18 ديسمبر، 2024 10:13 م

النيران في كفة الميزان!!

النيران في كفة الميزان!!

العرب أمة مضحوك عليها , وبدأت مسيرة الضحك عليها قبل الحرب العالمية الأولى , وإنتهت أحوالها إلى ما هي عليه , وما مرت به من إنقلابات تسمى ثورات , ضمن هذه المسيرة التي يتحقق تمريرها بسهولة وبتكرارية مروعة.
والمشكلة أن العرب يتوهمون بأنهم يضحكون على الآخر الذي يلعب بهم “جقة وشبر”!!
ولهذا تجدهم يتنقلون من ورطة إلى أخرى , كأنهم منومون , أو سكارى بثروات النفط التي بلدت عقول الملايين!!
إنزلقوا في حرب الثمان سنوات , وقيل عليكم أن لا تنزلقوا فيها , لأنها مطب لإنهاككم وتأهيلكم للضربة القاضية , وكررها مفكرون وخبراء , ولا مَن يسمع , وتوهم المتوهمون بأنها حرب قصيرة الأمد ولن تتجاوز الأسبوع , وكانت لعبة وزحلقة مريرة , فغضب مَن غضب وثار مَن ثار بوجه بعض المقالات المنشورة في حينها.
وتجدنا اليوم أمام آليات اللعبة ومذاهبها , وكيف خططوا لها وأديرت بخداع وتضليل متقن , حتى وجدت الكفة المتورطة بأنها في منزلق وخيم عليها أن تدفع ثمنه غاليا.
فكيف يكون المخرج؟
لابد للكفة المضحوك عليها أن تلبي شروطا قاسية , بعد أن تدربت على قتل العربي بسلاح أجنبي , وهذا الشرط واضح وصريح , وخلاصته الإنقضاض على العربي الآخر الذي ينهكها تماما , وتقضي حتفها على يديه.
فهل ستتواصل مضحوكا عليها؟
إن الأيام ستخبرنا , وبعض الإشارات والتوترات البارزة من جبل الجليد المأساوي , تشير إلى أنها لم تتعظ وتريد التفاعل الخسراني الشديد لكي يستريح أعداء العرب من العرب , بقيادة العرب!!
فإلى متى يبقى البعير العربي تحت رحمة جزاريه , وكل منهم يريد أن يقطع رقبته مرات ومرات , فرقبته طويلة , ولا تكفيها ذبحة واحدة!!
“أيها الناس إسمعوا وأعوا , وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا , ما مات فات , وما هو آت آت “, فهل من متعظ؟
ورحم الله قس بن ساعدة الأيادي , فما أحوجنا إليه خطيبا في أمة تتعثر بثرواتها , التي أحالتها وبالا عليها!!
د-صادق السامرائي