التوحش المُستدام!!

التوحش المُستدام!!

ربما كان البشر يأكل بعضه في بداية تواجده في الأرض , لأن صيده أسهل من صيد الحيوانات آنذاك!!
وربما تعلم العيش في مجتمعات بعد أن تطورت مهاراته في الصيد , فما كان الفرق كبيرا بينه وبين أي حيوان مفترس آخر.
فهل تعلم الإفتراس من الحيوانات وهو يرقبها تأكل بعضها؟
وهذا ربما يفسر السلوكيات الإفتراسية المتنوعة التي تطورت مع الزمن , حتى وصلنا إلى عصر الإفتراس المطلق لبعضنا نفسيا وروحيا وفكريا وعقليا وإقتصاديا , وبأساليب أنانية معقدة تبدو على غير ما تهدف إليه.
إفتراس متوحش يرتدي أنواع الأقنعة , ويظهر بصور وخصائل ومميزات لا تعد ولا تحصى.
ما يجري في عصرنا إفتراس متطور تكنولوجيا , بأسلحة بلغت ذروة الإقتدار التدميري والمحق السريع للملايين.
فعلى ما يبدو أن الطبع البشري إفتراسي , مرهون بطاقات الشك وسوء الظن بالآخر , فلا يوجد تفاعل صادق طاهر أمين , بل أنها تفاعلات إحترابية ذات مستويات متنوعة.
فالبشر ضد البشر , ويشعر بالنصر والفخر عندما يقتل غيره من البشر.
والحروب التي عانت منها البشرية يكون القتل فيها مشاعا , ولا توجد حروب بلا عشرات أو مئات وآلاف القتلى , وما تبقى منهم وأباد أكثر يرفع رايات النصر , ويتأسد في الدنيا , وهو في داخله من المهزومين , فلا يوجد نصر حقيقي عندما تسيل الدماء ويتخرب العمران.
الوحشية سلطان مهيمن على التفاعلات بين المخلوقات ومنها البشر , الذي يختلف عنها بقدرته على المخادعة والتضليل بأساليب ومهارات سلوكية معقدة.
وبسبب التوحش الكامن فينا , لن يتحقق السلام فوق التراب , وناعور الصراعات بأنواعها متواصل الدوران , والنجيع يتدفق من العروق الآدمية!!
و”أخا الدنيا أرى دنياك أفعى…تبدّل كل آونة إهابا”!!
د-صادق السامرائي