18 ديسمبر، 2024 10:52 م

ما أكثر الأذكياء وما أقل دورهم في صناعة الحياة , فالمجتمع يحارب الأذكياء ويعين الأغبياء على أخذه إلى مواطن البؤس والشقاء.
فهل إستطاع المجتمع على مدى القرن العشرين وحتى اليوم إعانة الأذكياء على قيادته؟!!
وهل وجدتم فيه عقولا متفاعلة لتأمين مصالحه؟
بلد الحضارات والموروثات الإبداعية الألمعية الأصيلة , الذي أنار مسارات البشرية بالمعارف الفياضة بالطاقات المتنامية بالمستجدات , التي أوصلتها إلى مدارات زمنها المعاصر.
هذا البلد , تحول إلى “مثرودة” في صحون الطامعين به , والمفترسين لثرواته وذاته وموضوعه , فبدى كأجداث خاوية , أحياؤه أموات وأمواته أحياء , حاضره مفقود وغابره موجود , والتقهقر عنوان التواجد فوق ترابه الذي لا يرتوي من دماء أبنائه , ولا يشبع من أبدانهم الشهية , التي تغادر مسارح الحياة وفقا لإدعاءات الضلال والبهتان , وتدمير الدين والأمة بالدين.
أين الذكاء يا وطن الأذكياء؟
مفكرون وعلماء وكتاب وشعراء وفلاسفة وأعلام في كافة المعارف , والبلاد على جرف هارئ , تتلقى “الكفخات” من جميع الجهات.
فلا سيادة , ولا عزة ولا كرامة , ولا إهتمام بحقوق المواطنين , ولاغيرة وطنية وإنسانية , والوطن في غياهب النسيان , وكل مَن عليه , يلتهمه القطيع في الميدان , ويصيخ السمع للضلال والبهتان , والسمع والطاعة برهان , وتعطيل العقول عنوان , وما أبخس المواطن الإنسان , فهو بلا حقوق ولا قيمة وعليه التمتع بالقهر والجور والخسران.
ترى هل أن الوطن محكوم عليه بالإمتهان؟
لماذا لا يقوده الأذكياء؟
الأغبياء قادتنا والأذكياء أعداؤنا , نداء يتردد في أعماقنا , وما يعانيه المتميزون في مجتمعاتنا دليلنا.
و”كام الداس ياعباس”!!
و” إلى الوراء در” , في زمن الذكاء الإصطناعي المنان!!
د-صادق السامرائي