3 فبراير، 2025 10:58 ص

المصارعة التكنولوجية الحرة!!

المصارعة التكنولوجية الحرة!!

الذكاء الإصطناعي حلبة المصارعة الحرة بين العقول الإبداعية الفاعلة في الدول الكبرى , وتأتي ضربة الصين القاضية على رأس الإحتكار الأكبر للذكاء الإصطناعي , بتحولات يصعب تخيلها , وتقدير تداعياتها المستقبلية.
القرن العشرون كان قرن النفط , والقرن الحادي والعشرون قرن الثورات التكنولوجية الصاخبة.
التكنولوجية تستحوذ على مصيرنا؟
قبل عقود قال لي زميلي الصيني: سيأتي اليوم الذي لا نحتاج فيه لعقولنا!!
قلت : كيف؟
قال: سيتم إبتكار رقائق نزرعها في رؤوسنا لتقوم بالواجب بذكاء فائق!!
تذكرت حوارنا , أمام الصدمة التي زعزعت عروش أمهات الشركات المستثمرة في الذكاء الإصطناعي , مما أرعب القوى المتوهمة بالهيمنة التصنيعية المطلقة.
تطبيق (ديب سيك) الصيني أرعب الكيان الإبتكاري في الدولة المهيمنة على الأبداع التكنولوجي , وتسبب بخسائر مباغتة للشركات المستثمرة في المشروع المذهل الذي سيقلب الدنيا رأسا على عقب.
الآلة ستقودنا وتسيّرنا , وكأننا بلا قدرة على التحكم بها , لأن عقولنا أوجدت ما يفوقها من الأدوات التفاعلية اللازمة لتخميدنا , وتحويلنا إلى قطيع.
الذكاء الإصطناعي سيكون قائد كل نشاط في القرن الحادي والعشرين.
سيقود المركبات بأنواعها , وسيدير الشركات والمستشفيات , وسيكون الطبيب المعالج , والمرشد الآلي لأي حالة تهم البشر , وهذا يعني بأن الكثرة البشرية ستكون عبئا , فلا حاجة للأيدي العاملة , وهذا خطر مروع ستواجهه الدنيا في العقود القادمات.
الكثرة البشرية كانت ضرورية للزراعة , وعندما حلت الآلة مكانها صار شخص واحد يدير حقلا كان يعمل فيه أكثر من ألف شخص.
وقس على ذلك معظم ميادين العمل الأخرى.
فالحاجة للأيادي العاملة ستتناقص بنسب مخيفة , مما يستدعي إنطلاق الحروب الفظيعة اللازمة لتأمين العدد الذي عليه أن يعيش متمتعا بعطاءات الذكاء الإصطناعي.
فهل أن الآلة ستنتصر على البشر؟!!
د-صادق السامرائي