالح , فالذي يعينك يعين نفسه على بناء القوة والإقتدار , ولا توجد مواقف مجانية , وكل دولة تستثمر في مشاكل وأزمات الدولة الأخرى , وإذا ضعفت دولة تكالبت على إفتراسها الدول القادرة على الوصول إليها لقضمها.
فالدول أنيابها مكشرة , وضحكاتها أضاليل ومحاولات للإيقاع بالهدف وإمتلاك طاقته.
الدول لا تتراحم بل تتخاصم , وكل دولة تدين بمصالحها وذاتها ومنطلقات أنانيتها , وقدرتها على نشب أنيابها ومخالبها في بدن غيرها , فالدول يمكن تصنيفها وفقا لحيوانات الغاب المتصارعة من أجل البقاء , والتلذذ بطعم الأشلاء والدماء.
فهل وجدتم دولة أعانت دولة على الحياة الحرة الكريمة؟
الذي يعينك يربط مصيرك بإرادته وينتزع سيادتك , ويحولك إلى بيدق مأمور.
خذ على سبيل المثال , الدول التي لا تصنع سلاحها , وتستورده من غيرها , فلن تحصل عليه دون شروط
وبأسعار باهضة , وبمواصفات إستغنت عنها الدولة البائعة.
وكذلك الدول التي لا تستطيع إطعام مواطنيها , فأنها ستكون رهينة عند الدول التي تطعمهم , فتستورد طعامها منها , وهي كالأسير المقبوض عليه من عنقه.
إنه واقع يتحكم بعلاقات الدول منذ أن نشأت وتطورت إلى ما هي عليه اليوم , فالدول أعداء بعضها , وإن ظهرت بوجه آخر , فالجار يطمع بالجار والغريب بالقريب , وتمضي الحياة كالأمواج في نهر الوجود العارم , موجة تدفع موجة , والماء يتواصل بمسيره الدفاق.
فهل ترون غير ذلك , وتؤمنون بتحقيق السلام؟!!
منهج الغاب وغاب الساسةِ
وبهذا أستبيحت أمتي
ضعفنا أزرى بنا لا غيره
ما وضعنا أسسا للقوة
واحتربنا ضد بعضٍ إننا
أخوةٌ فينا شديد القسوةِ