بغداد وواشنطن ” رسائل تحت الحزام “

بغداد وواشنطن ” رسائل تحت الحزام “

لا يوجد في عالم السياسية ما يسمى الأخلاق ، وإنما الغريزة بكافة اشكالها التي تؤكد ان  الغاية تبرر الوسيلة هي المتصدرة دائما بين شهوت القوة المتنفذة للاستحواذ بشراسة على الأهداف المطلوبة في صميم  شظايا الخصوم  

وهذا ما تحاول ادارة ترامب استخدامه في جميع وسائل الضغط من اجل الحصول على ما تصدره من قرارات تمكنها من اللعب في جوارح الخصوم ، وتحقيق الرؤية الأمريكية للهيمنة على العالم بعدت  صورة مختلفة 

وخير مثال على ذلك ، ما حصل مع الرئيس الاوكراني   في المشادة الكلامية  اثناء لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب في البيت الأبيض بسبب امتناع الأخير عن التوقيع ب” صفقة المعادن ” لانهاء الحرب الروسية 

وهنا نود ان نشير إلى ان المشكلة بين العلاقات الأمريكية والعراقية تتفاقم دون الانتباه مما قد تتطور إلى خطورة المسارات التي قد تقلب طاولة التفاهمات بين الطرفين حتى وصلت ذروتها عندما تكون هناك تخبط في التصريحات العليا امام الرأي العام 

وقد أوضح تضارب البيانين الرسميين اللذين صدرا عقب اتصال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبير برئيس الوزراء الحكومة الاتحادية محمد شياع السوداني 

حيث شهد الاتصال وفق بيان مكتب السوداني ” بحث مجالات التنسيق بين العراق والإدارة الاميركية الجديدة ضمن الشراكة الاستراتيجية ، لكن  بحسب بيان للمتحدثة باسم الخارجية الاميركية تامي بروس فأن الأخير ” ناقش سبل الحد من النفوذ الإيراني الخبيث  ” وفقا لما نشرته السفارة الاميركية في العاصمة بغداد . 

والواضح في هذا الموضوع ان الادارة الاميركية الجديدة بقيادة ترامب لا تتردد في الكشف عن اي محادثات رسمية يرد فيها اسم ايران او دورها في نشر نفوذها داخل العراق او غيرها ما يعني هناك مواجه ضد الجمهورية الإيرانية بشكل مباشر 

وان التفسير المنطقي للرسائل الأمريكية المركزة على القيادة  العراقية تتمخض بثلاثة أهداف أولها محاولة  الادارة ترامب “احراج الحكومة الاتحادية في المواجهة الإعلامية من اجل إرباكها ودبلوماسيا ، فيما القراءة الثانية تؤكد محاولة  الاميركان فرض الهيمنة بالكامل على القرار العراقي وتجريده من اجل تقزيم القيادات العليا في النظام العراقي، 

فيما التفسير الثالث ان الولايات المتحدة تضغط من اجل العزل العراق عن ايران بكل الوسائل ومنها 

من تخيير القرار العراقي بين  إلغاء استيراد الغاز من ايران او فرض العقوبات الاقتصادية عليه 

واخير فإنه لا بد من القيادة العراقية ان تدرك جيدا حجم الضغوطات الأمريكية المترتبة ، و الرؤية الإيرانية  بعد احداث سبعة اكتوبر وتغيير خارطة  الشرق الأوسط الجديد مما تحتاج إلى تحقيق توازن القوة ودراسة نظرية عدم الانحياز ورمي الاحجار الثقيلة التي قد تؤثر على القرار الاقتصادي في العراق وتغيير مفاتيح اللعب الدوبلماسي من اجل فتح بيبان التفاهم مع الجميع دون قطع أصابع العراق