يمكن معرفة درجة تقدم أي مجتمع من خلال الإطلاع على ما يشغله , والذي يكون متداولا في المنابر ووسائل التواصل والنشر وفي الإعلام.
ما يشغل الناس يقرر مصيرهم.
مجتمعات منشغلة بالغابرات وأخرى بالآتيات , والفرق شاسع بين الحالتين , فالأولى تتقهقر والثانية تتطور.
الأولى تنظر إلى الأفق والثانية نظراتها لا تفارق أقدامها.
الأولى تفكر تكنولوجيا والثانية همجيا!!
فكيف تصح المقارنة بين الثرى والثريا؟!!
مجتمعات يطمرها التراب وأخرى تسير فوق السحاب!!
دول تترجم “الوقت سيف إن لم تقطعه يقطعك” , وأخرى تندحر في نقاط زمنية وتنكر دوران الأرض وتبدل الأحوال , فالوجود في عرفهانقطة خامدة جامدة تندحر فيها القرون وكأنها الثقب الأسود المتوحش الإفتراس.
بلدان منشغلة بما لا يأمن من خوف ولا يطعم من جوع , وغيرها منهمكة بصناعة الأمجاد ورسم خرائط الحياة الواعدة.
فئويات , طائفيات , مذهبيات , عشائريات , مناطقيات , تحزبيات , وتصارعات بينية على الإنتماءات والهوية , و” من هالمال حمل اجمال” , و”الدنيا وين والناس وين” !!
شعوب ضد ذاتها , وسلّحها بالبنادق الأوتوماتيكية لتتقاتل وتردي بعضها , فهذه بطولاتها وإنجازاتها الأبية , وإنتصاراتها الغبية.
لا تعترف بوطن ولا وطنية , وتستثمر في الإفقار والأمية , ثرية وحياتها رزية , فقر مدقع , ورشاش ومدفع , فالقتل والخطف وظيفة عبقرية , وتعبير عن الإيمان بالقضية , واللعنة على أصحاب الدعوات الطائفية , الخانسين في أوعية التبعية.
فهل ذهبت فضاع الشعب والعرب , وتداعت نحو أمتنا النُكَب؟!!