في مرحلة من مراحل وجعنا ووجودنا في هذا الوطن ظهر لنا فارس مغوار سعى الى اقناعنا بأن هناك خطرا ما يتربص بنا وبهويتنا وانه لابد ان يقضي عليه ويخلصنا منه فظل يدور في هذه الدائره الوهمية الطاحنة التي كلفتنا الكثيرالكثيرلنكتشف بعد فوات الأوان بأن فارسنا المقدام وسيفه الحسام في حفرة الذل ينام مطمئناً بتسليمنا الى الامريكان ! وتدور بنا دوائر الوجع والخوف من المجهول القادم وتظل تدور في اروقه البحث عن هويه فتحط رحالها كما شأنا وتمنينا في بيت كان له النصيب الاكبر من الظلم والقهر انه (البيت الشيعي ) تلك المدرسة التي كتبت حروف الحق والصدق بدم رموزها الاجلاء ورجالها العظماء فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ظل ينتظر بصمت حائر بين تاريخه المشرف وبين حاضره الهجين من اشباه الشيعة اصحاب العقول المريضة والنفوس الضعيفه هؤلاء الذين ركبو سفينه المذهب للوصول الى غاياتهم التي اعطتهم الحق في اغتصاب حقوق الاخرين مما تسبب بتشويه صورة المذهب بغبار هولاء الدخلاء الذين اتقنوا العزف على اوتار المظلومية فزجو بأنفسهم بلعبة السياسة مستفيدين من ثوب الدين الذي يرتدونه ومنافسين رجال الساسة على غنائمهم لصبح الرجل المناسب في المكان الغير مناسب وهكذا فشل الاثنان معا (السياسي ورجل الدين ) في اداء دورهما الحقيقي اتجاه وطنهم وشعبهم لأنهما الغيا ذالك البرزخ الفاصل ما بين الدين والسياسة فبغى بعضه على بعض فختلطت المصالح وتشتت واصبح ماءها اجاجا يتجرعه المواطن على كره وهو يمضي بسنواتة الصابرة متعطشا لفرات يروي ظمأ سنواته العطشى للأمن والأمان بعيدا عن من لادين له (الارهاب ) ! صحيح ان الارهاب لادين له لكن (فقط ) حينما لاتكون هناك مصالح يخشى من فقدانها وإلا فأن غايه الحفاظ على هذه المصالح تبرر كل الوسائل المتاحة حتى لو كان الارهاب واحد من تلك الوسائل التي اخذت اشكال واحجام وانواع غريبة علينا وطارئه على مجتمعنا تلك الوسائل الدفاعية التي اندفع اليها اصحاب المصالح بقوة وبحماس متكأين على (عصا )المذهب والحزب والطائفه للتعويض عن الفشل والاخفاق في المجالات كافه والمواطن هو الخاسر الاكبر في هذه اللعبه التي شغلته سنين عن ابسط مباديء الحياه الكريمة فظل يفكر ويفسر ويحلل عله يجد مخرجا يخلصه من براثين هذه اللعبه القذرة لكنه يعود ادراجه محملا بالياس عند كل غزوة او صوله او فضيحة سودانيه كانت ام بسكويتيه !
لقد اصابت الطائفية التي تم استيرادها من قبل مجموعه سياسية فايروسية التوجيه والتفكير كبد العمليه السياسية ومزقت كل خيوط الحوار التي كان من شأنها ان توصل شتات المصالح المختلفة والمتضاربه الى طريق ينفع بعضها البعض ويكون للشعب نصيب من هذا الحب والوفاق لكن رياح مصالحهم تجري بما لايشتهي الشعبُ لأن هذه الرياح انانية لا تقبل القسمة الا على نفسها . وظل الياس بحروفه السوداء الضريرة التي لا تبصر الامل ولا ترى النور هي من تقود تفكيرنا الذي انحسرت مهامه بمهام خارج عن نطاق مساره الطبيعي فلا غدً لنا نرجوه ولا حاضراً يشغلنا سوى البحث عن مفاتيح لتلك العقول الموصدة امام التحضر والتقدم خاصة بعد ان تربعت العملية السياسية العليلة فوق كرامة المواطن وحياته فأصبح الحفاظ عليها مقروناُ ببقاء من تشبث بها وليذهب المواطن بكرامته الى جحيم مايؤمن به وما يعتقد هو وصوته المذبوح فوق صناديق الرجاء التي اعطتهم بالأمس الضوء الأخضر لبدء جولة جديدة من جولات الصراع على السلطة ليكتبوا لبعضهم البعض رسائل الدم التي حفظنا ابجديتها لأن الشعب هو القاريء الوحيد والجيد لتلك الرسائل . بالأمس انتهى العرس الانتخابي بسلام لكن ملامح الخوف من القادم ظلت كالوشم في ذاكرة الوجع تردد بأعلى صوتها ( سادتي الكرام ارجوكم لاتتصارعوا ولاتبدأو بجولات التصفيه المعهودة في مثل هذه الظروف العمياء فلا احد منكم خسران في هذا العرس الانتخابي فكلكم فائزون فائزون ولا احد خسران سوى المواطن فطمأنوا واستكينوا .
[email protected]