وان أحث جاري أبو حسنين صبيحة الانتخابات للتوجه إلى المركز الانتخابي شاحذا فيه الهمم ببعض ما اتخمنا به السياسيين من عبارات وطنية رافقتنا من عهد القائد اللاضرورة إلى الساسة الجدد .الاان تذمره كان واضحا مما يجري وأشاح بوجه متمما (يمعود نفس الطاس ونفس الحمام ).
.ومع ظهور نتائج الفرز الاولي في ذي قار وان كانت غير رسمية تأكدت لي هواجس (ابو حسنين ) بعودة اغلب الو جوة التي تتسيد المشهد سواء من نواب أو أعضاء مجلس محافظة أو قيادات حكومية وهم متشابهون وصورة طبق الأصل للحكومات والدورات البرلمانية السابقة ولو اختلفوا في مسمياتهم وانتمائهم .ويبدو إن الحياة السياسية قد توقفت في الناصرية عند مرفأ معين، وهي إن نرغم على إن يكون هؤلاء وليس غيرهم من نتاج رحم العملية الديمقراطية التي سالت الدماء انهارا على مذبح الحرية من اجل إن ننعم بها وتحريكها يحتاج إلى أسئلة جديدة تبدأ من الهوية الوطنية وتنتهي بمهامنا كأدوات فاعلة للتغيير.
إن الديمقراطية كما يقول أهلها تستدعي حياة سياسية أمنة صحية معافاة ، والحياة السياسية تحتاج إلى غذاء جماهيري دائم لتستديم مع الواقع المتغير، وهذا الفهم يكمن في تنامي الوعي السياسي لدى المجتمع بكل أطيافه وشرائحه وتنامي الوعي السياسي يرتكز على النوعية الثقافية المنتشرة في الأجواء، ووجود الحرية الفكرية والسياسية والدينية والتي تنتعش مع نشر الوعي السياسي المسئول عبر وسائل الإعلام الحرة الوطنية الشريفة الغير محزبة والغير المؤدلجة. والتي كانت مقصرة تماما لعائديتها الى احزاب وكتل سياسية بعينها .
إن الوسائل والآليات التي عمل لها هؤلاء الفائزون لتشكيل عدة وعدد من الناخبين باستغلال مراكزهم الحكومية وتسخير الأموال والطاقات لبناء أرضية رقمية من ناخبين على الاستعداد دوما لقول نعم مقابل خدمات وتعيينات وشق طرق أو فتح منازل أو توزيع قطع أراضي وتسهيلات بسيطة من صلب عملهم ويعتبرها المواطن منه بل هبة من لدنهم.
إن العمل على المناطقية والحزبية والعشائرية التي كانت مساحة لعمل هؤلاء تشكل ورما سرطانيا في الحياة الديمقراطية في بلدنا التي نريدها إن تصحو وان تتعافى وان تشكل جدارا صلدا متينا يتسيدها نواب عابرون لمذهبيتم ولطوائفهم ولعشائرهم ولمناطقيتهم وان يسمو اسم العراق فوق كل هذه المسميات.
جراء ذلك كان من العسير إن تتصدر كتل نخبوية تضم أكاديميين ورجال علم وثقافة وفئات عمرية شابة ساحة الانتخاب في الناصرية رغم إيمان الغالبية من المواطنين على ضرورة التغيير والإتيان بالبديل.
وكنا ولإنزال نراهن على الوعي الجماهيري وخيار المواطن وما يعانيه طيلة السنوات الماضية إلا إن هناك وكما يبدو أزمة خيارات وعمى ألوان لدى الغالبية من الناخبين الذين انحازوا إلى خيارات المنفعة والتبعية الحزبية والعشائرية تاركين العراق ومستقبلة ومستقبلهم خلف ظهورهم وأصابعهم تشهد عليهم أنهم راضين مرضين بما حل بهم وإنهم لايحبون التغييرو يودون بقاء (نفس الطاس ونفس الحمام ).