خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
اتسع مؤخرًا نطاق الاحتجاجات في الجامعات الأميركية، على سياسات “واشنطن” تجاه الحرب على “غزة”، وقد ووجهّت هذه المظاهرات بقمعٍ شديد من جانب قوات الأمن. مع هذا فقد فشل التعامل بعنف مع هذه التجمعات واعتقال المتظاهرين، في الحّد من حجم الاحتجاجات التي تزداد بشكلٍ يومي. وقد تابعنا تجمعات مشابهة في سائر جامعات الدول الغربية.
وفي هذا الصّدد أجرت صحيفة (جام حم) الإيرانية؛ الحوار التالي مع؛ الدكتور “فؤاد إيزدي”، الأستاذ الجامعي ومحلل الشأن الأميركي؛ حيث أكد أن هذه الاحتجاجات تُثبت أن “الولايات المتحدة” تشهد حالة من التطور فيما يخص “القضية الفلسطينية”، وسوف نتابع على المدى الطويل توقف أو انحسّار الدعم الأميركي لـ”الكيان الصهيوني”..
تأثيرات طويلة المدى وأخرى قصيرة..
“جام جم” : كيف تُقيّم قمع احتجاجات الطلاب الأميركيين، واتساع دائرة الاحتجاجات ؟
“فؤاد إيزدي” : الحركة الاحتجاجية الطلابية في “الولايات المتحدة”، وتطورات المرحلة الراهنة، بالغة الأهمية وتسّتوجب الدراسة من جوانب مختلفة.
وفي الحقيقة؛ فإن قمع هذه الاحتجاجات له تأثير قصير المدى قد يُبرز خلال الأشهر المقبلة، وربما في انتخابات الرئاسة المقبلة، وآخر طويل المدى سيُفضي إلى تطور أكثر عمقًا في “الولايات المتحدة الأميركية”.
تأثر الانتخابات الأميركية..
“جام جم” : هل تتفضل بمزيد من التوضيح عن التأثير قصير المدى لتلك التطورات. وكيف سيكون تأثيرها على انتخابات الرئاسة المقبلة ؟
“فؤاد إيزدي” : من يشتركون في هذه المظاهرات يصّوتون بالعادة للديمقراطيين، لكن التعامل الشرطي العنيف سيؤثر بالتأكيد على كيفية تعاطي هؤلاء الأفراد مع الانتخابات المقبلة.
وبالتأكيد لن يصّوت هؤلاء للجمهوريين في الانتخابات المقبلة، لكن هذه التطورات سوف تدفع إلى مقاطعة الانتخابات، وهذا في حد ذاته ضربة قوية للديمقراطيين و”جو بايدن”.
تحول الجامعات الأميركية نحو القضية الفلسطينية..
“جام جم” : كيف سيكون شكل التأثيرات طويلة المدى لتلك التطورات، وكيف ستؤثر على مستقبل “الولايات المتحدة الأميركية” ؟
“فؤاد إيزدي” : يجب الاعتراف بأن موقف “الولايات المتحدة” بصّدد التطور فيما يخص “القضية الفلسطينية”.
فالجامعات التي شهدت مؤخرًا احتجاجات داعمة لـ”القضية الفلسطينية”، من مثل جامعة (كلمبيا، وييل، وبرينستون) وغيرها من بين أفضل عشر جامعات في “الولايات المتحدة”، وبالعادة يكون عمل هذه الجامعات تدريب القوى الجديدة في “الولايات المتحدة”.
ومن يتظاهرون في هذه الجامعات حاليًا ضد “الكيان الصهيوني”، هم من أبناء المسؤولين الأميركيين الحاليين.
وهذه المسألة تُعّيد إلى الأذهان قصة النبي موسى؛ (عليه السلام)، الذي نشأ في قصر فرعون؛ حيث تحولت الجامعات التي تعمل على تربية الجيل التالي من المسؤولين الأميركيين، إلى مكان لدعم “فلسطين”.
موقف في غاية العجب للإدارة الأميركية !
“جام جم” : هل هذه الحركة الطلابية لها سوابق في “الولايات المتحدة الأميركية” ؟
“فؤاد إيزدي” : هذا الحدث عجيب وملفت وبالغ الأهمية. ومنذ الاحتجاجات ضد “حرب فيتنام”، لم تشهد البيئة الجامعية مثل هذا الكم من التظاهرات.
وكان رئيس “مجلس النواب” الأميركي؛ “مايك جانسون”، قد ألقى خطابًا بجامعة (كلمبيا) دعمًا لـ”الكيان الصهيوني”، وقال: “تشهد أكثر من: (200) جامعة مثل هذه التظاهرات”.
وهذه الإحصائيات تعود إلى الخميس الماضي، وقد ازدادت رقعة الاحتجاجات واتسّعت حاليًا بشكلٍ كبير جدًا.
وعليه فإننا نتابع هذا الموضوع الهام والمؤثر، ومستقبلًا سوف يُحدد هؤلاء الطلاب مسّار “الولايات المتحدة الأميركية”.
والحقيقة إن مستقبل “فلسطين” واضح، والدعم الأميركي لـ”الكيان الصهيوني” سوف يتوقف تمامً أو ينحسّر بشدة على المدى الطويل بالنظر إلى ما يحدث حاليًا.
“بايدن” مضطر لحملة نفسية..
“جام جم” : هل تؤثر المظاهرات الأخيرة على قرار الإدارة الأميركية فيما يخص الحرب على “غزة” ؟
“فؤاد إيزدي” : نحن نتابع منذ الآن تأثير هذه المظاهرات على مواقف إدارة “بايدن”؛ التي يتعيّن عليها إطلاق تصريحات التي من شأنها تهدئة الجموع التي تتظاهر حاليًا.
لكن عمليًا يدعم الرئيس الأميركي بكل قوة “الكيان الصهيوني”، وسوف تلعب قوات الشرطة دورًا كبيرًا في هذا الموضوع. بعبارة أخرى لن تُغيّر إدارة “بايدن” سياسة دعم “الكيان الصهيوني”، لكن سوف تضطر إلى القيام بحملة نفسّية.
لكن على المدة الطويل سوف تستمر هذه الحركة وسوف تتراجع “الولايات المتحدة” عن الإطار الذي سّعت إلى فرضه فيما يخص “الكيان الصهيوني”، وهذا هو الأهم وسوف نتابع تأثيرات ذلك مستقبلًا.