“سيد عطا تقوي أصل” : الهجوم على رفح نهاية حياة “نتانياهو” السياسية !

“سيد عطا تقوي أصل” : الهجوم على رفح نهاية حياة “نتانياهو” السياسية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أعلن الجيش الإسرائيلي رفع استعداد القوات المتمركزة على مقربة من “رفح” تأهبًا للهجوم البري على هذه المدينة. ويصل معبر “رفح” في أقصى جنوب “غزة”، هذه المنطقة بصحراء “سيناء” المصرية.

وكانت منطقة “رفح” وتبلغ” (42) كيلومتر، تأوي حتى قبل السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي: (275) ألف نسّمة فقط، بينما تضم حاليًا نحو مليون وأربعمائة ألف مهُّجر بسبب الحرب.

وتُعتبر “رفح” آخر ملجأ للمهُّجرين الفلسطينيين، التي أغلقتها “مصر” أمامهم.

وفي هذا الصّدد أجرت صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية؛ الحوار التالي مع: “سيد عطا تقوي أصل”، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، لمناقشة الوضع الراهن في “رفح” واحتمال تنفيذ هجمات إسرائيلية على هذه المنطقة.

نهاية حياة “نتانياهو” السياسية..

“ستاره صبح” : كيف هي حالة “رفح” الحالية، وما جدية احتمالات الهجوم الإسرائيلي على هذه المنطقة ؟

“سيد عطا تقوي أصل” : الكثير من لاجئي “غزة” قرر اللجوء إلى منطقة “رفح”؛ بحيث ارتفعت كثافة الكتلة السكانية الفعلية في هذه المنطقة؛ حيث يقال إن قاعدة (حماس) الحالية موجودة في هذه المنطقة، وأن عناصر (حماس) تنتشر بين اللاجئين وداخل الأنفاق في هذه المنطقة.

ومع الأخذ في الاعتبار لكثافة البُنية السكانية في “رفح”، فإن الهجوم الإسرائيلي على هذه المنطقة قد يتسبب في كارثة إنسانية. وكان توزيع الكتلة البشرية في “غزة” سببًا في تقليل الخسائر، ولكن “رفح” الآن تأوي عدد كبير من اللاجئين نتيجة الحرب على “غزة”.

وتُبقي “إسرائيل” على منطقة “رفح” كمرحلة نهائية للعمليات العسكرية. وكما تقترب خطوة من هذه المنطقة، تزداد الكثافة السكانية الفلسطينية في “رفح”. من ثم فالهجوم على “رفح” سيكون نهاية حياة “نتانياهو” السياسية، إذ أن الهجوم على هذه المنطقة إنما يعني مقتل اللاجئين، والمزيد من النساء والأطفال والأبرياء.

وهكذا عمل سيكون بالغ التكلفة بالنسبة إلى “نتانياهو”. من ثم يتعيّن على رئيس الوزراء الإسرائيلي، مراعاة حجم الرأي العام العالمي والمطالب الدولية في حال اتخذ قرار الهجوم.

والسؤال: هل تنجح احتجاجات الجامعيين والطلاب في التأثير على قرار “نتانياهو” من عدمه ؟.. ونحن حاليًا بصدد اختبار يعكس مدى استجابة قادة الدول الديمقراطية لآراء المصّوتين، حيث تحولت الدعوات لإنهاء الحرب على “غزة” والعمليات العسكرية الإسرائيلية على المناطق المأهولة في “غزة” مطلبًا عامًا.

حقيقة الصفقة “الإيرانية-الأميركية-الإسرائيلية” بشأن رفح..

“ستاره صبح” : قبل فترة سّاد احتمال بإمكانية أن تدفع “إيران” باتجاه التخلص من التوتر في العلاقات مع “إسرائيل” حال تراجع الأخيرة عن قرار الهجوم على “رفح”، هل لايزال هذا الاتفاق غير المُعلن ساريًا ؟

“سيد عطا تقوي أصل” : حين تصّاعدت وتيرة التوترات بين “إيران” و”إسرائيل”، ازدادت الأقاويل عن اتفاق غير مكتوب بين “إيران” و”الولايات المتحدة” بخصوص “رفح”، تُفيد بإن “إيران” سوف تتوقف عن الاستمرار في التوتر العسكري مع “إسرائيل” شريطة عدم الهجوم على “رفح”.

لكن لم يتم تأكيد هذه الشائعة، وكما يبدو بإن مصدر تداول الخبر داخلي هدفه للتخفيف من وطأة توقعات المتشدّدين في الداخل، والتخلص من مطالب الانتقام الشديد من “إسرائيل”. في المقابل كان الرد الإيراني كافيًا، لكن حينها لم تكن تداعيات الهجوم واضحة.

وهذه الشائعة نجحت في الحد من توقعات المتشّددين في الداخل بشكلٍ كبير؛ حيث أوحت بأن “إيران” بصّدد التباحث وإبرام صفقة تصّب في صالح الفلسطينيين. وكانت أثبتت العملية الإيرانية، والتي سبقها تنسّيق مع “الولايات المتحدة”، ودول المنطقة، والدولة الهدف، عدم سّعى “إيران” للحرب وإشعال فتيل الأزمة.

وكان وزير الخارجية قد صرح: “قلنا للأميركيين إننا لن نضرب المراكز الاقتصادية والحيوية، إلا أن إيران سترد بالوقت نفسه على الغطرسة الإسرائيلية”. وقد حققت العملية الرد المطلوب. ومع الحشد الإسرائيلي في “رفح”، انتشرت الشائعات حول حصول “إيران” على انتفاء التعهد الإسرائيلي غير الرسّمي بشأن عدم الهجوم على “رفح”.

والآن عيون الجميع معلقة على هذه المنطقة لمعرفة أي مشكلة سوف تُسبب حكومة “نتانياهو” المتطرفة.

ثمن اجتياح “رفح”..

“ستاره صبح” : في رأيك، هل يمكن اعتبار هذه المرحلة من “حرب غزة”، بمثابة المستوى الأخير للصراع أم لا ؟

“سيد عطا تقوي أصل”: “نتانياهو” سيُقدم نفسه فداءً حال الهجوم على “رفح”، التي تواجه حاليًا شبح أزمة إنسانية، وسوف يُدان “نتانياهو” من منظور حقوق الإنسان، حال الهجوم العسكري على هذه المنطقة، علمًا أنه قد تحول بعد الحرب على “غزة” إلى وجه محروق، وهو يقف الآن على حافة الهاوية، والهجوم على “رفح” يُسقطه في هذه الهاوية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة