التثبيط: التعويق
ثبَّط عزيمته: أضعفها , جعلها خائرة , أوهنها.
من العادات الغريبة والسلوكيات العجيبة في المجتمع , إنتشار طاقة إحباط العزائم والإرادات الخيِّرة.
وهي معضلة سلوكية بارزة في الكتابات المنشورة , التي يعبّر فيها أصحابها عن مشاعرهم السلبية تجاه غيرهم.
ولا يُعرف لماذا يختارون شخصا ما , ليصبّوا جامّ إنفعالاتهم عليه , وقاسمهم المشترك أنهم يستهدفون المتميزين والقادرين على العطاء الأصيل.
فتجد أقلام المثبِّطين المحبِّطين ناشطة , ولها صحفها ومروجيها , مما تسبب بخسائر ثقافية وحضارية جسيمة , وقد بدأت منذ أكثر من قرن , بتقليل قيمة القدرات الإبداعية بأنواعها , وأبواقها ذات أصوات عالية , وصداها يملأ الآفاق , ويجري في روافد الأجيال , وربما تكون مرتزقة.
وما من منوِّرٍ في الأمة إلا وعانى وتعذّب وتشرّد أو قتل , فالمنوِّرون لا ينفعون , ولا يوجد مَن يساندهم ويدافع عنهم , فهم لوحدهم في سوح النزال , ويسبحون ضد التيار , والأقلام المسعورة تنهال عليهم وتصيبهم بأضرار بليغة.
وما نجا منوِّرٌ في الأمة من صولاتهم , وأصبحوا اليوم جيشا عرمرما يهاجم كل قلم تنويري وطني أمين.
إنهم لا يهدأون , ولا يملكون مادة معرفية ذات قيمة ثقافية حضارية نافعة , فالعدوان منبع ما يكتبون .
فهذه أمة فيها مَن يُطفئ أنوارها , ويشوّه رؤاها , ويعطل أفكارها , ويتهجَّم على العقول الطامحة بحاضر أفضل ومستقبل أجمل.
وهم ينثرون على وجوه الأجيال تراب الغابرات ورميم الأجداث الباليات.
فهل أنهم من سكرة أحقادهم بسمومهم يتمرغون؟!!