الحكومات الوطنية العاقلة المعنية بمواطنيها تجنب دولها الحروب , لأنها تدميرية وتحيل العمران الوطني إلى ركام , لتوفر أسلحة فتاكة ذات قدرات تدميرية هائلة.
الحروب المعاصرة لا يوجد فيها نصر مطلق , بل نسبي جدا , لأن أطرافها ستعاني من آثار الأسلحة الفتاكة بأنواعها.
فلماذا تُلام الحكومات التي تنأى بشعوبها عن الحرب؟
المسافة بين العقل والعاطفة شاسعة , والحروب الإنفعالية ما حققت منفعة لمؤججيها , بل دفعت بهم من نكبة إلى نكسة إلى هزيمة , ومن ثم إذعان وتفاعل بآليات الآمر الواقع , والتعايش الواجب لتواصل الحياة.
ترى هل يصح القفز إلى أتون النيران؟
الخسائر هائلة , والأثمان باهضة , والتداعيات متنامية , والكلام إنتصار والفعل ركام أبنية , وإندثار بشر تحت الأنقاض , والدنيا لا تأبه للأرقام.
بعض الدول تجد سعادتها بالإكتفاء بغيرها , ووفقا لبديهيات الأمور فأنها تسخرهم لغاياتها , وتعزز سلوكهم بما تستطيعه من الأساليب المادية والنفسية , لتديم زخم الدفاع عنها , وهنا اللوم لا يقع على الدولة المسخرة لغيرها , بل على المسخرين المغفلين المنومين المنطلقين بعماء عاطفي شديد نحو التدمير الذاتي والموضوعي لوجودهم.
الذي لا يعرف مصلحته ولا يعترف بوطنه ماذا يُرتجى منه؟
هؤلاء المستعبَدون يطاردون خيوط دخان , ويسكرون بالأوهام , ويتدثرون بالأضاليل , ويترجمون سلوك الذل والهوان , وتحوم حول رؤوسهم طيور الغدر والبهتان.
تحية لحكومات الدول التي تهتم بمصالحها , وتعتني بمواطنيها , ولا تفرط بسيادتها , وتبعد النيران عن أراضيها , فذلك سلوك وطني سليم , لا تعلوه قيمة , ولا يقترب منه خيار , وليعمه المغفلون في أوحال الضياع والخسران.
فهل تتعلم الدول من بعضها , وهل يعتبر المتسلطون؟!!
و”إذا لم تستطع شيئا فدعه…وجاوزه إلى ما تستطيع”!!
و”قبل أن تخوض حربا من أجل شيئ , تأكد أنه يستحق ذلك”!!