يعاتبني بقوله: كتبت عنها قصيدة رائعة ولم يعلق عليها أحد من أهاليها!!
فقلت له: كم كتبت عنها , وواجهت كتاباتي التجاهل الشديد!!
قال: لماذا؟
قلت: إنه الخوف القهار!!
قال: كيف يكون ذلك؟
قلت: الخوف يمنعني من الجواب!!
إتصل بي أحدهم ليقول: عمي محد يكدر يفك حلكه , كلمن يصيح ياروحي!!
قلت: شلون عيشة هاي؟
قال: غصبن على اليرضه والمايرضه , طشارها ماله والي!!
إحترت في الأمر , وإعتذرت من معاتبي , وقلت: كلنا في الهوى سوى!!
وأضفت: لا تيأس إن غدا لناظره قريب!!
فقال: على هالرنة طحينج ناعم!!
هذه نكبة مدينة يُراد إخراجها من ذاتها وموضوعها , وإلغاء دورها ووجودها , والإمعان بقهرها والقسوة على أهلها , وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية , ومَن يطالب بحقه , تفترسه غياهب المجهول , ويتسلى ذويه بمفردة “مغيّب” , لتمنحهم أملا مغشوشا , والمعني أكله التراب!!
إياك أن تقول كلمة حق , أو تطالب بحقوقك , وتسأل عن أحوال المدينة , فهذا من المحرمات , وخط أحمر يرديك في خنادق العذاب الشنيع.
فما أشجعنا على بعضنا , وما أوفانا وأصدقنا وأخلصنا في تنفيذ أجندات الآخرين , وكأننا من المغفلين الذي يعمهون بلا بصائر ولا عيون , والكل يسعى إلى حتفه المرسوم!!
فلا تسمع ولا ترى ولا تنطق , لتبقى مرهونا فوق تراب الهوان!!
د-صادق السامرائي