بديهيا اللغة ليست كلام مسموع او مكتوب فقط حيث هناك لغة غير شفوية لاتنطق عبر الشفاه -قد تكون جسدية او لغة اشارة او كلاهما معا او تفهم من خلال مشهد الواقعة ذاته. ومن انواعها كما ذكرت لغة مشهد الواقعة ومتعلقاتها.اي – ما يوحي به مشهد الواقعة-. ومن امثلته ما قال لي صاحبي بعد فترة زمنية وجيزة من افتراقنا لقد فهمت ما قاله الرجل الانجليزي الممتحن في دورة الممتحنين للترقية في المركز الثقافي البريطاني في العاصمة فهمت ما قاله لاحد الزملاء “ لا أحب ردة فعلك “ حيث كان الزميل هذا كان قد دخل قاعة الامتحان متاخرا ومعبسا ودون كلام وكما يقولون بالدارجة العراقية ( بوجه لا مرحب ولا مهلي) ويبدو انه من محاربي ومن اعداء الابتسام والابتسامة.
ومن الامثلة الاكثروضوحا ذات الصلة واقعة المستشارة الالمانية السابقة مبركل. فبعد تخليها واعتزالها العمل السياسي جاءت المستشارة الى موسكو في زيارة اثناء الحرب مع اوكرانيا وكان في علم بوتن انها تخاف من الكلاب وعند لقائها ببوتن اصطحب الاخير كلبه معه لاخافة زائرته و لاظهار وسائل قوة روسيا المرعبة كما يبدو وقد ورد هذا الكلام في مذكرات ميركل. وكذلك الحال عندما استقبل بوتن نظيره الفرنسي ماكرون في موسكو وكان المشهد جلوس الاثنين على طرفي طاولة بيضاء طويلة بشكل لافت مما يدل على تباعد ارائهما ومواقفهما بخصوص الحرب في اوكرانيا.
اما بخصوص النوع الاخر من انواع اللغة غير الشفوية هو لغة الجسد وهي التعبير عن الفكرة ليس بالكلام بل عن طريق الجسد والامثلة على ذلك كثيرة. نذكر هنا على سبيل المثال ردة فعل طالب عربي مبتعث الى الغرب لاكمال دراسته . في بداية مجيئه الى الغرب اراد ان يغازل صبية وقام بمتابعتها صباحا في احدى المكتبات وقد ضايقها كثيرا فردت عليه برفع قفى كفها الايمن رافعة اصبعين من اصابعها( السبابة والاصبع الكبير) وبعدها جاء الطالب المبتعث فرحا واخبر زملاؤه انه قد حصل على موعد اللقاء معها : الساعة الثانية ظهرا فضحك قدمى الزملاء على حقيقة هذه الاشارة غير اللطيفة وعلى الموقف الذي فيه الصديق والامثلة على لغة الجسد كثيرة.
* برفسور سابق في الترجمة الاعلامية\جامعة سالفورد- المملكة المتحدة\جامعة محمد الخامس- المغرب\جامعة عبدالمالك االسعدي -المغرب\جامعة عجمان -الامارات