هذا عنوان إفتتاحيات جريدة الثورة العراقية في بدايات السبعينات , وكان يوضع في لوحة الإعلانات في باحات المدرسة ليقرأه التلاميذ , وكنت من المتابعين له وأقرأه بدهشة وعجب , فكان يصف أحوال المنطقة كما حصلت منذ أكثر من أربعة عقود وحتى يومنا الحاضر.
في حينها كنا نحسب المكتوب ضرب من الخيال والتصورات البعيدة المنال , لكن الأيام أكدتها وتجاوزتها بكثير.
وبعد دوران العقود , وتزعزع أركان الحدود والقيود , ومجتمعاتنا في محنة الحفاظ على الوجود , ما ترسخ في الذاكرة من تلك الإفتتاحيات يثير أسئلة وشكوك؟
لماذا لم يتم وضع برامج وقاية منها؟
ولماذا صارت مجرد كلام بلا قيمة وهدف؟
وكيف ندري بمصيرنا ونسعى إليه بإرادتنا؟
إن عقولنا نبيهة وحصيفة وذات قدرات إستقرائية متميزة , والعلة الكبرى تكمن في الكراسي التي يوضع فيها مَن يتبع وينفذ إرادات الطامعين بالبلاد والعباد.
فدولنا ضعيفة , وتستكين للأقوياء , ولا يمسك السلطة فيها إلا مَن يخدم مصالح الدول القوية ويحرص على تأمينها والدفاع عنها.
ويبدو أن علاقاتنا بالدول القوية , كعلاقة الظبي بالأسد , فالقوة هي القانون والدستور , والغاب شريعة التفاعل الدولي , وما يظهر في وسائل الإعلام تضليل وأوهام , ففي الغرف المغلقة , يتعالى الزئير والأنين.
عرفنا وتوقعنا وأذعنا ونفذنا وأجدنا مسيرة الهلاك الذاتي والموضوعي بإخلاص فائق , وعذرنا الفتان ” أ لم نقل سيحصل كذا وكذا” , ويا ليتنا ما قلنا وما كتبنا , لأننا ندين أنفسنا ونفتح النار على صدورنا.
وهذه قصتنا المناوئة لوجودنا!!
فهل لديكم تلك المقالات التي جُمعت في كتيب بذات العنوان؟!!