25 نوفمبر، 2024 10:36 ص
Search
Close this search box.

نفس الطاس ونفس الحمام

يسقط التغيير ؛ نعم للعبودية : نعم للديكتاتورية ؛ نعم لظلم الشعب ؛ نعم للوقوف مع الطغاة ضد الشعب ؛ تسقط الحرية ؛ تسقط الديمقراطية ؛ يعيش التخلف ؛ تعيش الطائفية ؛ معاً لإستمرار الموت المجاني في الأنبار ؛ نعم للعيش على أصوات المفخخات ؛ نعم لتنفس الهواء الممزوج برائحة لحم الإنسان المشوي ؛ نعم للدخول بحرب المياه ؛ معاً للدخول بالفراغ السياسي ؛ نعم لإنعدام معنى الحياة الحرة في هذا البلد ؛ نعم للتصفيق للحاكم ؛ معا للاستمرار على مبدأ لانحترم إلا من يقتلنا ويضربنا على خشومنا ؛ نعم للتمييز الطائفي ؛ لاللمواطنة ؛ نعم للتمييز ؛ نعم للبث روح الكراهية بين المواطنين ؛ لا للقانون ؛ نعم للفساد ؛ نعم لنهب المال العام
كل هذه الصفات اللاإنسانية إنتخبها الشعب العراقي في الثلاثين من نيسان وهذا الخيار سيدفعون ثمنه لاحقا ؛ لقد أغلق الشعب عيونه وأصم آذانه عن الممارسات الجهنمية التي إتبعتها الحكومة وراح يصوت لها مرة أخرى !
إنه لأمر محزن للغاية ؛ أنا شخصيا أصبت بصدمة حقيقية لظهور النتائج الأولية التي أثبتت تقدم قائمة الحكومة وتساءلت في نفسي أي شعب نحن ؟
لو إن العراقيين العقلاء سكتوا ولم ينبهوا الشعب لما يحدث  داخل العراق لبررنا هذا الفوز ؛ لكننا الآن لايمكن  أن نبرر للعراقيين هذا الإختيار لأن وسائل الإعلام الشريفة نبهت وشخصت وأظهرت عيوب الحكومة وتحملت كل العناء من أجل عيون الشعب ومن أجل رؤية عراق ديمقراطي محترم
لكن كل هذه التضحيات التي قدمتها منظمات المجتمع المدني والإعلام والكتاب والصحافة الحرة ضربت عرض الجدار وراح المواطن العراقي وراء غريزته الطائفية الضيقة ؛ إنه لأمر محزن أن يكون لنا مواطن بهذا الفهم
كم بقي من حياة العراقيين ليصبروا على هذه العذابات التي تقودها القوى الظلامية الماسكة بزمام الأمور الآن ؟ الى متى نستمر بدفع الضرائب الغالية ولم نر أي عجلة توضع على الطريق الصحيح ؟ش
متى يدرك الشعب بأن الطائفية والإسلام المزيف لايمكن أن ينهض بالبلد ولايمكن أن يبني دولة حقيقية ؟ متى يعرف الشعب بأن معاناته لم تنته مازال أولئك المرتزقة على رأس الحكم في العراق ؟ متى تنتفض ياشعبنا وتثور من أجل إستغلال مواردك وإنهاء فقرك المتقع ؟ لماذا لا تسمتع الى الأصوات الخيرة التي نبهتك على خطورة التصويت لهؤلاء ؟ من الذي إستفدته من هؤلاء لكي تعيد الكرة مرة أخرى معهم ؟ كيف تلدغ في حجرك لأكثر من مرة وأنت إسلامك ينهيك عن تكرار الفشل ؟ هل أنت راض عن هذه السياسات التي تمارس بحقك والتي أنت تدفع ضريبتها وغيرك  يعيش في نعيم ورفاه ؟
لماذا خنت الذين وقفوا الى جانبك ودافعوا عنك ؟ لماذا أدخلت نفسك في خانة الشعوب الميتة التي لاتهش ولاتنش ؟
لقد راهنا على وعيك ياشعب لكننا خسرنا الرهان مجددا ؛ بتصويتك هذا أدخلت نفسك في خانة الشعوب التي لاتستحق الحياة ؛ من الآن فصاعدا لم تشعر بأن العالم يتعاطف معك مجددا ؛ لقد هزمت كل القوى التي وقفت من أجلك فمن يساعدك الآن بعد أن وقعت على إعدام حكمك بيديك ؟
لا أعرف هل أبكي الآن عليك ياشعب ؟  أم أبكي على العراق ؟ أم على   اللحظة التي ولدت فيها في هذا البلد ؛ الى متى  تستمرون في هذه  الإزدواجية العجيبة ؟ لقد كنتم تتهمون البعض من الذين يعارضونكم  بأنهم ضد المرجعية والدين والآن تختارون التوجهات التي رفضتها  المرجعية ! لقد وقفتم ضد المرجعية في تصويتكم هذا ؛ أي شعب إنتم ؟  كيف نعرفكم ؟ كيف نعرف ماذا تريدون ؟
لقد كنتم قبل أيام قليلة جدا تتصلون على القنوات الفضائية وتبكون على الإجراءات المتبعة بحقكم وها أنتم اليوم تذهبون لإختيار كل تلك الإجراءات ! لا أعرف هل تضحكون علينا نحن الذين ندافع عن حقوقكم أم تضحكون على أنفسكم ؟ .

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات