19 ديسمبر، 2024 12:54 ص

المنطقة العربية وما يحيطها محكومة بمنطوق واحد لا غير , خلاصته : ” ما يخدم القوة المهيمنة عليها يبقى ويتطور , وما يعارضها ينتهي بشتى الأساليب”.
فكل ما هو قائم لصالح ما هو دائم!!
فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية , وهذا المنطوق فاعل ومؤثر ومدمر , ويستحضر ما يؤكده ويستثمر فيه أيما إستثمار.
فهل وجدتم نشاطا يخدم مصالح المواطنين في دول الأمة؟
المنطقة فيها تلاثة أرباع الطاقة الأرضية , ومصادر نادرة للثروات , وتسيطر على ممرات مائية مهمة للملاحة الدولية , وجميع دولها لا تزال من غنائم الدول التي إنتصرت في الحرب العالمية الأولى , وبعضها إنتقلت ملكيتها للدول التي إنتصرت في الحرب العالمية الثانية.
ومنذ أفول الهيمنة العثمانية , وما يحصل في المنطقة بتصريح من القوى المالكة لها , ولا تزال الحالة كما بدأت , والفرق أن الأساليب التفاعلية تحوّرت.
فمعظم أنظمة الحكم معيّنة , أو أنها تحكم بالوكالة لتأمين مصالح الآخرين , ولا يعنيها مصالح الشعب الذي تتسلط عليه , فتميل إلى الإستحواذ على ثرواته , وإيداع أمواله في البنوك الأجنبية , وحرمانه من حقوقه الطبيعية , وإلهائه بالحرمان من أبسط الحاجات الإنسانية , وتعمل على زجه في حروب عبثية , إقليمية وبينية لتبعده عن التفكير بما يقوم به نظام الحكم من جور ومظالم.
فليحلل المحللون , وليكتب المفكرون , فلن يأتوا بجديد , لأنهم يتعاملون مع النتائج المتمخضة عن المنطوق الإستحواذي على مصير دول المنطقة بأسرها.
أما التوهم بأنها دول ذات سيادة , فثريد حول صحون المآسي والويلات.
ولن تتغير الأحوال في القرن الحادي والعشرين , بل ستسير على سكة ذات عربات مختلفة , وفقا لمنظومات التحكم عن بعد , أو التسيير الذاتي الذي سيأخذ شعوب المنطقة إلى وديان سقر!!
د-صادق السامرائي