18 ديسمبر، 2024 9:05 م

لفت نظري ـ وقد تشرفت بالمشاركة في تفقد المرضى والجرحى الفلسطينيين الذين استضافهم العراق مؤخراًـ مناظر عدة تستوقف الواحد منا حد التأمل العميق…

منها قصة المعنويات الفريدة التي يحملها الأشقاء والتي تغدو اقوى من كل صواريخ الأعداء، بل لا حاجة أن نتحدث عنها، هكذا قال لنا مدير المستشفى وصدق، فقد كانت ابتساماتهم تضمد كل الجراحات الأليمة.

ولكن ما أثار اهتمامي بشكل خاص ما فعلته احدى المرافقات لوالدتها الجريحة، حين جلبت معها الكتب المدرسية والدفاتر الخاصة باخوانها الصغار كي تستثمر فرصة الهدوء الذي غاب عنهم طويلاً، وكي لا يفوتهم أو ينقطعوا عن مسار تلقي العلم!

العلم هو الأهم.. هكذا كان حالهم وقولهم!!

يحدث هذا على يد صنّاع الحياة ممن غدوا رقماً مؤثراً وصعباً في ظل ظروف قاسية لم يشهدها العالم من قبل.. وأخذوا يقدمون للبشرية جمعاء دروساً نادرة الحدوث.

يعلمنا هذا معنى القضية..

يعلمنا هذا شكر النعمة..

يعلمنا هذا أن نشعر ولو ببعض الخجل مما نراه!!

ويعلمنا كذلك وللمرة الألف بعد الألوف الكثيرة أن التحديات هي التي تصنع وتصقل الشعوب وتزيد من قابليتها على الحياة والصمود والانتصار.

فهل علمنا الآن لِم تصمد غزة وهي التي تملك فتات مقومات الحياة بالمعاني المادية؟ ولِم تنهار بالمقابل دول وتندثر حضارات؟!