17 نوفمبر، 2024 1:45 م
Search
Close this search box.

نهاية المطاف والمساءلة عما جرى وطاف

نهاية المطاف والمساءلة عما جرى وطاف

قصة قصيرة عن طبيعة حياة الانسان

المرء المسن في  المحطة ما قبل الأخيرة ينتظر قطار العمر ليأخذه الى نهاية المسار

الى حيث سافر قبله من غير رجعة اجداده واسلافه واناس من مختلف الاجناس والاعمار

حيث بدأ الوجوم يظهرعلى الوجوه وبدأ تراجف الأطراف وتأتأة الكلام والتماسك

توجسا لما ينتظره من احكام وقرارت تخص سجل اعماله وافعاله واقواله هوواقرانه

فقد قام بما هو مرسوم له من اعمال واقوال باسلوبه بعضها مفروض وبعضها مرفوض

لقد انهى اعماله وتعاملاته مع الاخرين وكانت حياته بالتأكيد فيها مطبات لم يراعيها كلها

راعى بعضها بما يخدم مصالحه الدنيوية وربما اوجعت  وآلمت الكثر غيره ممن حوله

واسرف في حبها لكثرة الاغواءات والاغراءات تلبية  لما في الروح و الجسد من رغبات

واستحوذت على سلوكه وانطبع على اقواله وافعاله حب الملذات والابتعاد عن العبادات

والبعض الاخر قد يكون تذكرة سفرالى رحمة البارىء أوجسر عبور او ملاذ آمن من جهنم

بالتأكيد حاول البعض منا ترميم ما هدمته اطماعه وإصلاح كل او بعض اخطائه وهفواته

وإعادة توجيه بوصلته من الشر الى اعمال الخير والإحسان والندم على ما فات من اعمال

بائسة ما كان منه ان يقوم بها لولا الطمع وحب الانا وكسب غير مشروع عن طريق النهب

وفي غمرة مساءلة النفس وهو في محطة الانتظار لتصل عربات القطار

بدأ ينظر الى ما جرى وصار وجرد اعماله كبارا وصغار وما قطف من بعضها من ثمار

قام بالربط والمقارنة بين المستقبل الذي ينتظره والماضي الذي فات وفاته منه فرص كثار

وتمنى على عدم تصحيح المسار وفوات الأوان  لتدعيم وتحسين مواقفه و مستقبله

وتمنى لو اكثر من حسن الاعمال والاقلال من سوءها قبل ان يكون الى الخالق المآل

وعند جرد طاعاته والتزاماته وسلوكه ومطابقتها مع المعاير الموضوعة والسماوية

رجا ان تكون ملبية للمتطلبات وتحرز درجات الرضا والقبول والنجاح

وفي ذات الحين كانت تسكن في مخيلته محكمة كبرى قاض قضاتها

لا اعدل ولا اارحم  منه احد عفو غفوركريم جبار رحيم بعباده

يرحم من به استجار واخذ يكثر من الاستغفار لما ارتكبه من ذنوب كبار وصغار

سجل الماضي هكذا كان حافل  بنوعين من الاعمال والاحوال والمواقف وردود الأفعال

وامام كل فقرة من فقرات السجل  ما يناسبها من جزاء وعقاب

فالصالح منها مألوف ومعروف ومقابله وامامه ما يسر القلوب ويزيل الكروب ويمحو الذنوب

ويتمنى المرء في المحطة الأخيرة  ان ترجح كفة ما حسن من الاعمال وما صلح

ولا يتمنى ان تثقل كفة ما طلح من الاعمال والخبث وسرقة الحقوق والأموال وسوء الأفعال

القطار قادم والمساءلة مستمرة وهو منتظر ويدور في رأسه ما سيواجه

استحوذ على تفكيره الاستذكار والاستغفار والخشوع امام قاضي القضاة في قادم الساعات

نعم سيركب العربات معه أناس اخرون حالهم حاله واتجاههم اتجاهه

وهو في محطة الانتظار صمت صمتا رهيبا قبيل وصول العربات

وصل القطار وركب وجلس وهو ينتظر الوصول الى نهاية السير

للمواجهة النهائية وتقرير المصير.

أحدث المقالات