من الظواهر التي لا تدعو إلى الفخر , أن تجد وسائل الإعلام تتبجح بأن الجهة الفلانية تقدم سلة غذاء للعوائل المتعففة في شهر رمضان , وكأنها سلوكيات دعائية لأغراض خفية.
فهل يُعقل في مجتمعات الأمة أن يتكرر هذا السلوك في شهر رمضان , وفي باقي أشهر السنة يأكلون القهر والضيم ويغطسون بالعوز والحرمان , ومجتمعاتهم ثرية , وفيها مَن يكنزون ثرواتهم ويسرقون حقوقهم بشتى الأعذار والمبررات والمحاباة والمهارات الإستغفالية , والتطلعات الدونية.
في المجتمعات المتطورة هناك “بنوك للطعام” , يأخذ منها الجائع ما يريده وبحافظ على كرامته , دون أن يشهَّر به في وسائل الإعلام , تبجحا ورياءً.
يشبعون ومترفون , وأبناء الشعب يقاسون.
“ليس منا مَن يشبع وجاره جائع”
وليس بإنسان مَن يشيع ويجوّع شعبه.
ويموت يوميا (25000) شخص من الجوع وسوء التغذية , بينهم (10000) طفل , مما يؤكد أن الجوع من أخطر التحديات التي تواجهنا , ويمكن الإنتصار عليه بإحترام الأرض والعناية بها , والإهتمام بإستصلاحها وزراعتها , ومنع غائلة الجوع عن مواطنيها.
الزراعة سلاح الحرية والسيادة والقوة والعزة الوطنية , ومَن لا يزرع لا يصنع , ولا يقرر مصيره.
فلماذا لا تتحول بلداننا إلى سلال غذاء دائمة , بدلا من السلوك المرائي المخل بالكرامة الإنسانية , والذي يتفاخر بالظهور به في الفضائيات المسوقة لأجنداد إستحواذية؟
و”الجوع كافر”
و”الجوع ألد أعداء الكرامة”
وقال النبي يوسف: “أخاف أن أشبع فأنسى الجائع”!!
فهل وجدتم اليوم جائعا في الصين؟!!